أنشأ العراق مخيماً للمئات من العسكريين السوريين الذين دخلوا العراق السبت الماضي، بعد محاصرتهم من الفصائل السورية المسلحة التي دخلت دمشق وأسقطت النظام الأسبوع الماضي، وهو الإجراء الذي عده مسؤولون "مؤقتاً" لحين التواصل مع الإدارة السورية الجديدة.
ويقع المخيم في صحراء مدينة القائم الحدودية مع سوريا وعلى مقربة من قاعدة عسكرية للجيش العراقي، (نحو 70 كيلومتراً عن مركز مدينة القائم) ويضم أكثر من 2100 عسكري بين ضابط وجندي، وجميعهم سوريون.
ووفقاً لمسؤول في الأمن العراقي، فإن أفراد الجيش السوري الذين دخلوا العراق، لن يسمح لهم الخروج من المخيم الذي فُرضَت حراسة عليه، كذلك فإن أغلبهم كانوا بحاجة إلى العلاج من إصابات، وإلى ملابس غير تلك العسكرية التي كانوا يرتدونها.
ووُضع 3 عسكريين في كل خيمة، وهو إجراء يقول عنه المسؤول العراقي الذي يعمل ضمن قيادة عمليات غربي الأنبار المسؤولة عن الملف الحدودي مع سوريا إنه "وقتي، لحين التنسيق مع الإدارة السورية الجديدة في طريقة إعادتهم إلى سوريا".
وأضاف، طالباً عدم الكشف عن هويته، لكونه غير مخول بالتصريح، أن "قسماً منهم لا يرغب في العودة إلى سوريا خوفاً من المحاسبة، فيما يؤكد آخرون أنهم مجرد جنود مكلفين ويرغبون في العودة، لكن التواصل مع أهلهم صعب، لكونهم بلا هواتف أو شبكة اتصال بالوقت الحالي".
وكشف أن "جهات أممية ستتولى التنسيق بين العراق وسوريا في هذا السياق، وأن وضع العسكريين حالياً يبقى تحت وصاية عراقية أمنية داخل المخيم الذي يمتد على عدة كيلومترات مربعة"، مؤكداً أن "العراق لا ينوي منح أي منهم اللجوء الإنساني، لكن إن حصل أحد منهم على لجوء إلى دولة ثالثة، لن يكون عائقاً"، وفقاً للعربي الجديد.
الناشط حسن المحلاوي في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، قال إن "العسكريين زُوِّدوا بملابس وأغطية ووسائل تدفئة مختلفة، وعولج الجرحى منهم".
ويضيف، أن "رتباً متقدمة في الجيش السوري موجودة بين من يعيش داخل المخيم، وهناك 70% أو أكثر يرغب في العودة فوراً"، ويقول "لكن النسبة الأخرى، أغلبهم ضباط، يخشون العودة ويطلبون تدخلاً أممياً إن لم يقبل العراق لجوءهم إنسانياً".
وأعلن العراق رسمياً، السبت الماضي، استقبال مئات الجنود السوريين الفارين من المعارك، وكان من المفترض إعادتهم بطائرات إلى دمشق، لكن سقوط نظام بشار الأسد دفع إلى تأجيل ترحيلهم لغاية هذه الآن.
أقرأ ايضاً
- تحذير من عمليات "تهريب" للدواعش من "مخيم الهول"
- "من حي العباس الى حي النقيب".. كربلاء تخطط لإنشاء أكبر مجسّر في العراق
- تركيا.. إجراءات جديدة لتشجيع السوريين على العودة إلى بلادهم