- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لن تنجلي شمس العراق : حكايا ابطال جهاز مكافحة الإرهاب
بقلم: د. حسين علاوي | أستاذ الامن الوطني – جامعة النهرين
قد تكون الكلمات قليلة بحقهم، ولا تفي بحق كل من ضحى من افراد قواتنا المسلحة البطلة والقوات الأمنية العراقية فهم قصة الصمود، وهنا لابد ان نذكر في ريادة القوات العراقية المشتركة للتحرير جهاز مكافحة الإرهاب.
في الزمان القديم كنا نستمع الى الحكايات والاساطير للسومريين والبابليين والاكديين والاشوريين فهم تراث وأرث كبير في مجال الحملات العسكرية والتنمية وبناء البلاد، بنوا ذاتهم من البداية وحموا حضارتهم وهم يعلمون انهم في تحدي، مرت مئات السنين على ارض الرافدين لتذكرنا بهم مدنهم الشامخة في تراث حضارتنا التي اشعت اشعاعاً حضارياً على العالم دون تهاون مع العدو أينما حل ومهما كان، وهاهم الوارثين لتراث عملهم الذي خلده التاريخ ويخلد معاركهم التاريخ والعالم والعراقيين انهم ابطال جهاز مكافحة الإرهاب فكانوا خير الوارثين لمسيرة البناء الحضاري للحفاظ على الدولة العراقية نظاماً وشعباً وحكومة وأرض الوطن.
ومن ذلك التراث نجد في وقتنا الحالي حماة البلاد، مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب، قائداً وقيادات، ضباطاً ومراتب فرسان شامخين ضربوا أروع صور البطولة العراقية الوطنية بامتياز في قهر أجيال الإرهاب الصعبة والمعقدة من تنظيم القاعدة الإرهابي الى تنظيم الدولة اللاسلامية الى كيان داعش المهزوم، كل هذه التنظيمات كانت تحاول الازدهار في ارض الرافدين لكنهم توهموا فزالوا وخسروا، ونسوا ان جهاز مكافحة الإرهاب ممثلاً بقيادة الفريق الأول الركن الدكتور طالب شغاتي الكناني رئيس جهاز مكافحة الإرهاب كان لهم بالمرصاد، والذي قاد العمليات المشتركة آبان عام 2014 – 2015 مع قادته الابطال الاشاوس ضباطاً ومقاتلين، الذين كان لهم دوراً كبيراً في دحر التنظيمات الإرهابية وسحقها وتعويق حركتها وصيدهم في معارك الشرف الكبيرة على اسوار بغداد وسامراء وديالى وتكريت وبيجي والرمادي والفلوجة والرطبة وكبيسة وهيت والقيارة والحويجة ومعركة الموصل وتلعفر، تلك المعارك الكبيرة التي انهار بها التنظيم الإرهابي داعش المهزوم انهياراً تاماً، وقد انجلت ارض التمكين الكبرى للتنظيم الإرهابي في معركة الموصل الكبيرة.
ان جهاز مكافحة الإرهاب هو جهاز عراقي بامتياز، فهو يحصل على اوامره من القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ عادل عبد المهدي وفقاً لقانون جهاز مكافحة الإرهاب الذي اقره البرلمان العراقي، وبالتالي هنالك من يحاول صناعة الاساطير والاوهام حول جهاز مكافحة الإرهاب من اجل التشويش على النصر والانتصار واستراتيجية الدفاع عن البلاد ودورهم الريادي المعهود، فهم اقسموا قسم الصمود والنصر والاقتدار بان يحافظوا على البلاد وأهلها الطيبين مهما كان الثمن ويحموا الديمقراطية والنظام الديمقراطي الجديد، وكل العراقيين يدركون وطنية جهاز مكافحة الإرهاب فهم أبناء هذا البلد الأمين.
ان جهاز مكافحة الإرهاب نجح باستقلالية توظيفه وادارته المحترفة، وسر نجاحه الكبير ان مقاتليه قادة وضباط ومراتب لا ينتمون الى حزب او جهة سياسية وانما مقاتليه يمثلون العراق بكافة أطياف المجتمع العراقي وولائهم للعراق، فجهاز مكافحة الارهاب يحمي العراقيين جميعاً، ومقاتليه أصدقاء المجتمع العراقي، ويخطئ من يظن ان لجهاز مكافحة الإرهاب اجندة خارجية فهو متوهم، وانما اجندته الأساسية حماية الوطن والمواطن العراقي، وصلب عقيدته الأمنية والاستخبارية هو مكافحة الإرهاب في العراق، ومنع قوى التطرف العنيف من صناعة بيئة للارهاب والإرهابيين عبر مطاردة الإرهاب والإرهابيين.
اننا اليوم نجد ان جهاز مكافحة الإرهاب يعمل بمهنية عالية ووفق توجيهات القيادة السياسة والمتمثلة برئيس مجلس الوزراء الأستاذ عادل عبد المهدي لحماية الدولة العراقية ونظامها الديمقراطي.
بعد الانتصارات التي تحققت على كيان داعش الإرهابي 2014- 2017 وتحرير وتطهير المدن وتحرير أهلها وناسها من العراقيين، بدأت أصوات متضررة من التحرير ولديها خوف من عودة هيبة الدولة في المناطق المحررة، ويبدو انها مدعومة من ممثلي داعش والجماعات الإرهابية والجهات المعادية للعراق لتعمل على بث سمومها ورسائلها السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي تجاه انتصار جهاز مكافحة الإرهاب، وتحاول التقليل من قدرات الجهاز عبر صناعة الاخبار المفبركة والتي تهدف الى تقليل من شأن الدماء العراقية الزكية الطاهرة لمقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب والتي نزفت من اجل الانتصار ودحر الإرهابيين لحفظ كرامة العراقيين.
ان جهاز مكافحة الإرهاب وقيادته الفذة المتمثلة بالفريق الأول الركن الدكتور طالب شغاتي الكناني رئيس جهاز مكافحة الإرهاب والقادة والامرين والضباط والمقاتلين مستمرين بدورهم الحضاري المتقدم لتحقيق الامن والاستقرار في العراق.
فكما عهدناهم ومنذ الأيام الأولى لتأسيس جهاز مكافحة الإرهاب في 1 شباط 2007 ان يستمروا بعملهم الذي اسسوا به جهاز مكافحة الإرهاب على أساس مبدأ المهنية والوطنية، وهذا ما جعل الشعب العراقي يطمئن أينما حلوا ويهرب الإرهابيين والاعداء أينما اقتربوا منهم يصابهم الخوف والهلع من ابطالنا الاشاوس في جهاز مكافحة الإرهاب، وأثبتت عمليات تحرير المدن ذلك بعد سقوط الموصل وصولاً الى اعلان الحكومة العراقية لتحرير الأراضي العراقية كاملة.
ومن يلاحظ اليوم يجد ان المخططات المعادية للنيل من حماة النظام الديمقراطي بدأت تستمر تجاه جهاز مكافحة الإرهاب من حملات إعلامية نستغرب ان صفحات ومواقع الكترونية تحاول ان تسير باتجاهات غريبة وخارج السياقات العامة وتكون قريبة من مخططات الأعداء لتجربة النظام الديمقراطي الجديد بعد 9 نيسان 2003 وتسوق الدعاية الصفراء تجاه عمل جهاز مكافحة الإرهاب.
وهنا لابد ان نشير الا ان دعم جهاز مكافحة الإرهاب وحمايته ورعايته والاشادة بدوره والالتفاف حوله باتت مهمة وطنية ومهمة النبيلة لكل مواطن محب لأرضه وشعبه ووطنه العراق من اجل رفع الروح المعنوية لمقاتلي الجهاز الاشاوس، فكلماتكم الوطنية بحقهم ستكون امانة وشرف وطني يطوق اعناق المنتصرون ويزيد من همهم العالية في معارك الاستقرار ومواجهة الارهابيين والذين ما لبثت ان انتهت المعارك الكبرى بعد كسر مراكز ثقل الإرهاب وقدراته العسكرية، حتى اطلق رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن الدكتور طالب شغاتي الكناني استراتيجية المطاردة للتنظيمات الإرهابية، فكانت ضربات موجعة لحركة فلول داعش الإرهابية الهاربة في جزر وصحاري المحافظات واخرها العملية الكبرى في تدمير شبكة الراوي المالية الإرهابية بالتعاون مع الأجهزة الاستخبارية الاتحادية وضرب اوكار عميقة في مطبيجة بعملية نوعية مؤخراً.
ان جهاز مكافحة الإرهاب وقف امام الهويات الفرعية وعزز الهوية الوطنية العراقية، فهو نبذ الطائفية والعرقية والقومية والاثنية في بناء مقاتليه الابطال وهيكل القيادات والافواج القتالية، وعزز في عقيدته الأمنية والاستخبارية حب الوطن والمواطن، وقيادته تؤمن بدون علاقات فعالة مع المواطنين لن تندحر أجيال الإرهاب الجديدة، لكن بعزيمة المقاتلين الابطال في جهاز مكافحة الإرهاب رئاسة وقادة وامرين وضباطاً ومقاتلين سيندحر الإرهاب دوماً أينما يحل، وسيبقى مقاتليه حزمة من الابطال يضربون الإرهاب أينما وجد ويتواجد والتاريخ المعاصر سيكتب عن تجربتهم بأحرف من ذهب، هم أبناء العراق أبناء البلاد أبناء الحضارات العراقية العتيدة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- الحرب النوعية