بقلم: نادية شلاش
كثرت في الاونة الاخيرة تفشي ظاهرة العنف المجتمعي وظهور ارقام خطيرة من حالات الانتحار.
عندما نسمع او نرى حالات الانتحار التي تشهدها بعض الدول الغربية لا نستغرب، وذلك لكون تلك الدول قد تعودت على ذلك بسبب انتشار المخدرات والانحلال الخلقي والمجتمعي وحتى الديني، وهنالك اماكن تميزت باسماء كصخرة او جبل او عمارة الانتحار، او تناول جرعات من الادوية، او جروح في اماكن خطرة وغيرها من حالات الانتحار.
وفي العراق بلد المقدسات و الاسلام الذي فيه للنفس البشرية حرمة وقدسية حرمت ازهاق الروح ومن قام بذلك فقد خسر الدنيا والاخرة واعتبر ذلك جرما وكفرا.
في الاونة الاخيرة شهد العراق ارتفاع في حالات الانتحار وقوبلت باستنكار شعبي ومجتمعي لحالات قطع الاوردة او التسمم والحالات الاكثر شيوعا رمي النفس من على الجسور الى النهر، وقبل ايام قامت سيدة برمي نفسها في النهر مع طفليها وقامت الشرطة النهرية بانقاذها واحد اطفالها بينما الاخر قد مات غرقا!.
ولو تطرقنا الى اسباب تفشي ذلك لوجدنا اسباب عدة منها:
اولا: العنف الاسري الذي تتعرض له المرأة والاولاد.
ثانيا: الضغوطات النفسية لدى الشباب والفراغ الذي يعيشه بسبب البطالة وعدم الاحتواء.
ثالثا: التقليد الاعمى لمسلسلات وافلام العنف واتخاذ ابطالها قدوة لهم،وتفشي العاب تحث على الانتحار والوعد بحياة اخرى افضل كلعبة الفيل الازرق وغيرها.
رابعا: الانخراط مع الحركات التكفيرية واغواء الشباب بالانضمام اليها واتخاذهم طعم كتفخيخ او استخدامهم في مهمات تفجيرية انتحارية.
خامسا: غياب و ضعف الاجراءات المتخذة بحق الشارع بالانتحار وعدم سيادة القانون وضعفه،ومساندته المجرمين الذين يدفعون الرشاوى او الاحتماء بجهة متنفذة معينة وعدم النزاهة وكثير من الامور، حيث لايوجد رادع قانوني يلزم بسببه المنتحر بعقوبات وامور احترازية قبل اقدامه على الانتحار.
لقد مضى على الانتخابات التشريعية عدة اشهر ولحد الان لم يحدد وزير لاهم وزارتي في الدولة وزارة الداخلية والعدل والدفاع.
وقبل ايام نشرت احدى الصحف عن مسؤول يذكر بانه سوف تقوم الدولة بانشاء اسيجة عالية على الجسور للحد من حالات الانتحار،حالات الانتحار لم تقتصر على الغرق فقط وانما المطلوب اتخاذ اجراءات جدية بشأن هذه الظاهرة ووضع حلول جذرية واحتواء الشباب بتوفير فرص عمل لهم وملأ الفراغ الذي يعيشونه.
اجراء حملات توعوية للاسر للحد من العنف الاسري والمجتمعي.
توعية دينية على المنابر والمحطات الفضائية.
يعتبر الانتحار حالة من حالات الاحتجاج على الاوضاع الراهنة،ونحن في زمن ينتحر اغلب الناس بفكره وعقيدته قبل جسده، فحذارِ من ذلك يامن يهمه الامر.
أقرأ ايضاً
- مسرحية العقوبات الامريكية على كتيبة صهيوني
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها
- خروج القوات الامريكية من العراق