بقلم: عصام كاظم جري
اكتشف العراقيون بعد فوات الأوان من أهم فوائد التّشجير تقليل تلوث الهواء، وانخفاض نسبة حرارة الجو، فضلا عن الجمالية! السؤال أين كانوا من هذا الاكتشاف؟
نحن نسمع ونقرأ: ستنطلق أكبر حملة تشجير في عموم المحافظات، ونقرأ تعدُّ الحملة القادمة الأوّلى من نوعها في تشجير العراق، وعلى كل مواطن أن يزرعَ شجرة واحدة، ونقرأ أيضا سيشارك في تشجير المحافظات وزارة التّربية والتّعليم العالي والبلديات والماء والمجاري والصحة والمالية...إلخ، هذه الشعارات والبيانات لا تسمن ولا تغني من جوع.
يقينا يسهم التّشجير في تقليل تلوث الهواء والتقليل من حرارة الجو، ولا نختلف بان الأشجار تعمل بامتصاص مسببات التلوث وتخزينها في أوراقها وأغصانها، وتقوم الأشجار بحجب أشعة الشمس اللاهبة بشكل كبير مما تسهم في تقليل حرارة الجو التي تصل للأرض، وبذلك تغيّر حرارة الهواء، ولكن كيف يتم ذلك والبلد بات “مولا” كبيرا ومُقفِرا !
تؤكد البيانات والدّراسات أن درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعيّة هي “36°” في حين تصل درجة حرارة الجو في جنوب العراق حوال الـ “51°”من أين للإنسان الصبر الجميل في تحمل أعباء انقطاع التيار الكهربائي، وتخريب إسالة الماء وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض مناسيب الأنهار وجفاف الأهوار؟ ولا يخفى على أحد بأن فصل الشتاء يبدأ من نهاية شهر أيلول وينتهي مع بداية ربيع نيسان، ربما ستنقرض هذه المواعيد تدريجيا وتصبح أجواؤنا صيفية محضة!
متى نسعى للعمل بما أرشدنا به رسول الله (ص)؟ : عندما قال “أفضل الصدقة سقي الماء” نعم مع ارتفاع درجات الحرارة، تعظم صدقة سقي الماء لحاجة الناس لها، وحتما أنها أفضل أنواع الصدقة، ولا تتوقف هذه الحاجة في حدود الإنسان فحسب.
لقد ذهب الكثيرُ من العراقيين إلى تصحر الأرض أهم أسباب ارتفاع درجات الحرارة في مناطق الوسط وجنوب العراق، وبدأت بعض مناطق الجنوب تسجل أعلى درجات الحرارة عالميا خلال فصل الصيف، واقترح الكثيرُ منهم بإطلاق مبادرة تشجير الأراضي، بغية أن تكون ملائمة بعض الشيء لارتفاع درجات الحرارة، ولكن الحقيقة تصحر الأراضي وتحولها إلى مناطق سكنية ليسا السببين الوحيدين، ثمّة أسباب اخرى منها، جنوب العراق يقع ضمن المناخ الصحراوي أو شبه الصحراوي الحار والجاف، فضلا عن ذلك يعدُّ مناطق نفطية مصاحبة لأنواع عديدة من المحروقات والغازات السامة، ويقينا تسبب تلك المحروقات رفع درجة حرارة الهواء، ولا ننسى فوضى منح إجازات فتح معامل الطابوق والإسفلت والمطاحن وانتشارها قريبا من مراكز المدن، واستيراد ملايين المركبات الصالون الصغيرة والناقلات الكبيرة التي ملأت الأزقة والشوارع والساحات والبيوت.
أقرأ ايضاً
- الأزمة العراقية.. بوادر حل ومواجهة محتملة
- أين العراق من اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ؟
- مشكلة التصحر.. ما هي الحلول ؟