لم يكن احد يستطيع شراء قنينة عطر من تلك التي يطلق عليها تيروز أو ريفدور وحتى كشمير وغيرها من الأسماء التي بقيت علامات دالة على منتجات العطور
ولا شيء سواه حتى إذا ما تعطر الشاب أو الشابة فان هالة من الارتياح تتبعه مثلما تتبعه حالة من الحسد لأنه أو إنها تمكنت من شراء هذا العطر الذي تحول سعره في الوقت الحاضر إلى الدولارات إذا ما كان المنشأ فرنسيا أو أمريكيا أو انكليزيا ولكن السوق العراقية ومنها الكربلائية شهدت بعد سقوط النظام موجة من العطور التي أصبحت محالها عديدة وبامكان المرء أن يشم العطر ويستدل على المحل من مكان بعيد .
يقول سالم الزبيدي (صاحب محل للعطور) بكل تأكيد بعد عام 2003 وانفتاح الحدود وتهافت عمليات الاستيراد دخلت أنواع عديدة من العطور وكانت رخيصة الثمن لكي تكون في متناول الجميع وليس بمتناول طبقة دون أخرى.
ويؤكد الزبيدي إن العطر الهادئ يكون أكثر طلبا من قبل الأشخاص الذين يشعرون بأنهم يميلون إلى الهدوء والسكينة أما العطر الصارخ فيحببه صاحب المزاج الحاد وهذا النوع يكون أكثر استخداما وأكثر شهرة من غيره لكون المجتمع العراقي ونتيجة لما يدور في الساحة وما له تأثير مباشر على شخصية ومزاج المتذوق..ويوضح إلى إن العطر الفرنسي يأتي في مقدمة العطور من ناحية الجودة وطيبة الرائحة وذلك للشهرة الواسعة التي تتمتع بها شركات العطور الفرنسية وهناك ماركات منها (أوبن) (سيكار) (ون مان شو) (بلوفلونك) وغيرها من الماركات والنوعيات الأخرى.
يشير الزبيدي إلى إن ما يميز كربلاء في العطور هو انها تتميز بالعطور المركزة التي تباع بقنان صغيرة وبأحجام مختلفة ويطلق عليها عطور الزيارة أو الصلاة إضافة إلى عطور الفل والورد وهي تتميز بقوة تركيزها وطيب رائحتها وثباتها..ويوضح إن هذه العطور يشتريها الزوار من كربلاء إن كانوا من محافظات العراق أو من الزوار الأجانب خاصة الايرانيين والهنود والباكستانيين بل إن زوارا من أوروبا طلبوا كميات من عطور الصلاة وأخذوها معهم وهي تتميز بكون موادها طبيعية وتعطي روحية خالصة لأنها لا تحمل مواد كيمياوية وخالية من الكحول.
وعن مساوئ العطور المستوردة يقول دخلت إلى العراق العشرات من أنواع العطور الرخيصة خصوصا الصينية المنشأ وذلك لعدم وجود رقابة على استيرادها بالإضافة إلى رخص أسعارها والتي لا تتجاوز (2000دينار) إلا إن هذه العطور تسبب أضرارا على جسم الإنسان لما تحتويه من مواد كيمياوية ضارة رغم إن المواطن لا يشعر بها إلا إن استخدامها المستمر سوف يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض الجلدية والتي حذر منها العديد من الأطباء.
ويؤكد الزبيدي انه يمكن أن نحصل على أفضل نوعية من العطور وذلك بخلط نوعين أو ثلاثة من العطور المركزة التي تأتي أساسا بعلب كبيرة مع إضافة نوع من المخفف وذلك لان غالبية هذه العطور تكون مركزة جدا ورائحتها قوية بحيث لا يمكن بيعها على هذه الحالة إلا بتخفيفها بنسبة محددة حسب كمية العطر المركز الذي
يباع حاليا بقياسات (السي سي) وغالبا ما تكون أسعار هذه العطور اكبر من أسعار العطور الجاهزة وذلك للنوعية الجديدة التي يتمتع بها هذا العطر (الخام) إضافة إلى جودته وذلك لاحتوائه على مواد طبيعية لا تؤثر بطبيعة الحال على صحة الإنسان وأسعار جيدة مقارنة بأسعار العطور الفرنسية الغالية وزبائننا من مختلف طبقات المجتمع
وهناك العديد من هذه العطور والخلطات منها (كارنير) (لابيروز) (سحر الليل) (عطر العروسة) (وعطر الورد) إضافة إلى النوعيات الأخرى والتي تصل إلى أكثر من (50 نوعاً).
الصباح + موقع نون
أقرأ ايضاً
- هيئة الإعلام والتربية تتعاونان لتعزيز التحول الرقمي في المدارس
- مشروع الـ1000 مدرسة.. تعرّف على حصص المحافظات من المدارس المنجزة مؤخراً (فيديو)
- العتبة الحسينية توزع ادوية ومساعدات على النازحين في برج ابي حيدر في لبنان (فيديو)