توجه ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 21 رجب الأصب 1432هـ الموافق 24-6-2011م ومع اقتراب موعد زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام) يوم 25/رجب/ ببعض التوصيات إلى الملايين المتوجهة لأداء الزيارة وكما يلي:
1- مع تزايد العمليات الإرهابية في الأشهر الأخيرة قياساً عما سبقها نوصي الأجهزة الأمنية بان تكون أكثر يقظة وحذراً وان تكون عيوناً ساهرة ليل نهار لحماية الزائرين سواء أكان في الذهاب أم الإياب.
2- تكثيف الجهد الاستخباري خصوصا ً هذه الأيام التي تسبق الزيارة ونوصي المواطنين بضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية وعدم التجاوز لخططها وإجراءاتها وتفهّم هذه الإجراءات التي تتخذ لحمايتهم وكذلك أداء الزيارة وفق الآداب المسنونة التي تعكس الالتزام الديني والحضاري لمحبي أهل البيت ( عليهم السلام) وتجاوز أي أمر يضر بالوحدة الإسلامية بل العمل سواء أكان من جهة الشعارات أو الردّات على الدعوة لهذه الوحدة والعمل على ترسيخها والابتعاد عما يؤدي إلى الاستفزاز الطائفي.
3- ندعو إخواننا بل أنفسنا من الطائفة السنية الكريمة من أبناء ومواطني المناطق التي تمرّ بها مواكب العزاء إلى تكثيف وتفعيل الخدمات التي اعتادوا في كل عام تقديمها للزوار ليبينوا للعالم مدى تلاحم أبناء الشعب العراقي فيما بينهم وإنهم جميعاً أبناء بلد واحد وشعب واحد لا يفرقهم الانتماء للمذاهب المتعددة، وإنهم يستشعرون المسؤولية الواحدة وهم جميعاً يحبون أهل البيت ( عليهم السلام).
وعن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة العراقية في الآونة الأخيرة أكد سماحة الشيخ الكربلائي إنه ما تزال العمليات الإرهابية الإجرامية مستمرة وفي عدة مدن حيث حصلت تفجيرات في مدن الديوانية والبصرة وغير ذلك، وعقب سماحته إنه وعلى الرغم من العدد الكبير للقوات الأمنية والتي قد تصل إلى نصف مليون عنصر امني إلا إن هذه الجماعات الإرهابية ما تزال قادرة على التحرك وتوجيه الضربات والقيام بالأعمال الإجرامية التي يسقط بسببها عدد كبير من المواطنين والمسؤولين.
وطالب سماحته أن يوجه الاهتمام من قبل قيادات الأجهزة الأمنية للتطوير النوعي والمرضي لأفراد الأجهزة الأمنية وليس فقط الاهتمام بتكثير عديدها، وقال بهذا الصدد لابد من البحث عن الأسباب الدقيقة لاستمرار هذه العمليات على الرغم من إن الأجهزة الأمنية اكتسبت الكثير من الخبرة في كيفية مواجهة هذه الأعمال الإرهابية وما هي خطط هذه الجماعات الإرهابية.
وشدد على ضرورة البحث في الأسباب التي تذكر كثيرا كالاختراق الأمني من قبل العناصر المعادية والخلل في الأداء المهني وفي حالات الفساد وتشخيص ما هي نسبة تأثير كل واحد من هذه الأسباب ومعالجتها، ولاشك إن الجانب الاستخباري له تأثير كبير في التصدي ومواجهة هذه الأعمال الإرهابية، ولذلك يحتاج إلى الدعم الكبير والتطوير لأداء عناصر الأجهزة الاستخبارية.
وفي سياق آخر من خطبته تطرق سماحة الشيخ الكربلائي عن إن العراق قد أصبح سوقاً رائجة للبضاعة الفاسدة والمزورة سواء أكان من المأكولات أو المشروبات أو الأدوية أو البضائع الصناعية والتجارية، وحذر إن لهذا الرواج تأثير صحي ومالي فهو يسبب الأضرار الكبيرة بصحة الناس إضافة إلى إتلاف أموالهم وتضييعها.
ولمعالجة هذه الظاهرة الغريبة اقترح سماحته إنه لابد من إحكام إجراءات السيطرة النوعية وتفعيلها والمحاسبة عليها وعدم السماح بالتهاون بضوابطها، وتطوير أساليب هذه السيطرة وتوفير العدد الكافي من مراكز السيطرة النوعية بحيث لا يؤدي إلى التأخير في إيصال المواد وعدم تكدسها في أماكن شحنها وخزنها.
وأضاف من المعالجات المهمة – معالجة قضية الفساد – ولقد أصبح الفساد المالي والإداري المستشري في دوائر الدولة مصدر اغلب المشاكل والأزمات، وهي الأساس الأول والأخير للانطلاق نحو الإصلاح ومعالجة الأزمات والمشاكل، وكرر سماحته القول: لا تنمية ولا تطور ولا صحة ولا ازدهار ولا أمن ولا خدمات يمكن أن تقدّم وكما يأمل أبناء الشعب العراقي من غير معالجة الفساد.
وفي الختام نقل سماحته شكوى الكثير من المواطنين المهاجرين من العراق إلى بعض البلدان الغربية كالسويد وغيرها والذين أعيدوا إلى العراق من عدم وفاء الجهات المعنية بالحكومة العراقية بالتزاماتها وتعهداتها التي قدمتها لهم قبل إعادتهم إلى العراق وهم يشكون من عدم توفر أي فرصة عمل لهم بل حتى لا تتوفر لهم المقومات الأساسية من السكن والمنحة المالية لاستقرارهم من جديد في بلدهم.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- العراق يعرض الوساطة بين واشنطن وطهران
- وزير الخارجية العراقي: وجود أسلحة خارج الدولة أمر غير مقبول
- السوداني من لندن: قانون الاستثمار العراقي هو الأفضل في المنطقة