بعد ان فقد اهله وكل من حوله الامل بحياته, وقع اخوته على العملية الطارئة التي كان لابد منها لاخراج الوتد الذي دخل في رأسه وخرج من الجانب الثاني والتي لم تكن نسبة نجاحها تتجاوز الـ 5% لان الوتد الذي يتجاوز قطره 6سم لم يكن من السهل اخراجه، وحتى لو اخرج فانه قد يخلف نزيفا في شرايين الرأس حتى الموت مما زاد الامر صعوبة على الاطباء وعلى كل من له صلة بقرار اجراء العملية, لكن قدرة الله شاءت ان تكون المعجزة وتكتب الحياة من جديد للشاب الثلاثيني تحسين محسن جاسم من اهالي مدينة الصدر والذي يسكن منطقة الشعب حاليا والذي تحدث للنور بكل شجاعة وصراحة عن مأساته التي مر عليها اكثر من عامين في جواب لسؤالنا عن سبب وجوده في مستشفى الجراحات التخصصية في مدينة الطب؟
سقوط من الطابق الثالث
وقبل ان يبدأ حديثه كان اول شي فعله تحسين هو ابراز صوره يوم الحادث والتي اكد كل من شاهدها بان هذا الشخص لايمكن له ان يعيش ولم يصدق البعض ان هذه الصور لتحسين الذي يتحدث الينا بعد ان اجرى تسع عمليات كبرى وحساسة, واستطرد كنت اعمل محاسبا في احدى الشركات التي كانت تعمل في كلية دجلة الواقعة في منطقة السيدية وبعد ان طلب مني احد المهندسين ان اساعده في اخذ القياسات على سطح الطابق الثالث للبناية بادرت الى ذلك سائرا الى الوراء وبسبب انعدام اكتمال البناية وعدم انتباهي سقطت من السطح على سياج الكلية وكان قريب مني شجرة مما ادى الى دخول احد الاوتاد الممتدة منها الى رأسي بجانب الاذن في المنطقة الممتدة الى العين وخروجه من الجانب الاخر وانكساره داخل رأسي فقدت على اثره الوعي وانعدمت الحركة في كل اجزاء جسمي وظن كل من حولي اني قد فارقت الحياة حتى اخوتي واقاربي الذين تجمعوا حولي للبكاء بعد ان تم نقلي على الفور الى مستشفى اليرموك حيث طلب من اخوتي التوقيع على اجراء عملية طارئة لاخراج الوتد من راسي وكان احتمال نجاح هذه العملية ضعيف جدا لكن العملية اجريت وكتب الله لي الحياة من جديد.
من اليرموك الى الواسطي
وبعد ان استقرت حالتي تم تحويلي الى مستشفى الواسطي للجراحات التجميلية ،قال تحسين الذي كان يتحدث بمرارة، لان الخطورة وان زالت لكن المصاعب مازالت مستمرة في ظل الحاجة لعمليات تجميل وصعوبة وضع العين والفكين فكانت العناية ممتازة من قبل الاطباء العراقيين هناك وان تاخر موعد اجراء العمليات بسبب كثرة الحالات التي هي اشد سوءا مني بسبب الحوادث والانفجارات لكنها اجريت وتم تجميل المنطقة التي تشوهت فكان لزاما اجراء اكثر من عملية ورقود في المستشفى لعدة اشهر لان عمليات التجميل تحتاج الى عمليات اخرى صغرى للتنظيف وتبديل الضماد.
عين مهددة بالعمى
لم تتوقف معاناة تحسين عند هذا الحد ولم تنته لان اخراج الوتد من رأسه وتجميل ماتبقى من اثره لم يشف جراح العين اليمنى التي انحرف بياضها وسوادها باتجاه الانف وباتت مهددة بالعمى مالم تجرى لها عملية عاجلة خارج القطر وفي ايران تحديدا, وبما ان تحسين كان من الطبقة المتوسطة فأن وضعه المادي لم يكن يمكنه من توفير المال اللازم لاجراء العملية مما عقد الامر وزاده صعوبة قبل ان يتدخل بعض اهل الخير لتقديم المساعدة في تسهيل سفر تحسين واجراء العملية التي تكللت بنجاح باهر افرح تحسين واعطاه دفعة جديدة لمواصلة الحياة.
جراحة للفكين والعين من جديد
وبعد ان عاد تحسين من طهران الى بغداد وجد نفسه امام مشكلة مالية وطبية جديدة تمثلت بضرورة اجراء عملية اخرى للوجه والفكين وهو مالا يمكن علاجه الا في الاردن لكن تحسين الذي تمسك بالحياة وتعود على مواجهة الصعاب لم ييأس وتمكن من الاتصال باحدى المنظمات الانسانية التي تمكنت وبعد عدة شهور من تأمين فرصة لسفره وعلاجه على نفقتها في عمان, وبالفعل تمت الرحلة التي لم تخلو من الصعوبات المادية التي حاول تحسين بالكاد تجاوزها بسبب دخله المحدود وعدم امتلاكه اي شي ليبيعه لكن (الله كان معه)، كما يقول، هذه العبارة التي كان يرددها تحسين دائما وهي السبب الرئيس في قوته, واضاف تحسين عدنا الى بغداد بعد نجاح العمليات التي تم اجراءها في عمان والتي حسنت كثيرا من وضع الوجه والفكين بعد ان عجز الاطباء عن علاجها في العراق, وبعد مراجعتي للطبيب المختص اشار علي بضرورة مراجعة مستشفى الجراحات التخصصية في مدينة الطب من اجل اجراء عملية قد تكون هي الاخيرة من اجل تجميل المنطقة المحيطة بالعين والتي ماتزال تعاني من بعض التشوهات وبالفعل جئت الى المستشفى وتم اجراء العملية بنجاح وادعو الله ان يكون كلام الاطباء صحيح وهو ان عملية تجميل العين هذه هي اخر العمليات التي يمكنني ان اعود بعدها الى حياتي الطبيعية.
جريدة النور
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء يوجه وزارات الدولة بتقديم بياناتها حول مشروع طريق التنمية لشركة أوليفر وايمن
- ترامب يصف مستشاره السابق بـ"الغبي والاحمق" ويجرده من الحماية
- بعد أحداث كربلاء والفيحاء ونينوى.. وزير الداخلية يوجه بإلقاء القبض الفوري لمثيري الشغب داخل الملاعب