- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الولايات المتحدة الضوء الاخضر لدخول المتنازع عليها .. أسبابه وظروفه
بقلم: عبد الرحمن اللويزي
سبق للولايات المتحدة أن تدخلت في منع الحشد الشعبي من دخول الانبار, فلماذا لم تعترض الولايات المتحدة هذه المرة, على قرار إعادة انتشار الجيش العراقي والحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها, رغم أن عملية التقدم هذه, أتت على حساب حليف ستراتيجي مثل السيد البرزاني ؟
قرب الاستحقاق الانتخابي كان عاملاً ضاغطاً على الولايات المتحدة, والشعبية الواسعة التي أكتسبها الحشد وقادته كانت كفيلة في حال أجريت الانتخابات في موعدها, أن تجعل قادة الحشد يحصدون أغلبية الاصوات, وسيكون ذلك على حساب قوى التحالف الوطني القريبة من الولايات المتحدة وعلى راسها العبادي, فكان البديل عن ذلك هو طرح سيناريو تاجيل الانتخابات لمدة سنتين,بشكل سريّ, وهذا سيؤدي الى أحد امرين:
1. قد تنجح الولايات المتحدة - وفق هذا السيناريو- خلال تلك الفترة المفترضة (السنتين) من حل الحشد الشعبي, ففترة سنتين ستكون كافية لتحرير كل الاراضي التي تسيطر عليها داعش واستتباب الامن فيها, فتنتفي الاسباب الموضوعية التي صدرت على اساسها فتوى الجهاد الكفائي, وربما تصدر فتوى من المرجعية بانتهاء فرض الجهاد التي قد يترتب عليها حل الحشد كما ترتب على الفتوى الاولى تشكيله.
2. حتى لو لم تنجح الولايات المتحدة بحل الحشد خلال سنتين,فستكون تلك الفترة كافية لان تفقد تلك الانتصارات زخمها ويقل بشكل تدريجي تاثر الناس بهذا المنجر, وسينشغل الناس بقضايا اخرى تصرفهم عنه, وبالتالي لن تكون النتائج المفترضة التي سيحققها قادة الحشد في الانتخابات بنفس الحجم في حال اجريت الانتخابات مباشرة بعد انتهاء معارك التحرير التي أبلوا فيها بلاء حسناً وخطفوا من خلالها الاضواء.
لكن بعض الاطراف السياسية المؤثرة, ادركت وجود مثل هذه النية فارتفعت الاصوات التي تنادي بوجود (مؤامرة) لتاجيل الانتخابات, وكذلك الفراغ الدستوري الذي سينشأ في حال عدم اجراء الانتخابات في موعدها, حيث يوجد غطاء قانوني لبقاء الحكومة الاتحادية والتمديد للحكومات المحلية ممكن كذلك, لكن لا يوجد نص قانون يمكن الاعتماد عليه في التمديد لمجلس النواب, لذلك فسيخلق خيار التاجيل مأزق قانونياً كبيراً.
وحين ادركت الولايات المتحدة صعوبة المضي في خيار التاجيل, كان لابد ان تطرح بديلاً يتيح لها إجراء الانتخابات في موعدها من جهة, ويفوت على الحشد فرصة الاستفادة من منجز الانتصار, فكانت خطوة سيطرة الحكومة على المناطق المتنازع عليها والتي حسبت للحكومة على اعتبار أن قرار دخول تلك المناطق كان قراراً سياسياً, هذا الامر جعل أسهم العبادي ترتفع وتطغى حتى على اسهم وحظوظ قادة الحشد في الانتخابات. فضلا عن أن هذه الخطوة كانت بمثابة العقوبة المباشرة للسيد البرزاني الذي أصم آذانه عن نصح الولايات المتحدة بعدم إجراء الاستفتاء, مع أني لا استبعد أحتمال أن تكون الاخيرة ورطت البرزاني وارسلت اليه إشارات شجعته على المضي في هذا الخيار من أجل توريطه لان ذلك سيوفر ذريعة لمعاقبته بهذه الطريقة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً