اكثر من مئة شاب كانوا يخدمون في مواكب حسينية عدة ولكن فكرة خطرة على بال احدهم ان يأسسوا موكبا خاصا بهم ليقدموا الخدمة للزائرين في شهر محرم الحرام، فاتفقوا في الثاني من شهر محرم الحالي على تأسيسه وكان لهم ما ارادوا، ورغم ان الموكب في سنته الاولى ولم يسموه بأي إسم الا انه تميز عن باقي المواكب الحسينية بمجموعة من المميزات جعلته يختلف عن غيره من المواكب الحسينية، فهو الوحيد الذين فتح الابواب امام الاجانب للخدمة الحسينية في مواكب كربلائية، وهو الوحيد من المواكب الذي استمرت بتقديم الطعام الى صباح الحادي عشر من المحرم، واعضاءه مجموعة شبابية متناسقة بالاعمار والاعمال والتفاني بخدمة سيد الشهداء(عليه السلام).
خدام وزملاء
ويشرح عبد الحسين ناصر احد اعضاء الموكب لوكالة نون الخبرية قصة تأسيس الموكب واسراره بقوله ان " اغلبنا كنا خدام في مواكب اخرى لا تعود لنا ولكن في يوم الثاني من المحرم اجتمعنا في المعمل الذي نشتغل فيه واتفقنا على ان نؤسس موكبا حسينيا خاصا بنا وكان اول شيء فعلناه هو جمع مبالغ لتقديم الطعام والشراب للزائرين، وبالفعل تمكنا من جمع مبلغ كبير جدا لم نكن نتصوره، وفاتحنا العتبة الحسينية المقدسة لتوفير مكان لنا لنقدم ما نريد، وبالفعل خصصت لنا العتبة المقدسة مشكورة ومتفضلة مكانا مقابل باب السدرة في موقع متميز وهو المدخل الشمالي للمدينة القديمة وهي غايتنا من الخدمة لان هذا المكان هو منطقة زخم مرور الزائرين، ولم يكن لدينا خبرة في صنع الشاورما ولا نملك الشوايات الخاصة بها وتمكنا من استقطاب اربعة من الاسطوات اللبنانيين القادمين للزيارة لصنع الشاورما، وساعدتنا بعض المواكب التي انتهت من تقديم الشاورما وزودتنا بخمسة شوايات وحملناها بطن من لحم الدجاج وقمنا بالتوزيع من الساعة الخامسة عصرا ومضت ست ساعات ونحن نقدم الوجبات ولدينا كميات اخرى سنقوم بشويها وتقديمها الى صباح يوم الحادي عشر من المحرم".
اطنان ووجبات
لم تكن بدايتهم مع الشاورما بل قدموا اشياء بسيطة يقول عنها ناصر اننا " بدأنا بتقديم الماء وقد تبرع به شخص ميسور وقررنا تقديم مادة الرقي ولكن لم نحصل عليه في الاسواق فتمكن احد التجار من جلبه لنا من منطقة بنجوين في السليمانية الحدودية مع ايران وجلب لنا عشرة اطنان صرفت خلال يومين فقط، حيث كان معدل الصرف اليومي خمسة اطنان يستمر توزيعها من وقت العصر الى منتصف الليل، واشترينا (40) طن من الرقي ووزعناها خلال ثمانية ايام، واخترنا تقديم الطعام في يوم العاشر من المحرم وبكميات كبيرة لان اهالي مدينة كربلاء القديمة تغلق ابواب محالها التجارية بمختلف انواعها في هذا اليوم، وان اغلب المواكب ينتهي عملها في ليلة العاشر من المحرم، وان اعداد الزائرين هذا العام اضعاف ما كانت عليه في المواسم السابقة، وبالفعل كان الاقبال على وجبات الشاورما بشكل كثيف ووصلت كمية الشاورما التي نصنعها الى طنين من لحوم الدجاج، ونوزع بحدود (30) الف وجبة طعام لغاية صباح الحادي عشر من المحرم".
فرصة للاجانب
اغلب الزائرين من العرب والاجانب دائما ما يفصحون عن امنياتهم بالعمل خداما للحسين (عليه السلام) في المواكب وهذه الفرصة منحها شباب هذا الموكب لهم يبينها ناصر بقوله ان " الموكب وبرغم تأسيسه هذا العام الا انه منح الفرصة للزائرين الاجانب من دول اخرى للعمل بالخدمة الحسينية، حيث عمل معنا مجموعة من طلبة العلم من نايجيريا وعددهم (25) شخص ومن الباكستان شارك (4) زوار وجلبوا معهم كميات من العصائر وزعوها في موكبنا واستمروا معنا بالخدمة الحسينية، ومن العراقيين استقطبنا فئة الشباب واغلبهم زملاء عمل واخوتهم واقربائهم يعملون على مدار اليوم بالتحضير والتوزيع ولا يتوقف الموكب الا في ساعات وقت الصلاة، ومجموع العاملين في الموكب يصل الى مئة خادم حسيني ونستعد لتقديم الخدمة في يوم الثالث عشر من المحرم وهو يوم دفن الجثث وفيه زيارة كبيرة وسيكون في يوم الجمعة الذي يشهد مع يوم الخميس زيارة مليونية، ووصلت مبالغ الطعام والشراب الذي قدمناها الى (25) مليون دينار منها (13) مليون دينار لشراء الرقي و(12) مليون دينار لشراء لحم الدجاج وباقي المستلزمات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- جمع خدام من محافظات مختلفة ..موكب "شباب القاسم" قدم الشهداء والجرحى وافضل الخدمات للزائرين