بقلم:سامي جواد كاظم
قد يتعرض الانسان لموقف تخدش كرامته خارج ارادته ولكنه ينتفض بما امكنه لاستردادها وقد يستشهد من اجلها، وهنالك من لا كرامة له ولا يعرف معنى الكرامة فلا كلام لنا معه، ولكن هنالك من يعرف قيمة الكرامة ويعلم انه فقدها وياتي من يستردها له فيرفضها بل يتامر على من يصون له كرامته.
اليوم الساحة العربية مليئة بالمفارقات وكلها تحت مختلف المسميات تصب في خدش الكرامة، والكرامة هي قد تكون العقيدة او الوطن او الانسان، واطرافها امريكا ومن بمعيتها وايران ومن بمعيتها، لا يحق لاي طرف التحدث عن التدخل بشؤون الاخر فالطرفان تدخلا، ولكل طرف ثمن لتدخله، ولكن الذي يجب ان نقف عنده طويلا هي تبريرات كل طرف سبب تدخله واتهام الاخر بالتدخل واشعال الحروب بل وتغذية الارهاب.
قراءة سريعة لمسرح الاحداث في المنطقة تاريخيا حتى يمكننا ان نشخص من هو الساعي للارهاب، واكثر الاخبار سخونة هي التصعيد الاعلامي والسياسي والاقتصادي وحتى الحربي من قبل امريكا والسعودية والامارات والعدو الصهيوني ضد ايران ولبنان واليمن وسوريا.
تدعي الاطراف الامريكية ان سبب الازمات والارهاب هو التدخل الايراني في شؤون تلك الدول، نعم ايران تتدخل، نعم ايران تبحث عن مصالحها، لا اريد ان اقول انها تتدخل بطلب من حكومات تلك الدول لان التدخل الامريكي سيكون ايضا بطلب من حكومات تلك الدول، ولنترك حقيقة التدخل بلا نقاش، ونسال ايران لماذا تتدخل؟ ستقول لمساعدة تلك الدول من العدوان الصهيوني، ولو سالنا امريكا ومن معها سبب التصعيد سيقولون التدخل الايراني يعتبر تهديدا للمصالح الوهابية والصهيونية.
تعالوا نعود للتاريخ القريب وليس البعيد، لا اريد ان اقول حرب 1948 و1956 و1967 و1973 كلها لم تكن ايران الخميني موجودة، حزب الله الذراع العسكري لايران كما يقولون وهناك قوى سياسية تلوم ايران وحزب الله معتبرينهما السبب في التصعيد الصهيوني ضد لبنان ولولاهما لعاشوا بسلام، لا اعلم هل حقا هذا كلام العقلاء واصحاب الكرامة ؟
التاريخ يقول قبل 60 عاماً بدا العدوان الصهيوني على المنطقة منها في العام 1948. الاجتياح الصهيوني في ما عرف وقتها بعملية الليطاني، واحتلت نحو 15 قرية،
في عام 1960 وقع اشتباك بين الجيش اللبناني وجيش العدو الصهيوني، وفي
وفي ليل 29/30 تشرين الأول 1965 , اجتازت قوات العدو الصهيوني الجنوب اللبناني. وفي حرب حزيران 1967, وعلى الرغم من أن لبنان لم يشارك في فيها، فقد اجتاح الصهاينة مزارع شبعا في جبل الشيخ واحتلتها وطردت أهلها وفجّرت منازلهم.
ومساء يوم 28 كانون الأول 1968، نزلت فرقة كوماندوس صهيونية واحدة نزلت في مطار بيروت بواسطة طائرات مروحية، لأربعين دقيقة ونسفت 13 طائرة من الطائرات المدنية ثم غادرت دون أية مواجهة.
وفي العام عام 1970، دخل جيش العدو الصهيوني الى قرى عدة في العرقوب ومرجعيون وبنت جبيل
وأعاد جيش العدو الصهيوني اجتياحه في مطلع العام 1971 وفي أيلول 1972 حيث قام جيش العدو بقصف الجسور التي تربط المناطق الجنوبية بعضها ببعض, خصوصاً جسور نهر الليطاني.
في 1975 حاول الصهاينة اقتحام بلدة عيتا الشعب واشتبكوا مع الجيش اللبناني، وفي 1976، قصفت قوات الإحتلال سوق الخميس في بنت جبيل، بعد انتخاب الإمام السيد موسى الصدر رئيسًا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في 1969، حذر الإمام السيد موسى الصدر حذر من الخطر الصهيوني المتزايد، وأكد دعمه للمقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض المغتصبة.
وقد باشر الامام الصدر تأسيس المقاومة بشكل سري منذ 1973، ليعلن عن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إثر حادث معسكر التدريب في عين البنية في 5 تموز 1975.
في1977، تعرضت مدينة بنت جبيل لقصف عنيف بالمدفعية من مواقع القوات الصهيونية
في 1978 بدأ جيش العدو الصهيوني قصفاً مكثفاً، جوياً ومدفعياً، ضد جنوب لبنان، كل هذا ولم تخرج ردود الفعل العربية والدولية عن حدود الإدانة الإعلامية.
وفي 25/3/1978، وجـه الامام الصدر نـداء تحت عنوان " ماذا فعلتم بجنوب لبنان أيها العرب، داعيا العرب الى أن يتحملوا مسؤولياتهم وألا يتركوا أبناء الجنوب بعد كل هذه التضحيات يحملون وحدهم مسؤوليات أكبر قضية في عصرنا أمام أخطر عدو في التاريخ.
الى الان لم تكن ايران بقيادة ولي الفقيه، فاين كرامتكم في رد العدوان الصهيوني؟ واين كنتم في اجتياح 1982 لبيروت من قبل الصهاينة وكانت ايران في حينها تدافع عن ارضها ضد العدوان البعثي.
في 2006 سنة التحول الحقيقي ودحر العدوان الصهيوني الذي لم يعتد على هكذا مواجهة شرسة من قبل اللبنانيين وبدعم ايراني نعم بدعم ايراني الذي غير موازين القوى واصبح اللبناني في الجنوب يشعر بكل فخر ان كرامته مصانة، هذه المعادلة قلبت الطاولة على الصهاينة والوهابية والامريكان، فحججهم بمنع التدخل الايراني حتى يعم السلام في المنطقة، نقول اين هو السلام قبل نجاح الثورة الاسلامية في ايران؟.
ولكن للاسف على الحكام العربان الذين يرفضون ان تصان كرامتهم اذا كانوا يعلمون للكرامة وجود.
أقرأ ايضاً
- ماذا يجري في فلسطين ولبنان؟
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- هل يبقى العراق يحتاج الغاز الايراني ؟