حجم النص
بقلم:نورا المرشدي سقط زين العابدين بن علي في تونس، وكرت المسبحة، فسقط مبارك في مصر، ثم القذافي في ليبيا، وعلي عبدالله صالح في اليمن، وتوالت الخيبات العربية تحت مسمى الربيع المراقب من دوائر الموساد الصهيوني والدوائر الغربية الفاعلة، وقتل مئات آلاف السوريين الذين تحملوا الموت من أجل أمريكية لسواد عيون إسرائيل التي التي تنتظر خراب ماحولها لتعلن قيامة إسرائيل الكبرى والقدس كعاصمة أبدية لكيانها الغاصب الذي يعتاش على عذابات شعب فلسطين الصابر الصامد المضحي والمقاوم منذ 1948 وحتى اليوم والى ماشاء الله من الدنيا. في تونس هب الشعب المحروم لنيل حقوقه وذهب بن علي لكن ماحدث كان صادما فقد تردى الإقتصاد، وبدأ النزاع بين التيار الديني والعمالي، وصعد نجم التطرف، وصارت تونس تتصدر قائمة الدول العربية والإسلامية برغم صغرها لافي السياحة، ولافي تصدير البلح اللذيذ، ولافي عدد الحسناوات على شواطيء المتوسط، بل بعدد الجهاديين الذين يعبرون الى ليبيا، ويسافرون الى العراق وسوريا ليفجروا أنفسهم على الآمنين والأبرياء، أو ليقاتلوا ضمن صفوف التكفيريين في جبهات مفتوحة، وبتمويل من دول معروفة لديها هدف لاتحيد عنه مادام المال يجري كالسيل، ومادامت نوايا الشر ترتع في النفوس، ومادامت إسرائيل راضية عن الحكام الذين تبنوا مشروع تدمير دول الحضارة القديمة في مصر وسوريا واليمن والعراق. الربيع العربي تحول الى كابوس، وصارت القيم العربية الأصيلة في مهب الريح، وعادت بعض الدول الى إنتاج النظام القديم لتلافي الكارثة كمصر التي إنقلبت على الإخوان ونصبت الجنرال عبد الفتاح السيسي ليكون زعيما لدولة محاطة بالعقارب، وفيها أكبر جزيرة حاضنة للإرهاب هي سيناء التي لايتردد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في التصريح بأنها وطن الفلسطينيين البديل، وهو يدرك أن الجماعات الدينية المتشددة تتخذ منها مكانا ملائما لتفجير الأوضاع في بلاد النيل، ولتعبر منها الى دول أخرى بهدف نشر المزيد من الخراب. الربيع العربي في حقيقته هو خطة صهيونية لتفتيت الدول العربية التي تهدد الكيان الصهيوني ومستقبل الدولة العبرية وقد صارت آثار الربيع والحروب التي إندلعت في الخليج وسوريا وسيلة ناجعة للحفاظ على أمن إسرائيل، وقد تم إستهداف الدول التي يعتقد أنها تمثل خطرا على إسرائيل بالذات كمصر والعراق وسوريا التي تحتفظ بأقوى ثلاثة جيوش عربية يمكن لها أن تشارك في أي حرب محتملة ضد الكيان الصهيوني. هو ربيع أفاع متنقلة تنساب بين الأزقة والحارات والدروب الضيقة، وتغادر جحورها وهي تترقب ضحية صغيرة لتبتلعها بهدوء.
أقرأ ايضاً
- احتفال بيوم الربيع بدأ من العراق واعتمدته الأمم الأخرى رأساً لسنتها الشمسية؟
- الربيع العراقي يصنع الحكم الرشيد
- الربيع العربي بنسخته الثانية