قدم ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء في الصحن الحسيني الشريف شكره للجهازين الامني والخدمي من الذين اشرفوا على زيارة الامام الكاظم (عليه السلام) مقدما نصائحه للعائلة العراقية والمؤسسات التي تشرف على الدورات الصيفية الى ضرورة زرع روح المواطنة عند ابنائهم وخاصة الطلبة منهم ، داعيا بالوقت نفسه السياسيين العراقيين الى السير نحو خطوات حقيقة وجادة لبناء مؤسسات قوية بعيدة عن مصالح ذاتية
وقال سماحة السيد احمد الصافي خلال خطبة الجمعة الثانية اليوم 28/رجب /1432 الموافق 1/7/2011 \"نتوجه بالشكر الجزيل الى جميع الاخوة المسؤولين الامنيين والخدميين الذين اشرفوا على زيارة الامام الكاظم (عليه السلام) التي انقضت قبل ايام وكذلك زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) في يوم المبعث النبوي الشريف كما ونشكر ايضا كل الاخوة منتسبوا العتبات المقدسة واهالي مدينتي الكاظمية والاعظمية الذين بذلوا جهوداً كبيرة في خدمة الزائرين ،موضحا ان الزيارة قد بذلت فيها جهودا كبيره ونشكر شكر خاص اهالي مدينة الاعظمية لما لمسنا من روح طيبة لديهم في التعامل مع الزائرين ..
ووجه السيد الصافي في خطبته الثانية بعض النصائح والارشادات للاسرة العراقية والمعنيين بالشان التربوي وخاصة ايام العطلة الصيفية قائلا\"طبعاً بدأت العطلة الصيفية واحب هنا ان انوه الى مسألة لا تكون على عاتق الطلبة فقط وانما الأسر والذوات وكل المعنيين ،موضحا ان حقيقة الفراغ عند الشباب جزء مهم من بداية مشكلة .. فالانسان عادة اذا يعيش في حالة فراغ قد تبدأ مشكلة وقد تكون مشكلة نفسية او تأتيه بعض الافكار توجه حياته للمستقبل بسبب عدم استغلال الوقت بشكل جيد لذلك فانا اقول على الاباء والامهات الفاضلات في هذه العطلة ان تهيأوا الاجواء المناسبة لسلوكيات الاولاد بما يمكن من تهيئة هكذا امور تخصهم ، مبينا\" ان العراق الان بلد فيه حريات .. وهذه الحريات يجب على الانسان ان يستغلها بالمقدار المقبول شرعاً وعرفاً ، وان ثمرة البلد هم طبقة الطلبة وهؤلاء الطلبة في المستقبل القريب بناة البلد وبالنتيجة لابد ان نصنع منهم جيلا ً له القدرة على ادارة البلد في المستقبل .. فعلى الاباء والامهات ان يهيؤوا الاجواء المناسبة لان يستفيد لهذا الطالب من التعطيل عن الدراسة
واضاف \"بالواقع ان هذا التعطيل هو شكلي لكنه تحصيل حقيقي لذلك يجب تهيئة الظروف المناسبة لزرع ما هو مفيد لشريحة الطلبة سواء كانت في الدورات الصيفية التي تُشرف عليها الكثير من المؤسسات او توجهات وان نلفت النظر الى طبيعة البلد وزرع روح المواطنة عند الطالب \"
وتابع ممثل المرجعية الدينية العليا بهذا الصدد\" هناك جيل قد لم يتح له الفرصة ان يتربى على حب الوطن لاسباب معلومة للجميع .. فاصبح هناك خلط بين الامتعاظ من نظام سياسي عفا عليه الزمن وبين محبة الناس ومحبة الطالب لوطنه فاصبح هذا الخط .. وانعكس على ابتعاد الطالب عن وطنه ،.مبينا ان الطالب عندما يزرع في نفسه محبة البلد ، تُزرع في نفسه رغبة حقيقية على انه هناك وظيفة تنتظر الطالب اعتقد سنسير بالاتجاه الصحيح \"
واوضح السيد الصافي ان مسؤولية الدولة بكل شرائحها الموجودة لابد ان تفكر تفكيرا ً حقيقياً بفائدة الطلبة في هذه العطلة ..فهؤلاء ابنائنا وبالنتيجة البلد يحتاج هذه الطاقات .. سواء كان على مستوى دروس علمية او تدريبات اخلاقية، وانا اشد على ايادي كل من يفكر بالطلبة بالعطلة الصيفية ..
وعلى الصعيد السياسي دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبته اليوم السياسيين العراقيين الى السير نحو خطوات حقيقة وجادة لايصال البلد الى بناء مؤسسات قوية بعيدة عن مصالح ذاتية بقوله \"طبعاً كل تصدع يواكب عملية سياسية قد يكون من الامور الطبيعية التي ترافق أي عملية بناء .. وهذه ليست مشكلة .. المشكلة هو البحث عن رأب الصدع بشكل جدّي .. ونحن الان في امس الحاجة اليه ،موضحا ان الجهات السياسية معنية بالدرجة الاساس في محاولة جادة على ايجاد حلول حقيقية وجدية لمشاكل البلد ..لذلك فاننا نحتاج الى خطوات حقيقة وجادة ونحتاج الى بناء وصياغة الطبيعة الانسانية في البلد وهذه الصياغة تحتاج الى تأقلم مع واقع جديد فيه مقومات النجاح وهذه تبدأ في بناء مؤسسات الدولة بناء حقيقيا بعيداً عن مكاسب الذات \"
واضاف سماحة السيد الصافي \" الان مؤسسات الدولة ابتداءاً يجب ان تعطى اولوية في بناءها لان مردودها الايجابي على الجميع ،موضحا ان البناء الذاتي والشخصي من خلال مؤسسات الدولة مصيره الى الفشل منوها ان تقاطع وجهات النظر قد تبدوا في بعض الحالات حالة صحية ولكن متى؟!!... اذا كان اختلاف وجهات النظر لاجل بناء البلد بشكل حقيقي لا من اجل تمزيق البلد ولا من اجل ايجاد عقبات ازاء ما نحن بصدده ،داعيا الدولة الى بناء قواعد مؤسسات حكومية تنطبق على مواصفات ان يأتي فيها زيد ويأتي فيها عمر وتباعاً ،معتبرا اننا اذا استطعنا فعلا ً ان نصل بالبلد الى بناء الجانب المؤسساتي سنقوى من كل الجوانب\"
وانتقد خطيب جمعة كربلاء من الصحن الحسيني الشريف التباعد بين الاطراف السياسية والذي يضفي بضلاله على الوضع العام للمواطن العراقي بقوله \"قد تكون هناك مشكلة حقيقية تحتاج الى قرار اداري يقلب الطبيعة الادارية التي نتعامل بها ..هذه الجرأة في علاج بعض القضايا الادارية تحتاج الى تعاون من اهل الحل والعقل وتحتاج الى تكاتف حقيقي من الجميع مع غض النظر عن الخلفية السياسة ،موضحا اننا نتحدث عن العوامل المشتركة وتكلمنا كثيرا ً عنها لكن للاسف نجد انه لا زال هناك بعد وهذا البُعد بالنتيجة يدفع ثمنه المواطن .\".
واضاف \"ان الجهات التنفيذية والرقابية والاخوة في مجلس النواب مسؤولين مسؤولية مباشرة عن تغيير الانظمة التي اثقلت كاهل المواطن لذلك لابد للبلد ان يمشي مشياً صحيحاً حقيقياً عن طريق مؤسساته الرسمية \"
من جانب آخر انتقد سماحة السيد احمد الصافي ما اسماها غِلظة التعامل بالمستشفيات بقوله \"هناك ازمة بدأنا نستشعر بها ونلمسها في البلد وهي ازمة التعامل الرقيق والهادئ والتعامل المشفوع بابتسامة ..حقيقة هذه الطريقة اصبحت من الغرائب في المستشفيات تحديداً لاننا نتعامل مع مريض واعتقد ان المريض كلمة واحدة قد تسعده تمام النهار وكلمة واحدة قد تصيبه باحباط الى نهاية عمره ،موضحا انه وفي المستشفيات للاسف الشديد هذا الجانب اصبح شبه معدوم ..وانا هنا اتحدث عن القاعدة العامة .. حقيقة هناك غِلظة بالتعامل ابتداءاً من ادنى موظف الى اعلى موظف وهناك حالة من عدم الاكتراث بطلبات المريض وهناك حالة من فقدان الروح الابوية في نفسية الكادر الطبي وبالنتيجة تنعكس انعكاسة حقيقية على المريض ..
واضاف \" انا اتكلم هنا عن امر مقدور وعن الانسان الذي يعتبر الاهم ،وهذا الانسان عندما يدخل المستشفى لابد ان يشعر بالطمأنينة فمن غير المعقول ان نتعامل معه كأنه عدو لا كأنه مريض يستنجد لطلب الشفاء وكلامي هذا يشمل الجانب الاخلاقي وجانب الرقة والعطف ،فالمستشفيات لابد ان تكون فيها لافتات مطمئنة للمريض وان يكون فيها هدوء وان يكون فيها من لا تفارقه الابتسامة ويحاول ان يتكلم بهدوء فهذه المسألة اصبحنا نحتاجها وهي تؤثر على المريض وعلى زائري المريض ....
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا
- الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة
- لم يمهله كثيرا:الاعلان عن وفاة الاعلامي العراقي كريم بدر بعد صراع مع المرض