- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العبادي يطلق رصاصة الرحمة على خصومه
بقلم:د. غالب الدعمي
الصراع من أجل الاستحواذ على السلطة والمال علامة فارقة من علامات الصراع في الدول النامية، بعضها يأخذ إطاراً يغلب عليه التنافس الشريف وبعضها تغلب عليه المكائد والدسائس وحملات تشويه مسعورة يقودها سياسيون وقادة أحزاب.
ويلمس المواطنون هذه الظاهرة بشكل واضح في العراق كونه جزءاً من منظومة الدول النامية التي يعتقد حكامها أنهم مُفَوَضون من الرب بحكم البلاد وراثياً تنتقل فيها جينات الحكم من الآباء إلى الأحفاد، وقد لازم هذا الشعور حتى الشخصيات التي تولت السلطة عبر صناديق الانتخاب وهو ما يحدث الآن في العراق، إذ يرى الفريق المناوئ للعبادي في جناح حزب الدعوة أن توليه رئاسة الوزراء هي خيانة لرفيق الدرب، في حين أن رؤيتهم هذه تنناقض مع المنطق كون العبادي حظي بأغلب أصوات أعضاء البرلمان، فضلاً عن دعم دولي وإقليمي كبير.
وتعرض العبادي طيلة مدة إدارته الدولة إلى تشويه سمعة واعتداءات متكررة، فقد قذفته نائبتان بقناني الماء في إحدى جلسات البرلمان، كما وصف أحد النواب بعض وزرائه بأنهم لا يصلحون لإدارة روضة، ولم يزل العبادي يقابل هذه الأصوات بصمت مما جعل بعضهم يعتقد بضعفه، فضلاً عن طبيعة الشعب العراقي التي تحترم أصحاب الاصوات العالية والتهديدات في حين تنعت الشخصيات الهادئة بأنها ضعيفة.
وكلنا يعرف أن الموصل قد سقطت في عهد الحكومة السابقة ومثلها الأنبار وصلاح الدين ووصل الدواعش إلى أطراف بغداد، ولولا الفتوى الشهيرة لكنا اليوم لاجئين في دول الجوار نعيش على المساعدات، كما يعرف جميعنا أن مليارات الدولارات قد أُهدرت على موائد الفساد وتراجع موقع العراق إقليمياً وعربياً ودولياً.
لكن بفضل الله وحُلم الحكومة الحالية تم تصفير الأزمات مع دول الجوار، وحررت المناطق المغتصبة من داعش بتضحيات قواتنا الأمنية وأعيد فرض النظام في المناطق المتنازعة ووجهت ضربة قاصمة إلى تطلعات البرزاني الانفصالية ووصل الجيش العراقي إلى تخوم زاخو وربما نشهد مع نشر هذا المقال تقدماً آخر على أرض المعركة وتقليص نفوذ إمارة مسعود المالية والسياسية والعسكرية، ومع انتهاء هذه الصفحة يكون العبادي قد أطلق رصاصة الرحمة على أعتى خصومه المحليين الذين يحاولون بوسائل شتى سرقة النصر العراقي ونسبته إلى آباء غير شرعيين ودول أخرى في محاولات تهدف إلى سرقة هذا النصر العراقي الخالص مع إقرارنا بمساعدة إيران وأمريكا كل بحسب مصالحه، فالولايات المتحدة تريد أن تجعل لها موطئ قدم ثابت في العراق وتقليص نفوذ إيران التي تسعى إلى هزيمة الوجود الامريكي في أرض الرافدين.
وفي ضوء هذه المعادلة اقتضت الضرورة أن يتم إطلاق رصاصة الرحمة على بعض خصوم العبادي وهم الآن ينازعون الموت وستكشف لنا الأيام أحداثاً دراماتيكية ومفاجئة غير سارة لبعضهم.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد