ذكر ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 22ربيع الأول 1430هـ الموافق 20-3-2009م إن ما تشهده كربلاء المقدسة من زيارة لبعض الأحبة من محافظاتنا الغربية والشمالية والوسطى هو خير دليل على التلاحم والوحدة الوطنية، فقبل ثلاثة أيام زارنا إخوة أعزاء من محافظة الموصل واليوم أيضا زارنا بعض الإخوة من قضاء المدائن فأهلا وسهلا بهم جميعا.
وأضاف إن البلد يعيش ظروف استثنائية، بسبب الوضع السابق والأزمات التي مر بها العراق من بعد السقوط إلى الآن، فقد بدأت هناك عوامل عدة وأفكار مستوردة وبالنتيجة الذي دفع الضريبة أبناء البلد، وعندما كانت بعض السيارات المفخخة تنفجر كان هناك البعض يضحك ملأ شفتيه على دماؤنا وكان البعض في مقابل التفجير يعطي أموالا وكأنها جائزة أو سباق لمن يقتل أكثر يحصل على مال أكثر.
وعن دور الإعلام في مواجهة الحدث قال سماحة السيد الصافي إننا غالبا ما نفتقد الإعلام الموضوعي وبطبيعة الحال إن الإعلام يتبع لمن يمول، فان كان محبا للوطن فترى الفضائية خطابها وأداءها جيد، والذي يموّل وفي نفسه بعض المشاكل والعقد النفسية ترى الصدى واضحا على فضائياته ووسائله الإعلامية.
ولردم الهوة التي حصلت سابقا نتيجة الأعمال الإرهابية عقب سماحته بقوله: إن كثرة الزيارات من الطرفين تزيل اللبس ويتحدث الإخوة في أروقتهم فيما بينهم بشكل مفتوح وواضح ونصل إلى نتيجة مفادها إن هناك سرابا كثيرا كنا نتصوره ماء، فكثير من المشاكل لا أساس لها قد تكون سياسية أكثر مما هي اجتماعية، فلا بد من إكثار وتعزيز الزيارات فالعراق للكل فليس هناك سني أو شيعي، فالسني عندما يزور كربلاء بالنتيجة يزور مدينته والشيعي عندما يزور الموصل أو الانبار بالنتيجة يزور مدينته، هذا المعنى لابد أن يعزز وهذا المعنى لابد أن يخرج من الإطار الجماهيري ويرتقي إلى الأداء الحكومي، والمقصود بالأداء الحكومي إن الإخوة المسؤولين لهم مواقع ومن كل المذاهب ليذهبوا إلى محافظات العراق ويتكلموا بنفس الخطاب مع محافظاتهم فنشعر أن هناك حالة من التبدل والاطمئنان الذي نحن بحاجة إليه، علينا بذل قصارى الجهد لإرجاع الوضع إلى أفضل ما يكون.
وعن طبيعة علاقة العراق مع المنظومة العربية والإسلامية أعرب سماحته عن أن الموقع المتميز للعراق لا بد أن يأخذ مساحة بما تناسب حجمه في تعزيز الروابط العربية وزيارة الأخ الأمين العام للجامعة العربية إلى العراق ولقاءه بالمرجعية العليا في النجف الاشرف الهدف منها تعزيز العلاقة العراقية العربية وهذا مهم جدا، وهذا التعزيز مطلوب من الطرفين وعلى الإخوة المسؤولين المعنيين أن يسعوا به بشكل صادق وبشكل جدي.
وعن الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على الوضع الاقتصادي في العراق جدد سماحته أنه سبق وذكرنا أن الوضع العالمي يمر بأزمات وهي ضربت بأطنابها في الدول الكبرى، طبعا ميزانية العراق لعام 2009 م قد بلغت حوالي 60 مليار دولار، والأخ وزير المالية ذكر إن من مجموع هذه الميزانية (49) مليار دولار هي رواتب فقط، ومعنى ذلك إن النسبة الكبرى هي نسبة استهلاكية ولا يوجد استثمار في البلد وانحسار واردات البلد بمصدر واحد وهو البترول.
وأردف قائلا: لكن أقول أمام الدارس والباحث والعالم اقتصاديا هل هذه المعادلة معادلة صحية عندما تكون هذه الأرقام كبيرة وهي أرقام استهلاكية فقط وأنا لا أقول هنا خفضوا الرواتب، لكن أقول ليس من الصحيح أن يترك الأمر كما هو اعتمادنا على مصدر واحد واغلب النفقات تكون استهلاكية!! ومع الأزمة المالية العالمية لابد من البحث عن بدائل غير النفط لاسيما العراق فيه القدرة على التقدم والتطور.
وعن ضرورة تفعيل مذكرات التفاهم مع دول العالم أكد سماحته أن التبادل في المنفعة يقوي الاقتصاد ويجعل البلد في أمان من الكوارث التي لا سمح الله قد يتعرض لها البلد، وان العراق فيه قابلية التطور أكثر بكثير مما هو فيه الآن، والأرقام التي ذكرت أشبه ما تدق ناقوس الخطر فالجانب الاقتصادي اليوم جانب حيوي والأولويات تعطى له وإذا لم نقو هذا الجانب سنتأثر في هذا العالم المتداخل المملوء بالمشاكل التي تضرب بأطنابها من حولنا، فالمسالة الاقتصادية مهمة جدا والأرقام التي تذكر وتبوب تحتاج أن نعيد النظر مرة ومرات من اجل أن نوازن بين مدخولات البلد وبين النفقات.
وختام الخطبة الثانية كان من حصة حقوق الإنسان في العراق والحديث عنها أحادية الجانب فعندما نقرأ التقارير أو نلتقي بالإخوة في حقوق الإنسان أول سؤال يطرح كيف حال السجناء؟ طبعا نحن مع إيجاد كافة الوسائل للترفيه عن السجين فالسجين بالنتيجة أسير ويبقى أن له خصوصية وينبغي أن يحافظ عليه.
لكن نبقى مع دائرة حقوق الإنسان فانا عندما أتعامل مع حقوق الإنسان يجب أن إليه بغض النظر عن كل الخلفيات الموجودة، أقول هناك مجموعة هائلة من الضحايا من أطفال وأرامل وشيوخ وغيرهم، ما مصير هذه الفئة ( الضحية )؟! ما هو السبيل الكافي لإنقاذها مما هي فيه؟! هل إن حقوق الإنسان تعمل هناك ولا تعمل هنا؟! وهنا أتحدث عن مؤسسات الدولة وليس عن المنظمات الإنسانية الخارجية ودورها في دعم ضحايا الإرهاب، واقعا لم يأت احد ويقول لي ذهبنا إلى الضحايا وأعطينا وأنفقنا وتابعنا وحاسبنا مطلقا بل هناك من يحصي ويوثق، وبعض الفضائيات تعرض حالات إنسانية إما بمرض أو امرأة فقدت معيلها وغير ذلك ويتصدق عليها بعض المحسنين، وبقي السؤال عن مصير ذوي الضحايا الذين قضوا نتيجة الهجمات الإرهابية، وما هي الإجراءات التي تتناسب مع الضحايا؟! هل من الصحيح أن تطرق الأرملة الأبواب وتفتش عن رغيف؟! هل من الصحيح أن أولاد هؤلاء الشهداء يتركون المدارس لأنه لا مصرف ولا معيل لهم؟! وغيرها من هذا القبيل، وعلى هذا نريد أن نتعامل مع الإنسان بما هو إنسان، طبعا فالقاتل له حسابه والقانون يأخذ مجراه ولكن الضحية هل تترك للشارع والسؤال يبحث عن إجابة وهو بين يدي الإخوة الأعزاء الذين بيدهم الأمر؟!.
أقرأ ايضاً
- مليون عامل أجنبي في العراق يخرجون 6 مليارات دولار من البلد سنوياً
- مكتب السيد السيستاني بلبنان يقدم المساعدات الانسانية لـ90% من مراكز النزوح والخفاف يزور بعض المطابخ في احد مراكز النزوح
- محافظ كربلاء يتحدث عن احياء التجاوز ويؤكد استحالة التجاوز على اراضي الدولة مستقبلا