اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة منذ عقود من الزمن بصناعة الأكفان؛ ويطلق على العاملين فيها محلياً (أبو كفانة)، وكانت أسرة آل أصلان وأسرة آل لاري معروفتين بهذه الصناعة التي لا تزال محطّ إقبال الزائرين الذين يزورون المدينة من داخل العراق وخارجه.
والكفن هو (لباس الآخرة)؛ القماش الخام الأبيض الذي يُلّف به الميت بعد غسله وتحنيطه، والذي يتكون من عدد من القطع التي تخصص كل واحدة منها بتغطية جزء من جسم الإنسان، ويكتب عادة على هذه القطع بعض من الآيات القرآنية وأسماء الأئمة الأطهار (عليهم السلام) والأدعية وأشهرها دعاء الجوشن الكبير الذي أوصى به الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله ) المسلمين بكتابته على الكفن لكي يحفظهم من عذاب القبر.
[img]pictures/2010/07_10/more1279178921_1.JPG[/img][br]
وللتعرّف أكثر على صناعة الكفن وسبب شهرة صناعته في كربلاء تحدّث (عمّار محمد علي) أحد العاملين في هذه الصناعة في حديثه لـ (موقع نون ) قائلاً: \"أول الخطوات التي نقوم بها في صناعة الكفن بجلب القماش الأبيض الخام ونقوم أولاً بقصّ القطعة الكبيرة من الكفن والتي تسمى بالچادر وتكون بقياس (2.5م)، ويطبع عليه بواسطة قالب من الخشب دعاء الجوشن الكبير من الجهة الأولى والزيارات المشهورة وهي زيارة وارث وعاشوراء والأربعينية ودعاء العديلة على الوجه الثاني، أما القطعة الثانية فتسمى بالقميص والتي تطبع عليها سور يس والدخان والصافات، أما القطعة الثالثة فهي الوزرة بقياس (1.5م) والتي تغطي العورتين إلى أسفل القدمين وتكون خالية من أي كتابة، أما القطعة الرابعة فتسمى بالربطة في كفن النساء والعمامة في كفن الرجال والتي تغطي الرأس ويطبع على كليهما دعاء الصفح، أما القطعة الأخيرة فتسمى بالشهادة وهي قطعة مربّعة توضع في اليد اليمنى ويكتب عليها عبارة (أللهم لا نعرف عنه إلا خيراً) ويشهد عليها أربعون مسلماً من أقرباء وأصدقاء المتوفّى\".
[img]pictures/2010/07_10/more1279178921_2.JPG[/img][br]
ويتابع حديثه، \"كان في السابق يقوم صنّاع الكفن بكتابة الآيات القرآنية والزيارات بقلم الزعفران يدوياً وهذه العملية تأخذ وقتاً وجهداً كبيرين، أما في الوقت الحالي نستخدم قوالب (سكرين) من الخشب والقماش الحرير ذات الأحجام المختلفة والتي تحوي على كل ما يكتب على الكفن، ونقوم أما بإذابة الزعفران الأصفر في الماء وصبه في هذه القوالب ليتم طباعتها على الكفن أو نقوم بأخذ تربة الإمام الحسين (عليه السلام) المستعملة في الصلاة وإذابتها في الماء وغلي المحتوى على النار وتصفيته من الشوائب وصبه في هذه القوالب، وهنالك من يرغب بأكفان الزعفران وآخر يرغب بأكفان تربة الإمام الحسين (عليه السلام) تبركاً بالتراب التي سالت عليه دماؤه الطاهرة يوم الطفّ الخالد\".
[img]pictures/2010/07_10/more1279178921_3.JPG[/img][br]
ويضيف علي، \"بعد الانتهاء من الطبع نقوم بجمع مكونات الكفن في أكياس من النايلون ليتم بيعه على الزائرين الذين يحتفظون به لحين موافاة الأجل أو يأخذونه إلى أقربائهم كهديّة، وإن سبب شهرة صناعة الكفن في كربلاء تعود إلى كرامة هذه المدينة الطاهرة التي ضمّت جسديّ الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) والدعاء عندهما بنيل الشفاعة يوم الآخرة\". يختتم علي حديثه بالقول، \"إن صناعة الأكفان تحتاج إلى دقة وأمانة وطهارة الجسد ومكان العمل، وعلى العامل أن يراعي الأمور الشرعية في قصّ القماش والطباعة وكل الأمور التي ترافقه، وكذلك على البائع والمشتري أن يبتاعا الكفن بنيّة الهدية\".
تقرير: علي الجبوري
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)