رجح نواب وسياسيون أن تستمر حالة عدم الحسم لملف انتخاب رئيس البرلمان الجديد لفترة أطول، إذ لم تصل الأطراف السياسية كافة لحل توافقي بدعم مرشح واحد للمنصب، وخاصة قوى الإطار التنسيقي، التي باتت تملك مفتاح الحل، فهي منقسمة بين دعم حزب الحلبوسي أو جهة أخرى بدلا عنه.
ويقول النائب عن الإطار التنسيقي أحمد الموسوي، إن "أي اتفاق بشأن انتخاب رئيس البرلمان الجديد غير موجود حتى الآن، والخلافات ما زالت مستمرة بين القوى السياسية، وخاصة الأطراف السنية، ولا بوادر للحل".
ويضيف الموسوي، أن "الحوارات بشأن انتخاب رئيس البرلمان الجديد، كانت متوقفة بسبب الانشغال بانتخابات مجالس المحافظات، ومن المفترض أن تعود بشكل مكثف في الأيام المقبلة من أجل حل هذه الأزمة قبل بدء الفصل التشريعي الجديد"، مبينا أن "انتخاب الرئيس الجديد يعتمد على حصول اتفاق سياسي على مرشح واحد للمنصب، لكن نتوقع أن حسم هذا الأمر سيأخذ المزيد من الوقت بسبب استمرار الخلافات وكثرة المرشحين".
يذكر أن مجلس النواب، فشل مرتين بانتخاب رئيس البرلمان، حيث جرى إدراج الفقرة بجلسات خاصة لانتخاب الرئيس لكن لم تعقد بسبب عدم الاتفاق على مرشح محدد لشغل المنصب.
وقد تسلم الإطار التنسيقي، أواخر تشرين الثاني 2023، الأسماء المرشحة لشغل منصب رئيس البرلمان الجديد من قبل القوى السياسية، وهم: محمود المشهداني، سالم مطر العيساوي، شعلان الكريم وعبد الكريم عبطان.
وتشهد القوى السنية، خلافات كثيرة وحادة، من بينها انشقاق مثنى السامرائي، عن تحالف عزم بقيادة خميس الخنجر، وتشكيله تحالف العزم الذي ضم 15 نائبا، عندما قرر الأخير التحالف مع حزب تقدم بقيادة الحلبوسي وتشكيل تحالف السيادة، وهو ما رفضه السامرائي، وانضم للإطار التنسيقي.
من جهته، يبين القيادي في تحالف العزم فارس الفارس، أن "الخلافات السنية السنية مستمرة على منصب رئيس البرلمان، وكذلك الخلافات داخل أطراف الأطار الشيعي حول الاتفاق على مرشح واحد للمنصب".
ويؤكد الفارس، أن "منصب رئيس البرلمان ليس حكرا لحزب تقدم، وهذا المنصب هو استحقاق للمكون السني، ويحق لأي جهة سياسية سنية المنافسة عليه، خاصة وأن المنافسين لمرشحي حزب تقدم يحظون بدعم وتأييد غالبية القوى السياسية"، لافتا إلى أن "الصراع والخلاف على منصب رئيس البرلمان سوف يأخذ وقتا، وربما سيؤجل إلى ما بعد تشكيل الحكومات المحلية".
وقررت رئاسة مجلس النواب، إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي، بشكل رسمي، استنادا إلى قرار المحكمة الاتحادية العليا، اعتبارا من تاريخ الرابع عشر من تشرين الثاني 2023.
إلى ذلك، يبين المحلل السياسي ماهر جودة، أن "حسم انتخاب رئيس البرلمان الجديد، هو بيد قوى الإطار التنسيقي، والخلاف بين هذه القوى هو من يؤخر هذا الحسم، خاصة وأن القوى السنية قدمت ما لديها من مرشحين وبقي الاختيار للأغلبية، وهي قوى الإطار".
ويتابع أن "هناك انقسام واضح ما بين قوى الإطار، فبعضها تريد بقاء المنصب لدى حزب تقدم، حيث تريد الحزب يبقى شريكا سياسيا لها، وهناك من يريد ذهاب المنصب لجهة أخرى غير حزب تقدم، من أجل اضعاف نفوذ رئيس الحزب محمد الحلبوسي والقضاء عليه سياسيا، لذا لا بوادر ومعطيات لحل هذه الأزمة في القريب العاجل".
ويشير إلى أن "أطرافا سياسية سنية وشيعية، ستعمل على استغلال ملف انتخاب رئيس البرلمان بملف تشكيل الحكومات المحلية من أجل الضغط"، مرجحا أن "يكون الملفان في ورقة تفاوضية واحدة، وحسمهما سيكون متزامنا خلال المرحلة المقبلة".
ويحتاج التصويت على رئيس مجلس النواب، لنصاب النصف زائد واحد، من عدد مقاعد البرلمان، وهو ما لا تمتلكه القوى السنية، حيث يكون العدد 166 نائبا، كما لا يملك حزب تقدم صاحب أغلبية المقاعد السنية، سوى نحو 35 مقعدا.
يذكر أن تحالف القيادة (السيادة سابقا)، قرر وبعد اجتماع عقد مؤخرا، بحضور الحلبوسي ورئيس التحالف خميس الخنجر، أن التحالف يمتلك الأغلبية السنية في البرلمان، وجرى تخويل الحلبوسي والخنجر بتسمية المرشح لمنصب رئيس البرلمان.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- كيف تسبب التوتر الإقليمي بترحيل أزمة رئيس البرلمان؟
- الكويت: إسقاط الجنسية عن رئيس "حكومة الغزو المؤقتة"
- غائب منذ (10) أشهر.. البرلمان يفشل في حسم منصب "الرئيس"