رعى سماحة المرجع الديني آية الله الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر حفلاً لتكريم شاعر العراق الكبير مظفر النواب على قاعة المناسبات في جامع الهاشمي بمدينة الكاظمية المقدسة. وقال الصدر بحديث تناول فيه جوانب من سيرة حياة الشاعر والأديب النواب، (ان الاحتفال اليوم ليس بشخص الشاعر النواب فقط، بل هو احتفال بمسيرة أدبية وشعرية، احتفاء برسالة وطنية، النواب ظهر بنبوغه الشعري منذ مراحل دراسته الابتدائية وتحديداً في الصف الثالث الابتدائي، يوم طلب منه معلمه ان يكمل صدر بيت من الشعر، ويومها ظل الشعر يعيش في ذهنه وعقله).
وأشار سماحة الفقيه الصدر الى ان الشاعر مظفر النواب عاش محنتين: (شاعرنا عاش محنة السجن في بلده والحكم بالإعدام ثم التخفيف الى المؤبد ثم محاولة احداث نفق للهروب من السجن، وعاش محنة الغربة، حتى انه يذكر الطيور في قصائده ويقول حتى الطيور لها وطن بينما هو ينتقل بين البلدان وكأنه لا وطن له).
وتابع سماحته قائلاً: (دائماً اقول ان الرسالة الوطنية هي رسالة مقدسة ومن يحمل الرسالة الوطنية فهو يحمل اقدس الرسالات لأن الوطن يعني كل المذاهب ولأن الوطن يعني كل القوميات وكل الطوائف والانتماءات لأن الوطن هو الهوية وهو الخريطة وهو الخيمة، المطلوب دائماً وطن واحد، وهذا ماقاله الشاعر النواب: (اما وطن واحد أو وطن أشلاء) وأشلاء أي بمعنى ممزق مشتت وهذا ما أراده الاعداء بعراقنا الحبيب).
ووصف سماحة المرجع الصدر مفهوم الوطنية بقوله: (دائماً نقدس الوطنية ونعني الوطنية العملية وليست وطنية الشعارات والخطب وليست وطنية بعض السياسيين، بالتأكيد ليس بالضرورة ان يكون هناك تطابق في الآراء ولكن تبقى الوطنية هي الأساس وهي الرسالة المقدسة).
هذا وقد شهد الحفل حضور جماهيري حاشد تخللته قراءات شعرية تناولت جوانب من الأبداعات التي رسمت معالم التجربة الأدبية والفنية للشاعر مظفر النواب، الى جانب تغطية اعلامية واسعة من القنوات التلفزيونية والمحطات الفضائية والأذاعية والصحف المحلية المختلفة.
يذكر ان هذا الحفل هو الأول من نوعه الذي يقام للشاعر مظفر النواب في العراق بعد عودته من غربة طويلة امتدت لأكثر من اربعين عاماً.
وكان النواب عاد الى بلده العراق بعد أربعين عاما من الغياب قضاها في المنافي، وقد استقبله الرئيس العراقي جلال الطالباني في مكتبه بقصر السلام في العاصمة بغداد. وأشاد الطالباني بالشاعر النواب، وخاطبه بقوله «لنا أن نفخر بك، وللشعب أن يعتز بك رمزا في الإبداع وفي النضال».
وأضاف «إن شعرك مدرسة تربى على قيمها الثورية الفلاحون والعمال والطلبة وسائر فئات الشعب التي قاومت الدكتاتورية وتحدت جبروتها من أجل بناء دولتها الديموقراطية ومن أجل استعادة حرياتها وكرامتها، لذلك فالبلد الذي احتاج إليك عقودا من النضال ضد الدكتاتورية يحتاج إليك الآن مناضلا مغنيا ومنشدا من أجل الديموقراطية ودولة العدل والحريات». وكان الرئيس الطالباني ـ الذي غادر في رحلة خاصة الى الولايات المتحدة لإكمال علاجه ـ أوعز بتوفير كل مستلزمات الراحة وما يتطلبه انجاح الزيارة الأولى التي يقوم بها الشاعر الى بلده.
ولد الشاعر النواب في بغداد عام 1934، وأكمل دراسته في كلية الآداب بجامعة بغداد، وبعد انهيار النظام الملكي في العراق العام 1958 تم تعيينه مفتشا فنيا بوزارة التربية. واضطر النواب في العام 1963 لمغادرة العراق بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم آنذاك.
أقرأ ايضاً
- مجلس النواب يقر قانون جهاز المخابرات الوطني
- مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المشهداني
- رئيس مجلس النواب يجتمع برؤساء الكتل النيابية لمناقشة القوانين المهمة