حجم النص
عدوية الهلالي في مسرحية (ثأر الله...الحسين ثائراً) للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، عبارات مازالت تصرخ فينا كلما واجهنا الظلم او القهر..يقول الشرقاوي:" ما شرف الرجل سوى كلمة..الكلمة نور..وبعض الكلمات قبور..بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم فيها الليل..الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي..الكلمة نور، ودليل تتبعه الأمة..الكلمة زلزت الظالم..الكلمة حزب الحرية..إن الكلمة مسؤولية ".... هذه الكلمة التي أطلقها صحفي من محافظة كربلاء عملا بكونها مسؤولية، يبدو انها زلزت الظالم..وهكذا وجد الصحفي نفسه متهما ومحكوما عليه بدفع غرامة قدرها مليار دينار لمجلس محافظة كربلاء، فقد سمح لنفسه ان ينتقد المجلس (الموقر) عبر مواقع التواصل الاجتماعي..فهل كانت الكلمات التي كتبها الصحفي جمال الدين الشهرستاني هي القبور التي تحدَّث عنها الشرقاوي في مسرحيته الشهيرة ؟ اذ يبدو ان الشهرستاني حفر قبره بكلماته وبات عليه ان يدفع ثمن شرف الكلمة، فقد اخطأ كما يبدو حين آمن بأن الرجل ماهو الا كلمة!! صباح اليوم..الثلاثاء، يُفترض ان تنطلق تظاهرة في كربلاء ضد مجلس المحافظة تنديدا بالقرارات التي اتخذها ضد الشهرستاني وهو ما اتفق على تنفيذه نخبة من الصحفيين في المحافظة وبمشاركة عدد من الشخصيات من كافة المحافظات لاعتبارها قرار تغريم الصحفي غريباً وفيه الكثير من التجاوز على حرية الرأي التي كفلها الدستور، اذ يرى الصحفيون ان هذا القرار يمثل خطوة نحو الدكتاتورية بشكلها الجديد.. قبل أشهر، رفع محافظ ذي قار دعوى قضائية ضد مواطن انتقد سوء الخدمات على مواقع التواصل الاجتماعي مطالباً إياه بدفع تعويض معنوي قدره مليار دينار، مايعني ان الشهرستاني ليس أول من سقط ضحية للكلمة!! بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري كما يقول الشرقاوي في مسرحيته، فلماذا لا يمكن ان يعتصم بها المواطنون في العراق ؟ لماذا لا ترفعهم الكلمات الى القلاع الشامخة، بل تهبط بهم الى وديان سحيقة ؟ وكيف ستتبع الأمة دليل الكلمة ومن يقود تلك الأمة يهين الكلمة ويجردها من شرفها ويجعلها سلعة تباع في المحاكم مقابل ملايين الدنانير، أما قائل هذه الكلمة فسيكون مطالبا بالصمت الأبدي والتنصل عن مسؤولية الكلمة او يصبح متهماً ومداناً ومحكوماً عليه ؟ هل زلزت الكلمة الظالم ؟ لابد انها فعلت ذلك لأنها نكأت الجرح بذكر الحقيقة..فلو كان اداء المجلس نزيهاً ولا غبار عليه فلن تزلزله كلمة بل سيشهد المواطنون بافتراء تلك الكلمة، لكن المواطنين أغلبية صامتة وأصحاب الكلمة من الصحفيين اصوات هادرة، لأجل هذا يقعون غالبا ضحايا لكلماتهم...لإحساسهم بالمسؤولية وبشرف الكلمة وينبغي عليهم وقتها دفع الثمن.. سنكون مع جمال الشهرستاني..باصواتنا ان لم يكن بوجودنا في محافظة كربلاء فهو لم يكن الأول ولن يكون الأخير وعلينا ان نُوقف نحر الكلمة!!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً