بقلم: علي حسين
كم "ممثلا ثقيل الظل" فقدتهم الساحة الفنية ليتحولوا إلى سياسيين ونواب ومسؤولين كبار.. كم من الكومبارس تحولوا إلى نجوم فضائيات يصولون ويجولون باسم الطائفة والمظلومية؟
يكتب لورنس أوليفيه في مذكراته "الممثل الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور رفض مشاهدته على خشبة المسرح". ويحدثنا التاريخ عن الرسام المغمور "هتلر" الذي أراد أن ينتقم من لجنة التحكيم لأنها رفضت منحه جائزة.. فقرر أن يحرق ألمانيا بأكملها، وأن يعيد تشكيل مصير وشكل العالم حسب مزاجه الفني.. والنتيجة كانت أكثر من 80 مليون ضحايا حروب "الفورهر".
كم نائباً يمكن أن يحرق البلاد بسبب أوهام يعتقد أنها حقائق؟، كم سياسياً يريد ترويض الناس بجمل وشعارات عن الدين ومخافة الخالق؟، كم انتهازياً يشن كل يوم هجوماً على أدمغة الناس؟
كم زمنا سنعيش تحت حكم المعقدين نفسياً والمصرين على أن نعيش معهم دهوراً من الجهل والتخلف؟ إلى متى سنتحمل سياسيي الصدفة وهلوساتهم؟
كم عمراً سنضيع مع فرقعات إعلامية تريد منا أن نحرف الحقائق، ونوهم البسطاء بأن معركتهم ليست مع الفقر والاضطهاد والاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية، وإنما مع الماسونية التي كانت السبب في هدر ملايين الدولارات على مشاريع وهمية، وتسببت في ازدياد معدلات البطالة وغياب الأمن والأمان؟
كم سنحتمل من استعراضات نوابنا "الأشاوس" الذين يريدون منا أن نتربى في مزارعهم، وأن نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل نائبة تريد منا أن نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم؟!
سيقول البعض إن استعراضات نواب تمرد أمام مكتب وزير المالية لم تصل إلى ما قدمته النائبة السابقة عتاب الدوري التي قررت ذات يوم أن تصبح وزيرة للدفاع.
لا أريد أن أدخل في جدال هل من حق النواب أن يقتحموا مكتب وزير المالية؟، وهل يملك الوزير منعهم ؟.. فأنا مثل جميع المواطنين لا نعرف حدود السلطة التشريعة وأين تقف، فالكثير من النواب تحولوا الى ناطقين باسم الدولة، ولا نعرف مهام السلطة التنفيذية، واختلط علينا الأمر فتصورنا أن المحكمة الاتحادية هي التي تتولى شؤون رئاسة الجمهورية.. لكني وأنا أتابع مشهد نواب امتداد وهم يتوعدون الوزير تساءلت، مع نفسي طبعاً: ماذا لو أن النواب الذين اقتحموا وزارة المالية ينتمون إلى جهات سياسية نافذة؟، وسألت نفسي سؤالاً خبيثاً ترى لو أن السيد حاكم الزاملي عندما كان نائباً قرر أن يزور وزارة المالية، هل تستطيع حماية الوزارة منعه من الدخول؟.. مجرد أسئلة من كاتب بطران.
لللاسف الجميع يريد لهذا الشعب ان يعيش في "المتاهة"، مع ان الناس تحلم ببرلمان للشعب، لا برلمان يقدم برامج "توك شو".