بقلم: د. بلال الخليفة
كان مصطلح العُبُودِيَّة أو الرِّقّ يُشير إلى حالة امتلاك إنسان لإنسان آخر، ويطلق على المالك اسم السَّيِّد وعلى المملوك اسم العَبْد (والجمع: عَبِيد أو عِبَاد) أو الأَمَة (والجمع: إماء) أو الرقيق (والجمع: أَرِقَّاء). وكان الرقيق يباعون في أسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو بعد أسرهم في الحروب والغزوات أو بسبب إهدائهم من قبل أهاليهم أو مالكهم.
إن الطباع الإنسانية واحدة، لا يختلف إنسان عن أخر ولا قومية عن أخرى ولا دين عن أخر في ذلك وكذلك لا يختلف من زمان لآخر، قد تتفاوت بين مجتمع وأخر حسب الثقافة والقوانين لكنها موجودة في أصل الإنسان.
اذن للعبودية صور متعددة منها:
1 – العبودية التقليدية: وهي التي تكلمنا عليها في أعلاه والتي كانت منتشرة في العالم القديم واستمرت إلى تاريخ حديث منها الصومال التي تم تجريم ذلك في عام 1981.
2 – العبودية العقائدية: وهي عبودية قديمة وجدت حين وجد الإنسان، ويستغلها الكهنة اللاهوتيين في إرساخ منهجها ومبدئها لأنها تدر عليهم بالأموال وتركز من منصبهم الذي هم فيه، فكانت في البداية ذو سقف كبير وصل الأمر إن الكهنة يدعون الألوهية، ثم خفت شيئا فشيئا وصارت الأن هم الخلفاء عن الاله في الأرض.
3 – العبودية الاجتماعية: وتنقسم هذه الفقرة إلى قسمين:
أ – عبودية الأب أو رئيس العشيرة أو الوجه الاجتماعي: بحيث لا يستطيع الإنسان أو المنتمي إليهم مخالفتهم لأنه يرى إن شيخة هو معصوم عن الخطأ فلذلك يبرر له أخطاءه ويأتمر باي امر يوجه له فتراهم يهبون لقتال عشيرة أخرى بمجرد انه دعاهم إلى القتال، فهو يتعامل معهم باستعلاء وتكابر وهم يتعاملون معه بخضوع وتذلل.
ب – عبودية العادات الاجتماعية: الكثير منا بل اغلبنا يقع تحت نير هذه العبودية، ويكون متأثر بها، وهو أما انه لا يعلم انه عبد للتقاليد، أما انه يعلم لكن لا قدرة له على مخالفتها، لأنه سيواجه سيل من الاتهامات والانتقادات أو ينبذ أو يقتل.
4 – العبودية الحزبية: هذا النوع من العبودية ظهر مؤخرا بعد انتشار الديمقراطية والحرية، شيء غريب فعلا، هي عبودية باسم الحرية، فنلاحظ إن المتحزب لجهة معينة أو حزب، لا يرى أخطاء لحزبه، بل العكس من ذلك فهو مستعد لان يغير ابسط مفاهيمه وعقائده وأولوياته، لمجرد إن حزبه انتهج راي معين أو خطى خطوة معينة. (من اللطيف إن اذكر هذه الحادثة في النظام السابق، إن نائب الرئيس العراقي السابق، عزت إبراهيم الدوري يقول لرئيسه – صدام حسين-: سيدي أنت الخطأ مالتك أفضل من الصح مالتي) تصوروا حجم العبودية.
5 – العبودية المقننة أو الوظيفية: هي المهن هاو الوظيفة، فالأمر فيه شقين:
أ – المسؤول: يتعامل المسؤول مع موظفيه بتعالي وكأنه إله، فيجعل من موظفيه والتابعين له هم عبيد له يقومون لخدمته، فيسخر أحدهم لتوصيل أبناءه للمدرسة ويسخر اخر للتبضع لبيته والأخر لحمل الحقيبة له.
ب – الموظفين: العجيب في أمرهم انهم يسمعون ويطيعون، لا يعترضون حتى وان كان الأمر فيه عمل خارج التوصيف الوظيفي أو فيه مخالفة قانونية، وينقسم الموظف هنا إلى ثلاث أقسام:
الأول: هو مجبر على ذلك لان المسؤول قد يعرضه للعقوبة أو المضايقة
الثاني: الموظف هو خاضع ذليل،
ثالثا: الموظف يحاول أن يتقرب للمسؤول بذلك، للحصول على مكافئة أو المنصب.
6 – عبودية الراي: وهو الوقوع تحت تاثير راي معين، وقد يكون الراي خاطا او جرت مستحدثات بينت انه خاطا او غيرت المعطيات وبالتالي يصبح خاطا، هذا النوع يقع فيه عادة من هم يدعون الثقافة والتمسك بالفكر.
النتائج
1 – ان افة كل عصر هي العبودية وهي تفتك بالمجتمعات وتجعلهم دمى يسيرون حسب اهواء صنمهم الذي يعبدوة.
2 – ان اشكال العبودية المختلفة تجعل صعوبة من الناس في تمييزها لذلك وقع اكثرهم بشراك العبودية.
3 – العبودية تجعل الفرد او المجتمع يقع تحت تنويم مغناطيسي من قبل الصنم الذي يعبدة.
4 – العبودية هو منهج يستخدمة قوى الظلام لجعل الناس تحت سيطرتهم ويسهل عليه التسلط عليهم.
التوصيات
1 – زيادة الوعي الجماهيري الذي قد يوقظ بعض الناس من سبات العبودية.
2 – تسليط الضوء على أنواع العبودية عن طريق نشر المقالات واستخدام الاعلام المراي والمسموع في تنبيه الناس.
3 – خلق صنم جديد يدعوا الناس الى التخلص من اصنامهم لكن بالوهيه مخففة وتعتبر كخطوة أولى في التخلص من الصنمية لان الانسان مجبول على الصنمية، ولنا في بني إسرائيل اسوة، حيث عبدوا العجل بمجرد ان نبي الله موسى تركهم أربعين ليلة.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- دور الاسرة في تعزيز الوعي بالقانون عند افرادها
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها