فقد "علي البصير" عينيه في حادث ارهابي ولم يقنط ولم ييأس، وبدأ بالتكيف مع حالته الجديدة، فبحث عن سبيل ليعيد وقوفه على رجليه ويواصل مسيرته في حياة عملية جديدة، فوجد ضالته في مركز نور الحسين لرعاية المكفوفين التابع للعتبة الحسينية المقدسة، الذي وفر له كل سبل النجاح لينطلق منها الى افق واسعة ويصبح ممثلا ومؤلفا مسرحيا يشار له بالبنان ويشارك في مهرجانات دولية، واصبح رقما مهما في المسرح بمحافظة كربلاء، ناهيك عن عمله كاستشاري للادارة والتسويق.
حادث اليم
يسرد "علي محسن شاكر" (39 عاما) المشهور بإسم "علي البصير" قصته لوكالة نون الخبرية بالقول "كنت منتسبا في مديرية مكافحة المتفجرات بمحافظة كربلاء المقدسة، كلفت بواجب تفتيش روتيني خارج المحافظة برتل عسكري في العام 2008 وقبل الوصول الى مكان الواجب تعرضنا لاشتباك مسلح وفجرت علينا عبوة ناسفة فقدت على اثرها البصر في احدى عيني، بينما دام علاج العين الاخرى لمدة تسع سنوات، واجريت (14) عملية جراحية متأملا المحافظة على ما تبقى لي من بصر، ولكن في العام 2019 ايقنت اني اصبحت بصيرا لا ارى شيئا بالرغم من اجراء عمليتين جراحيتين اخيرتين لكن دون جدوى، وتعرفت في العام 2017 على مجموعة من المكفوفين عن طريق الصدفة، وعلمت حينها ان هناك معهد يرعى المكفوفين وضعاف البصر تابع للعتبة الحينية المقدسة، والتحقت بالمعهد بعد (41) يوما من فقدي للبصر، واصبحت طالبا في مقاعد الدراسة في دورة لمحو الامية لتعليم لغة برايل والحاسوب للمكفوفين افتتحها معهد نور الحسين لرعاية المكفوفين، ومنها تعرفت على عثمان الكناني مسؤول جمعية السراج واشخاص اخرين ومسؤول معهد نور الحسين".
بداية التحدي
استطعت ان اكسر نوعا ما حاجز العجز الذي يعيشه البصير هكذا يصف "علي" حالته ويكمل بالقول " وساعدني التعرف على عدد من الاشخاص لخوض تجربة العمل المسرحي والتمثيل على خشبة المسرح، وكانت عندي مشكلة كبيرة وهي اني بطبعي خجول جدا، لكنه تحدي لاثبات وجودي وامكانياتي والانتصار على عجزي البصري، وبالفعل بعد شهرين من التدريبات صعدت على خشبة المسرح واديت دوري وتبعها اعمال كثيرة ، منها في مسرحية "نحن هنا" ثم من بعدها مسرحية " اوفر بلوفر" ومسرحية "دمي محطات" ومسرحية "بوصلة" مع العتبة الحسينية وآخرها كان مسرحية "يا زارع البزر نكوش" وهناك عروض قصيرة كثيرة قدمناها في المهرجانات، كما شاركت في اعمال مسرحية بمهرجانات دولية مثل المهرجان العراقي العربي الاول ومهرجان بابل الدولي، وكذلك عروض في مهرجان ايام كربلاء ، وعندي عرض خاص بي متواصل منذ سنتين مع العتبة الحسينية هو مسرحية " بالمرجعية انتصرنا" والعرض فيه شخصيتين فقط، وكتبت النص المسرحي لها، كوني لي محاولات سابقة في مجال كتابة القصة القصيرة او المقالة، ومنذ العام 2018 اعمل في مجال ادارة الاعمال والتسويق".
عمل جديد
وعن العمل الذي يخطط لتنفيذه حاليا اشار البصري الى " مسرحية (14) ريختر وتوقيت النجف" وهي تتحدث عن فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا وما هو اثرها في زعزعة وضع العصابات الارهابية وخوفهم وترقبهم مما سيلحق بهم من رص الصفوف وتحشيد المقاتلين لدحر تلك العصابات في المناطق التي اغتصبتها وعرض حالات الغدر التي مورست بتلك الفترة، والحالات البطولية التي سطرتها نساء في المناطق المغتصبة، ويشير الرقم "14" الى يوم اصدار الفتوى بالتاريخ الهجري وهو "14 شعبان" ، وكانت لدي مشكلة في وضع لمسة جديدة من خلال عرض شخصيات للارهابيين على خشبة المسرح وتم الاتفاق على اظهار خلفيات ما اصاب تلك العصابات من رعب".
في الدراسة
حزت على شهادة السادس الابتدائي في عمله الامني، وبعد فقدي بصره التحقت بالدراسة واستطعت الحصول على شهادة الدراسة المتوسطة هكذا يبين "البصير" تحصيله الدراسي ويتابع بالقول، "عشت في مرحلتين النور والظلام، وقررت ان اصبح فاعلا ولا اثر لفقد البصر على حياتي ومسيرتي، واكتب مسرحياتي عن طريق الحاسوب المزود ببرنامج ناطق عبر دورة دخلتها في معهد نور الامام الحسين (عليه السلام) التابع للعتبة الحسينية المقدسة، او عن طريق الهاتف الذكي المزود بميزة الكتابة بالصوت، وليس لدي مشكلة في هذه المجال، وبعض الاحيان استعين باحدى بناتي لكتابة ما اريد عندما لا تكون عندي مجال او رغبة للكتابة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- انطلق برجل واحد يمثل دور السجاد: موكب سبايا يسير من البصرة الى كربلاء الشهادة لمدة (18) يوما
- مهندسون احترفوا التصوير... عدسات عربية توثق مسيرة الزيارة الاربعينية من البصرة الى كربلاء المقدسة (صور)
- وصلت الى كامل طاقتها الاستيعابية:(١٥٠٠) طفل سجلوا في اكاديمية الثقلين بالبصرة للعلاج من التوحد(فيديو)