شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الاثنين، على ضرورة الابتعاد عن الحديث عن مصالحة وهمية مع قتلة الشعب العراقي خصوصا وإنهم لم يدفعوا ثمن جرائمهم، وفيما دعا المجتمع العراقي إلى أن يتصالح مع نفسه، أشاد بالذين انتقلوا من صف النظام السابق الى الصدق في التعامل مع القضية الوطنية.
وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال الاحتفال الذي إقامته وزارة حقوق الإنسان بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية ، إن \"نظام البعث ترك أدلة لا تقبل الجدل وهي مرحلة سوداء من تاريخ العراق سفكت فيها الدماء وانتهكت الحرمات، ودمر فيه البلد حتى وصل إلى أسوء حالاته\".
وأضاف المالكي أنه \"يتحتم على المجتمع العراقي أن يعود مرة أخرى ويتصالح مع نفسه ويتصالح أبناءه فيما بينهم ومكوناته جميعا حتى لا يبقى عربيا يحكم وينتقم من الكردي والتركماني والمسيحي، ولاياتي بديله كردي أو التركماني أو المسيحي وإنما العراق أساسه للمواطنة\".
وأكد رئيس الوزراء أنه \"لا يمكن الحديث عن مصالحة والذين ارتكبوا هذه المجازر والجرائم البشعة لم يدفعوا إلى الآن ثمنها\"، مبينا أنه \"لم نطمئن إلى أنهم بلغوا حد استنكارها على اقل تقدير، وينبغي أن لا نتحدث عن مصالحة وهمية مع هؤلاء القتلة، وان نتعامل بواقعية لان لغة الثواب والعقاب هو أن المجرم يجب أن يأخذ جزاء جريمته، خصوصا وأن عملية استئصال المجرم والجريمة من مسار العملية الوطنية والإنسانية أمر ضروري لا مناص منه\".
وكانت وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أكدت في السادس من نيسان الماضي، أنها لم تتصالح مع دولة العراق الإسلامية لأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، مؤكدة أن اتفاقات المصالحة تمت مع قادة ميدانيين في الفصائل المسلحة، فيما ابدت الوزارة، في 27 آذار الماضي، استعدادها للمصالحة مع العراقيين الذين غرر بهم تنظيم القاعدة، وفي حين أشارت إلى أن لقاءات سرية تمت مع الفصائل المسلحة، أشارت إلى أن الباب مفتوح أمام البعثيين كأفراد للعودة إلى البلاد في حال سلامة موقفهم قضائياً.
وتابع المالكي بالقول أنه \"بالرغم من هذه المشاهد والتاريخ الدموي والجرائم نرى إلى الآن البعض يتحدث عن ضرورة عودة هؤلاء إلى مؤسسات الدولة على شكل متساو مع الضحية\"، مشيرا إلى أنه \"حصل في الشعوب والدول أمثال ما حصل في العراق، ولكن الحكومات اللاحقة أو الأحزاب التي مارست هذه الجريمة قدمت اعتذارها، أما في العراق فإلى الآن لم يحصل هذا الاعتذار حتى على المستوى الاعتذار من الشعب العراقي\".
وأشاد المالكي \"بالذين انتقلوا من صف النظام المقبور ومن الحزب المشوه إلى العطاء والصدق في التعامل مع القضية الوطنية والحرية والديمقراطية وإن كانوا قلة\"، معتبرا إياهم \"نموذجا ينبغي على الآخرين أن يحتذوا به\".
وأوضح رئيس الوزراء أن \"المصالحة الوطنية والعملية السياسية لا يمكن أن تبنى على اجترار الجريمة ولا يمكن أن تعود الآليات والأفكار التي أدت إلى هذه النتيجة\"، مبينا أنها \"ليست عملية انتقام لأنه إذا لم يقتص من المجرم فسيكون مدعاة وتشجيعا لمجرمين آخرين يعودون مرة أخرى الى مثل ما عمله المجرمون السابقون\".
وأكد المالكي أنه \"لا يمكن الارتقاء بالعملية السياسية أو تحقيق الديمقراطية ولا استمرار الحريات وفي ثنايا العملية السياسية من يؤمن بذاك التاريخ وبرجاله إلى الآن\".
ويتهم النظام السابق بقتل الاف العراقيين، خلال فترة حكمه البلاد، ولا زالت وزارة حقوق الإنسان العراقية، وغيرها من الجهات الرسمية أو الأهالي، يواصلون العثور على مقابر جماعية في أنحاء البلاد، تضم رفاتا لضحايا سياسات ذلك النظام، غالبيتها لمدنيين ونساء وأطفال.
أقرأ ايضاً
- “ترامب” يدرس نقل بعض سكان غزة إلى إندونيسيا !
- جمعية نحالي كربلاء التخصصية تستلم عدد من الأشجار الرحيقية والمثمرة لزراعتها بأماكن مختلفة في المحافظة
- مديرية شهداء المثنى: اكتشاف 7 مقابر جماعية جديدة في بادية المحافظة