تطرق الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، تركي الفيصل، عن ملف التنسيق الاستخباراتي بين بعض الدول في المنطقة وآلياته وأهدافه، أثناء فترة الاحتلال العراقي للكويت وكيفية التنسيق لإطاحة صدام حسين من خلال دعم المعارضة العراقية بمختلف توجهاتها وفصائلها، والتي كانت تعقد اجتماعاتها في العاصمة السورية، وغيرها من الملفات ودفاتر الذكريات، وذلك خلال الحلقة الـ20 من سلسلة مقابلاته، ضمن برنامج «الصندوق الأسود» مع الإعلامي النجم عمار تقي، والذي يبث على مختلف منصّات القبس وتتابعه وكالة نون تحدث الفيصل عن تواصل جهاز الاستخبارات في المملكة العربية السعودية مع المعارضة العراقية في أعقاب غزو الكويت، قائلاً: «كانت تجرى لقاءات بين ممثلي الاستخبارات العامة السعودية ونظيرتيها الإيرانية والسورية، لدعم المعارضة العراقية في ذلك الحين، وكان ذلك خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت وحتى ما بعد التحرير».
مؤتمر للمعارضة العراقية
شرح الفيصل عن الأماكن والآليات التي كانت تجرى فيها تلك اللقاءات، قائلاً: «كان يتم عقدها في دمشق، نظراً للعلاقة التي كان يتمتع بها حافظ الأسد مع إيران، إضافة إلى وجود الكثير من المعارضين العراقيين في سوريا، وقد قاموا بتنظيم أول مؤتمر لهم في دمشق بعد غزو العراق للكويت، حيث تمت دعوة كافة الفصائل العراقية التي كانت في الواجهة، سواء المتواجدة في سوريا أو إيران أو أوروبا، وذلك بالتنسيق مع السلطات السورية، وبعضهم كانوا لاجئين في المملكة، وآخرون في مصر، وتجمعوا كلهم في دمشق بغرض إعلان اتفاق للظهور كمعارضة شرعية لنظام صدام حسين، وحصل الاتفاق وذهبوا إلى بيروت وتم الإعلان عن الاتحاد بينهم، وكان يتواجد مندوب للاستخبارات الإيرانية في هذه الاجتماعات، التي شارك بها معارضون من كافة الأطياف، سنة وشيعة وأكراداً وغيرهم، وأعتقد بأن الاستخبارات المصرية كان لها دور أيضاً، وبعد ذلك أصبحت المعارضة العراقية تأتي إلى المملكة ويتم التواصل معها، وكنا نتعامل مع كافة الأطياف العراقية في ذلك الحين، وكان يتم ترتيب لقاءات لهم مع القيادة الكويتية، كما كان لأجهزة الاستخبارات الكويتية نشاط في التواصل مع المعارضة العراقية».
انشقاق قيادي معارض
أضاف الفيصل: «في إحدى المرات اجتمعت المعارضة العراقية مع الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن عبدالعزيز (في ذلك الوقت)، ثم اجتمعوا مع الشيخ جابر الأحمد في الطائف، وبعد ذلك بدأت الاتصالات مباشرة بين القيادة الكويتية والمعارضة العراقية، ودور جهاز الاستخبارات كان يتمثل في توفير الإمكانيات اللوجستية، ولا بد من ذكر نقطة معينة، وهي أن المعارضة العراقية، عندما اجتمعت في دمشق، ثم ذهبت إلى بيروت لإعلان اتحادها، فوجئنا جميعاً في اليوم الثاني للمؤتمر بأن أحد أبرز القيادات في المعارضة العراقية في تلك الفترة، ظهر على التلفزيون العراقي يصافح صدام حسين ويعلن انشقاقه عن ذلك التجمع، وأن وجوده فيه كان لمجرد اطلاعه على الأمور، وكان ذلك بالنسبة لنا صدمة».
تحسّن العلاقات مع إيران
قال الفيصل: «عندما تحسّنت العلاقات بيننا وبين إيران استمر النشاط مع الاستخبارات الإيرانية لمواجهة صدام حسين، وكان السعي السعودي في ذلك الوقت لإنجاح المعارضين العراقيين للإطاحة بصدام، ولذلك استمر التنسيق أيضاً مع الاستخبارات الأميركية وغيرها من استخبارات بشكل مستقل.
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "