كشفت الحكومة المحلية في ذي قار عما تمخضت عنه زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الموارد المائية الى مناطق اهوار الجبايش والاطلاع على واقع الاهوار، وفيما تحدثت عن مباحثات حول الأضرار التي لحقت بالأهوار نتيجة انخفاض مناسيب المياه، أشار وزير الموارد المائية الى تحسن بالإطلاقات المائية مقارنة بالعام المنصرم.
وذكر بيان لمكتب اعلام محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي انه" تمت زيارة أهوار الجبايش برفقة وزير الموارد المائية عون ذياب، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان لتدارس مخاطر الشحة المائية والجفاف التي تهدد النظام البيئي في المنطقة".
وتطرق البيان الى الأضرار التي لحقت بالأهوار نتيجة انخفاض مناسيب المياه، وما ينجم عنها من تهديد للمقومات الحياتية والنشاطات الزراعية للسكان المحليين، مؤكدا على "ضرورة تكثيف الجهود المحلية والدولية للحفاظ على هذه البيئة الفريدة، وتعزيز الحلول المستدامة لإدارة ملف المياه وضمان استدامة التنوع البيولوجي في الأهوار".
وأشار البيان الى ان "محافظ ذي قار رافق الوفد الزائر، في جولة ميدانية لمناطق الأهوار لغرض الاطلاع عن كثب على التنوع الاحيائي والبيولوجي وأثر الجفاف على قطعان الجاموس، التي تعد جزءاً مهماً من إرث المنطقة"، منوها الى انه "تم التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الأزمة البيئية".
وبدوره قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبدالله خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان عند زيارتهما لقضاء الجبايش مركز الاهوار العراقية انه " بالرغم من تكرار موضوع شحة المياه لكن المياه في الوضع الحالي في احسن حالاتها فالمنسوب هذا اليوم متر و 3 سنتمتر والعام الماضي كان اقل من 60 سنتمتر وهذا دليل اننا مهتمون بزيادة التصاريف المائية باتجاه هذه المنطقة".
ويجد عبد الله ان "الاهوار منطقة حيوية ومهمة ليس لنا وانما للعالم ككل وذلك لوجود التنوع الاحيائي وطبيعة المجتمع وكون سكان هذه المناطق هم أصل الحضارة السومرية على حد تعبيره".
وتحدث وزير الموارد المائية عن الخطط المستقبلية للوزارة قائلا "نحن في برامجنا هناك خطط واعدة باتجاه تطوير هذه المناطق وإيجاد فرص كبيرة لتطويرها وان كان بزيادة تدفق المياه واستدامتها "، مؤكدا ان " النقطة الحيوية تتمثل باستدامة تدفق المياه".
تطرق عبد الله الى تطوير المدن الواقعة على ضفاف الاهوار، مؤكدا "حاجتها الى عناية خاصة"، مشيرا الى "تفاهمات مع ادارة الوحدات الإدارية في ذي قار لعمل مشترك باتجاه تطوير هذه المدن كونها مناطق ترفيهية ترويحية ومدن جميلة".
ومن جانبه قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان ان "الأمم المتحدة داعمة لمثل هذه المواقع وان الأيام القادمة حبلى بالأخبار الطيبة"، وأضاف "يكفيكم ان هنا مهبط الحضارات والعجلة الاقتصادية تتحرك"، متطرقا الى ما اطلع عليه من خطط الحكومة المحلية للنهوض بواقع المحافظة.
وأشار الحسان الى ان "علاقة العراق مع دول الجوار علاقة طيبة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة وطالما وجدت الثقة والاحترام المتبادل كل العقبات تزول بالتفاهم والتنسيق بين الدول فالكل يحتاج الى الاخر".
وكانت الحكومة المحلية في ذي قار امهلت يوم الخميس (26 كانون الأول 2024) وزارة الموارد المائية مدة شهر واحد لمعالجة ملف المياه الذي يواجه جملة من التحديات في المحافظة، وفيما اشارت الى مشروعين وزاريين متلكئين وعدم تخصيص مشروع اروائي للمحافظة منذ 2008، طالبت بتخصيص مشاريع إروائية اسوة ببقية المحافظات.
يشار الى ان ادارة محافظة ذي قار حملت وزارة الموارد المائية يوم (11 تشرين الثاني 2024) مسؤولية توقف مشاريع مياه الشرب في عدد من اقضية ونواحي المحافظة، فيما عزت دائرة الموارد الازمة المائية ذلك الى تدني الايرادات والتجاوزات الحاصلة على عمود نهر الغراف.
فيما كشفت الدوائر المعنية بإدارة ملف المياه لاحقا وفي (مطلع كانون الأول 2024) عن انفراج في ازمة المياه في ذي قار وتحسن بالإطلاقات المائية في نهري الغراف والفرات وذلك بعد ازمة خانقة تسببت بتوقف عدد من مجمعات مياه الشرب واستدعت الاستعانة بالسيارات الحوضية وحفر الابار في المناطق التي تكابد معاناة الازمة.
وسبق لإدارة محافظة ذي قار أن حذرت في يوم (22 تشرين الأول 2024) من كارثة بيئية واقتصادية ناجمة عن شح المياه في المناطق الزراعية، وفيما توقعت تعرض 5 وحدات إدارية إلى كوارث ونزوح سكاني في حال لم تجرِ المعالجة الفورية لأزمة المياه، طالبت وزارة الموارد المائية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع المحافظة.
فيما كشفت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار في يوم (28 تشرين الأول 2024) عن تسجيل نحو 10 آلاف عائلة نازحة من مناطق الأهوار ومناطق أخرى التي تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية، وفيما أكدت تقديم معونات إغاثية لـ9600 عائلة من العوائل المذكورة، أشارت إلى ظروف خاصة حالت دون استكمال عملية حصر النازحين في قضائي الإصلاح وسيد دخيل.
وكان مصدر بيئي في محافظة ذي قار كشف (مطلع آب 2024) عن جفاف 85% من مساحات الأهوار في المحافظات الجنوبية الثلاث، محذرًا من مخاطر الجفاف على حياة السكان المحليين والتنوع الأحيائي.
وشهدت محافظة ذي قار خلال الاعوام الاخيرة تقليص كبير في مساحات الخطة الزراعية نتيجة الازمة المائية التي تمر بها البلاد، اذ جرى تحديد حصتها للموسم الشتوي الحالي بـ 137 ألف دونم بعد ان كانت خطتها تقدر بنحو 500 ألف دونم قبل بضع سنوات.
وتواجه الخطة الزراعية في محافظة ذي قار خلال مواسم الجفاف جملة من التحديات أبرزها تذبذب مناسيب المياه وتجاوز المحافظات الاخرى على الحصة المائية الخاصة بالمحافظة ناهيك عن تجاوز عدد كبير من الفلاحين على الحصص المائية المخصصة للمناطق الواقعة في ذنائب الانهر.
أقرأ ايضاً
- السفير البحريني يعلن انتهاء أزمة العالقين على الحدود العراقية
- وزير الموارد : اتفاقات المياه مع سوريا لم تُلغَ
- الأمم المتحدة: نحو 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد