بقلم: د. علاء هادي الحطاب
مَثلت طبيعةُ اغتيال رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس ومكانها وتوقيتها متغيراً مهماً في طبيعة الصراع بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلاميَّة الإيرانية، كون الاغتيال وقع على أراضيها لشخص بضيافتها، سيما وأن إيران كانت ولاتزال ترفع لواء محاربة الكيان.
ليس جديدا على حركة حماس اغتيال أحد قادتها فهي تنظيم جهادي مقاوم يمارس العمل المسلح إلى جانب العمل السياسيّ بدرجة أقل، لذا لن تنهار الحركة باِستشهاد هنية بل سيولد قادة آخرون يكملون المسيرة فلم تتوقف او تنهار الحركة عندما اغتيل قادة سابقين لها.
من جانبها إيران ألزمت نفسها بالرد من خلالها ومن خلال بقية محور المقاومة، لكنها في الوقت ذاته تحسب اِكلاف طبيعة الرد، وكذلك اِكلاف عدم الرد، وفيما إذا كان الرد ينطلق من الأراضي الإيرانية فقط أم من أراضي دول أخرى، او ربما فقط من خارج أراضيها من خلال عرفته سابقا بمحور المقاومة، او من كليهما أي من داخل إيران وخارجها بضربة واحدة مؤثرة محدودة الأهداف أم غير محدودة.
وهناك ربما سيناريوهات أخرى، فصانع القرار الإيراني يلحظ في كل ذلك طبيعة "كلف قراره" داخليا فيما يتعلق بإيران الدولة التي ترعى مصالح شعبها وسط ضاغط اقتصادي كبير تتعرض له نتيجة العقوبات الامريكية عليها، أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار امام التومان الإيرانية وما استصحبه من ارتفاع في المواد الغذائية ومختلف الصناعات.
لذا فإن إيران بين خيارات صعبة ازاء التعامل مع هذا الملف وهي تدرك جيدا محاولة الكيان الصهيوني جرها لحرب مفتوحة يريد الكيان من خلالها توسعة رقعة الحرب لاسباب أولها داخليا يتعلق بوضع حكومة نتن ياهو غير المرضي عنها داخليا، سيما بعد فشلها احتلال كامل قطاع غزّة واستعادة الرهائن، لذا فإن خلق عدو خارجي وحرب مفتوحة يتيح لها البقاء أطول فترة ممكنة ويقلل من فرص اسقاطها، ومن جانبها إيران الزمت نفسها بين خيارات الرد وإكلافه عليها.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر