بقلم: ايمان صاحب
ليس من الصعب على الإنسان ان يكون معاقاً حينما يعتاد على ماهو عليه، بحيث يشعر وكأنه شخص سليم يمارس حياته بشكل طبيعي، ولكن الصعوبة تكمن في تقبل هذا الشيء عند وبعض الاصحاء أصحاب النظرة المحدودة التي ترى، ان الشخص المعاق عاجز، لايتمكن من اي عمل ما،فعليه ان يلازم البيت ولايخرج منه الا للضرورة وكأن الاعاقة ذنب عظيم يحاسب عليه مدى الحياة.
اما النظرة الثانية: ترى في الاعاقة نقصاً لا ينفك عن صاحبها ولذا حينما يتحدث عنه لا يذكر أسمه، بل يسميه بما فيه من عوق كقوله: اتى الاعرج او الاعمى، وحتى في التعامل يشعره بأنه لايقدر على عمل شيء وانه دومً يحتاج اليه حتى في ابسط الامور، وبين هذه النظرة وتلك. ذات تتحلى بثقة عاليه وارادة قوية، تتخطى جميع العقبات رغم ما بها من ألم وحرمان، فهذا لا يعني ان لا يتقدم إلى الامام باي شكل من الأشكال، فكم من معاق ابدع بمجالات متعددة حينما منح فرصة من الفرص، وكم من مبدع اشاد باعماله من اهل الاختصاص، وحتى من يرى ابدعهم يقول: هذه العبارة (الله يأخذ شيئا ويعطي شيئا)، وذلك ناشىء من ارادة قوية والاعتماد على الله تعالى ثم الثقه باالنفس، مع التحلي بالصبرةفي مواجهة كل مايخدش المشاعر، لأن عجز احد الاعضاء عن الحركة اوتعطيل طرف من الاطراف لا يعني توقف كل شيء وعدم القيام به، مادام يملك فكراً نيراً يضيء لنفسه ولمن حوله لا ان يكون فرداً عاجزاً وناقصاً، بل العجز هو حالة الجمود التي يعيشها الإنسان حينما يتأثر بنظرة او بكلمة ان خذله الدعم الذاتي واستسلم لليأس دون مقاومة المصاعب والتصدي لهكذا امور، فلو بذل كل الناس الدعم والتشجيع لذات من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو لم ينهض بنفسه ويدعمها الدعم الذي يحركها نحو الامام لا يكتب لها النجاح مدى الحياة وان كان العكس يبلغ مايتمناه كما يبلغه غيره من الاصحاء.
أقرأ ايضاً
- حادثة "كروكوس سيتي" أليست رسالة دولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"
- الحقيقة ليست في الصورة
- زينب أميره وليست أسيره