بقلم: علي حسين
الحمد لله أُجهضت المؤامرة التي قادتها الإمبريالية ضد بلاد الرافدين، بعد أن بشرتنا وزارة الاتصالات أنها ستعمل على حجب موقع "تيك توك" عن العراقيين، فيما اخبرتنا وزارة الداخلية مشكورة بأن لا مكان للعبة "البوبجي" في العراق الجديد.
فقد اكتشفنا أن الملعون "تيك توك" يقف وراء غرق مدن العراق في الأيام الماضية، كما أنه ساهم في تسهيل إطلاق سراح نور زهير الذي "لفلف" في وضح النهار أكثر من ملياري دولار عداً ونقداً.
كما أن هذه المواقع "اللعينة" لا تريد للعراق أن يسير في طريق التنمية، وتساهم في انتشار النفايات، كما أنها لا تريد أن يحصل العراقي على كهرباء مستقرة، ومستشفيات متطورة، وتعليم جيد وسكن لائق.
إذن المؤامرة تحاك في الظلام ضد العراق، والبعض يريد أن يصوّر للعالم أنّ هذه البلاد تريد أن تستبدل دولة العدالة الاجتماعية والقانون بلعبة البوبجي.
المؤامرة كانت حاضرةً في تغاضي الامبريالية اللعينة عن الإشادة بملفّ مهمّ وخطير وأعني به ملفّ الإعمار الذي تفوّقت فيه مجالس المحافظات على سنغافورة التي لا يمل جنابي في الحديث عن تجربتها في التنمية والإعمار.
في مذكراته التي أسماها "من العالم الثالث إلى العالم الأول" يروي "لي كوان يو" كيف بدأت مسيرة سنغافورة، جزيرة كانت على هامش العالم ولم يكن فيها سوى المستنقعات والفقر، لتتحول بقدرة مسؤوليها وحبهم لوطنهم إلى واحدة من أغنى الدول في العالم، ورائدة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والتنمية والاستقرار السياسي، وصاحبة نظام اقتصادي يدرّس في أرقى جامعات العالم، القاعدة الأساسية التي اعتمدها لي كوان لنجاح تجربته كانت النأي عن الصراعات الإقليمية والدولية، فأعلن حياد سنغافورة ووقف على مسافة واحدة من الصين والولايات المتحدة محافظاً على علاقات جيّدة مع الجميع، لم يكن باني سنغافورة يحب إلقاء الخطب، أو هتاف الجماهير، لكنه يعشق البناء، بناء المدن وبناء الإنسان، وطوال مسيرته السياسية لم يظهر واقفاً على منصة ينتظر "الأهازيج"، وبدل أن يعد شعبه بالازدهار، قدم إليهم نموذجاً مزدهراً من خلال العمل.
نعم نتعرض إلى مؤامرة لا يكفي معها تكذيب واعتذار، بل أنّ يصدر البرلمان بياناً ثورياً يمنع فيه الإنترنيت.
الحمد لله بعد 21 عاما من الديمقراطية، اكتشفنا من المسؤول عن ضياع ثروات البلاد ومنع التنمية وغيب العدالة الاجتماعية انه الملعون "تيك توك" ورفيقه في سرقان القرن المدعو "بوبجي".