تتصدر الملفات الاقتصادية والأمنية جدول أعمال الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بغداد، نهاية أيار الحالي، إلى جانب التفاهمات السياسية والاتفاقيات المبرمة بين العراق وإيران في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة الأحداث الإقليمية، فيما تكتسب الزيارة أهميتها من تقاربها مع زيارات رفيعة تخص العراق، كزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بغداد، وزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة، وجولة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في إيران.
ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عامر الفايز، إن "من المرجح وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى العاصمة العراقية بغداد، في نهاية أيار الحالي، بزيارة رسمية ودعوة من قبل الحكومة العراقية".
ويضيف الفايز، أن "للعراق علاقات مختلفة مع إيران بملفات اقتصادية وأمنية وكذلك اجتماعية، والعراق يسعى إلى تطوير تلك العلاقات بما يخدم العراق والوصول إلى تفاهمات في مختلف الملفات المشتركة بين البلدين بما يخدم مصالح العراق".
ويشير إلى أن "الملفات الأمنية والاقتصادية سوف تتصدر زيارة رئيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، كما سيتم بحث قضية دخول الإيرانيين للزيارات الدينية المقبلة في العراق، فهناك تنسيق عالي المستوى بهذا الملف بين بغداد وطهران، إضافة إلى ملفات أخرى مهمة تتعلق بالأوضاع في المنطقة وعموم العالم".
وأعلن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي تخلل زيارته إلى طهران، أنه من المقرر أن يجري رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، زيارة رسمية إلى العراق من بينها إقليم كردستان من دون تحديد الموعد.
والتقى بارزاني، خلال الزيارة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، وكبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة علاقات العراق وإقليم كردستان مع إيران ومجالات التعاون المشترك بين الجانبين، حيث أعلن عن مرحلة جديدة في العلاقات.
في الأثناء، يقول مصدر سياسي كردي، بأن "رئيسي وعد بارزاني بالتدخل لحل الأزمة الإدارية والاقتصادية المتفاقمة بين بغداد وأربيل، بناء على طلب الأخير".
ويضيف المصدر، أن "بارزاني كان قد لجأ لهذا الخيار بعد انغلاق السبل أمامه، في ظل تنامي الأزمة المالية التي تضرب الإقليم، ووسط ضغوط سياسية كبيرة من بينها قرب إجراء انتخابات إقليم كردستان، التي أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني مقاطعتها".
وكان الأمين العام للمقر المركزي للزيارة الأربعينية (الإيرانية) مير أحمدي، قد أعلن عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني، إلى العراق دون أن يحدد موعدا لها، متطرقا لاتفاق مع العراق بشأن 50 قضية، بما في ذلك سهولة عبور الحدود، وتبادل معلومات جواز السفر الإيراني مع الجانب العراقي.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قام في 22 نيسان الماضي، بأول زيارة رسمية له منذ أكثر من عقد إلى بغداد، التقى خلالها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما زار أربيل ناقش خلالها ملفات "طريق التنمية" والتعاون التجاري وصادرات النفط والملفات الأمنية بين البلدين فضلا عن تقاسم أفضل للمياه.
وقبل ذلك بأيام، كان السوداني، قد عاد من جولة في الولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، ووقع العراق على بروتوكول عمل مشترك بشأن صفقة عسكرية مزمعة بقيمة نحو 550 مليون دولار.
كما ناقش السوداني، مع المسؤولين الأمريكيين، التعاون الأمني الحالي بين الطرفين، والجهود المشتركة لمعالجة التهديدات الأمنية التي يتعرض لها البلدان، ومستقبل التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش في العراق.
وخلال الزيارة دعا السوداني، إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط، وجاء ذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل عقب الهجوم الذي شنته طهران كرد على قصف قنصليتها في دمشق.
من جهته، يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية غريب عسكر، أن "مباحثات الرئيس الإيراني في بغداد، سوف تتركز على الجانب الأمني، ومتابعة تنفيذ الاتفاقية الأمنية ما بين العراق وإيران، وعملية ضبط الحدود بين البلدين، وغيرها من الملفات الأمنية".
ويبين عسكر، أن "ملف حرب غزة والتصعيد العسكري في عموم المنطقة، بكل تأكيد سيكون على طاولة حوارات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مع المسؤولين الإيرانيين، كذلك الملفات الاقتصادية المهمة خاصة المتعلقة بطريق التنمية، فإيران تعتبر شريكا استراتيجيا للعراق بمختلف الملفات".
ويشير إلى أن "العراق يعمل على تطوير علاقاته الخارجية مع كل دول المنطقة والعالم، وهو يتخذ التوازن في كل علاقاته الدولية، ويرفض بأي شكل من الأشكال الدخول ضمن سياسة المحاور، كما هو يرفض أن يكون منطلقا للاعتداء على إيران وغيرها من دول الجوار والعالم".
يشار إلى أن حجم التبادل التجاري السنوي بين العراق وإيران يتجاوز 10 مليارات دولار لمختلف البضائع والسلع الغذائية والزراعية والصناعية، أغلبها لصالح الصادرات الإيرانية، بالإضافة إلى استيراد العراق الكهرباء والغاز منها.
بدوره، يقول الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، إن "زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى بغداد، سوف تكون ذات اتجاه واحد، أي أن طهران سوف تضغط على بغداد بشكل أكبر من أجل تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق الأمني خاصة بقضية تسليم المطلوبين لإيران المتواجدين داخل الأراضي العراقية".
ويوضح الحكيم، أن "زيارة رئيسي لن تخلو من الضغط الإيراني على السوداني وحكومته من أجل الإسراع بحسم ملف تواجد التحالف الدولي في العراق، فهذا الملف يشكل قلقا كبيرا لطهران، لأنها تخشى استخدام التواجد العسكري ضدها في المستقبل القريب أو البعيد".
ويلاحظ أن "المفاوض العراقي ما زال ضعيفا جدا في فرض ما يريده من طهران، خاصة فيما يخص قضية المياه، وكذلك استيراد الغاز المتفق عليه، خصوصا مع قرب فصل الصيف وملفات أمنية أخرى كضبط الحدود من قبل الجانب الإيراني لمنع أي عمليات تهريب على هذا الشريط الحدودي".
وتتواجد في إقليم كردستان العراق، أحزاب وحركات كردية إيرانية معارضة تصفها طهران بأنها "تنظيمات إرهابية" مسؤولة عن عمليات تفجيرات تحدث بين وقت وآخر في إيران، كما يتهم الحرس الثوري الإيراني الإقليم بأنه يوفر ملاذات لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" الذي يقف وراء التفجيرات.
ومنذ سنوات عدة تدفع السلطات الإيرانية باتجاه افتتاح الخط السككي لنقل البضائع إلى العراق ومنه إلى باقي دول المنطقة، وإلى جانب ذلك ترى طهران أن طريق التنمية العراقي الذي يربط الشرق بالغرب سيؤثر سلبا على مشروع الحزام والطريق الصيني الذي يمر بإيران.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)