حجم النص
بقلم:حسام عبد الحسين المرأة هي بداية الحياة، هي اساس بناء المجتمع، هي نصف المجتمع والنصف الآخر قد تربى بحضنها فهي المجتمع بأكمله، هي نور الوطن الذي يضيء لأبنائه، هي امل المجتمع في إنقاذه، هي هيبة الرجل وقوته، هي سر الرجل وسعادته، هي الرحمة والشفقة، هي الضعف والقوة، هي الدمعة والضحكة، فبها ترتقي المجتمعات، وبحضنها تذوب الآهات والويلات، وبعينها نرى النجاح والاقدام. يعد دور المرأة في المجتمع كبيرا جدا وذا أثر بالغ الوضوح، كما ان دورها حساس جدا، وإن تحييد دورها وابتذالها، واستغلال قدراتها واستنزافها، يقود لضياع المجتمعات وتشتتها وهدم الاسر وتقويض بنائها، ودورها في مساندة الرَّجل وهو من أدوار المرأة الكبيرة، ذلك الوجه المبتسم رغم مصاعب الحياة وشدائدها، حتى تهون عليه كل هم كبير، فيسير مركب الحياة بيسر وسهولة، في بحار الهموم والمحن. وفِي صعوبة تلك اللحظات يجدها واقفة لمساندته ومؤازرته. وتعتبر الجناح الآخر للوطن، وبدورها تكتمل جميع الأدوار المجتمعية، وقضية مشاركة المرأة في صياغة القرار الوطني هي قضية مجتمعية، تحتاج إلى وعي جميع أفراد المجتمع، ويعتقد البعض أن هذه القضية هي قضية تخص النساء فقط، إلا أن الصحيح هي قضية جميع أفراد المجتمع، فمشاركة المرأة السياسية هي مسؤولية جميع أفراد المجتمع وليست من مسؤولية المرأة، فالمرأة قادرة على هذه المشاركة وبفعالية وحضور كبيرين. ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية من أهم عناصر العملية الديمقراطية في اي مجتمع، وهي إنعكاس لطبيعة ذلك المجمتع وحجم الوعي فيه، وعليه فإن ضعف الآليات والعادات المجتمعية، تساهم الى حد كبير في تهميش مشاركة المرأة السياسية، كما تقاس درجة نمو وتطور المجتمعات بمقدار قدرتها على دمج النساء في قضايا المجتمع العامة والخاصة، وتعزيز القدرة على المساهمة في العملية التنموية فيه، والمشاركة السياسية للمرأة تحقق لها تكافؤ الفرص والعدالة بينها وبين الرجل، سياسياً واقتصادياً واجتماعيا، و تعمل على تغيير الثقافة المجتمعية حيال هذه المشاركة كالعادات والتقاليد المجتمعية خاصة تلك التي تهتم بالذكور أكثر من الإناث. لايتحقق ذلك الا بوجود قانون فعلي يحمي المرأة من أشكال العنف ويعتبره جرما يعاقب عليه، وتتحمل المؤسسات الحكومية والمدنية والاعلامية الحملات التثقيفية والتنموية، في المدافعة عن حقوقها، وخصوصا المرأة الريفية التي تتعرض للعنف المضاعف ولاتعرف حقوقها واستحقاقاتها، مع تبني سياسية محو الامية وخفض مستوى البطالة للمرأة، لزيادة فرصها ثقافيا وعلميا وسياسيا.
أقرأ ايضاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)