حجم النص
سامي جواد كاظم اسوء حالة يصلها الانسان عندما لا يهتم لكلمة قالها او سمعها وفي كلتا الحالتين فان المجتمع ينحدر نحو هاوية مفرغة من الاخلاق واذا افرغ من الاخلاق افرغ من الاحساس والمشاعر. كلمة المسلمين ما عاد لها تاثير في العالم سوى كلمة الجهاد والتي هي اصبحت الوجه الحقيقي للارهاب فانها الكلمة التي تؤخذ بالحسبان من قبل الامريكان للرد عليها وعلى مصادرها ومن يؤمن بها، ولكن كلمة الاهانة والاجرام يرد عليها بكلمة الاستنكار وطأطأت الراس والخذلان، كلمة العرب اصبحت اضحوكة ومهزلة لاسيما عندما يتقاذف بها حكام العرب فيما بينهم فالشتائم امر ميسور والاتهامات دائما لها الحضور الا التسامح امر محظور. واسوء كلمة هي تلك التي تصدر من السياسي ومشايخ اخر زمان ممن تلبسوا بلباس الدين، بل ان مسامع العرب لكثرة سماعها اقبح الكلمات ما عادت تهتم لها وكانها تطبق المثل القائل كثرة المساس يعدم الاحساس. يقال ان الكلمة كالسيف وتاخذ صداها اكثر من السلاح هذا صحيح عندما يكون للسامع ضمير فكيف اذا به اصبح اسوء من الحمير؟ العرب يعيشون حالة من الضياع انشغلوا بالسنة والشيعة وتركوا قضيتهم فلسطين، اصبحوا اسودا امام شعوبهم وفئران امام اعدائهم، بل اننا تعودنا على احياء ذكر ما نتلقى من مؤامرات بدءا بوعد بلفور، ومرورا بانتصارات مزيفة لحروب كسبها الاعداء بالخفاء نتيجة معاهدات سرية من كامب ديفيد الى خيمة صفوان. داء العرب الان الوهابية التي اوغلت في دماء المسلمين والمسيحيين الا الصهاينة، لقد استهترت بتجاوزها على حرمة الانسان، هي ومن يدب دبيبها، ففي الوقت الذي كما قلت نحن نعيش لكي نحي الذكريات من غير عمل ففي الوقت الذي نحي الذكرى السنوية لاعدام الشهيد النمر اعدم ثلاث شبان بيد ال خليفة ليواسيهم بوحشتهم، وفي السنة الثالثة هل ننسى ام تصبح ثلاث ذكريات. من يستطيع ان يقلب اخبار الماضي ليجرد وعود الحكام الطغاة ماذا تحقق منها وماذا لم يتحقق وماذا تحقق بالعكس؟، الصحف السعودية الان لم ولن تذكر عبارة عاصفة الحزم، وبالامس اصبح في طي النسيان درع الجزيرة، لينشغلوا بسوريا، ويتستروا على جرائم ال سعود بحق اطفال اليمن. ولا اعلم لماذا اثيرت الان قضية تيران وصنافير هل شاءت المقادير ان يكون لها هذا التاثير ؟ نعم لها تاثير على اصحاب العلاقة سيما الشعب المصري الذي يدفع الثمن بسبب المتسلفين فيها يدفع الثمن ارهابيا واقتصاديا، لا لشيء لانه يقول للوهابية كلا فتوالت عليهم التفجيرات في سينائهم وكنائسهم. الكلمة التي تنطق بالامس تاخذ طريقها للنسيان بل تصبح عبء على قائلها وسامعها وحتى اختم مقالي هذا بما تنفعه الذكرى انقل لكم هذه القصة من التاريخ العراقي كان هنالك خطيب ايام الاحتلال الانكليزي للعراق يحرض الناس على مواجهة الانكليز فيخطب يوميا بهذا الامر، وبعد اكثر من شهر لم يستجب له احد فقرر ان يترك الخطابة، فجاءه الضابط الانكليزي عارضا عليه المال لكي يستمر بخطاباته التحريضية ضد الانكليز. قد يكون للكلمة بعض التاثير عند سماعها اول مرة ولكنها تفقد قيمتها بالتكرار، المسؤولون الامريكيون يقولون لا تهتموا للشعب العراقي فانه قطعت عليه الكهرباء والمواد التموينية وفجرت جوامعهم ومدارسهم واسواقهم ولم يستطيعوا طرد حكومتهم او يقاضوا من كان السبب. هكذا اصبحت لا قيمة للكلمة لا من قبل قائلها ولا من قبل سامعها