شعر:حسن كاظم الفتال
يا خافقان عن المدار توقفا *** ولترتدِ شمس النهار تكسفا
والراسياتِ تدكدك ليصيبُها ** لتميد أو عن سهلها كي تزحفا
والدمع فلتذرفه كل سحابة *** مرت. على غيب البدور تأسفا
إذ أن شمسا بالطفوف تضمخت ** بدم وصارت للتوهج منزفا
شمس تجلى الحق في إشراقها *** والحق إن يعتل فهي له شفا
شمس تسامت في سماء محمد *** ومحمد إلا احتضانَ شعاعها لن يألفا
والمصطفى كي يبدي عظم مقامه *** ثقلين فيكم صاح صرت مخلفا
هو ذا حسين السبط توأم جده ** هل خلت جدا توأمٌ له يصطفى ؟
إلا رسولَ الله خص بها وإذ ** نادى حسين مني كم بها أردفا
فهل الحسين سوى مباهج آية *** جبريل خط بها بوحي أحرفا ؟
هو للنجاة سفينة وشراعها الـ ** رحمات إن سارت فلن تتوقفا
الموج لجي إذا مرت به *** يغدو بإبراق الهدى متلصفا
هو واحد الثقلين وارد حوضها ** وغدا إلى الحسنات أبهى مقتفى
هو مصحف بدم الجهاد تنزلا *** أنعم بمن بالدم أنزل مصحفا
إن رتلته من الزمان مراحلُ ** سيزيدها فخرا وتلقى تشرفا
رامت أكف الجهل أن تغتاله *** مدت دجى وتعتما كي يزحفا
نحو التماع نازف من فجره *** كي بدره من غيض طعن يكسفا
ما الطعن إلا للكتاب وقدسه ** طعنوه كي يغدو الكتابُ محرفا
ريا غدا للمونقات فاينعت ** ولقى به ظمأ التصبر مرشفا
للطهر صار رداؤه وسواه كم *** بالمدلهمات اكتسى وتلحفا
ما صبره إلا وليد تصبر ** للمرتضى في الدار ساعة كتفا
استل يوم الطف وهج عقيدة ** ولصونها قد سل سيفا مرهفا
وبه الصوارم إذ أحاطت لم يجد ** إلا حسامه في حصاد مسرفا
زمرا غدا يحدوهمو نحو الفنا ** فمضوا وظل مع الدهور مشرفا
تعسا لأسياف أضر بها الظما ** فرأت لأن من نحره تترشفا
اشتبكت عليه سيوفهم في حقدها ** طعنوه حتى السيف صاح بهم كفى
كالنجم حين هوى تشطر نوره ** وله الثرى حتى ينار تلقفا
سُحبُ الطفوفِ على ترمله انحنت ** احتضنته حتى تستزيد تعطفا
هو أصل غيث السحب بل هو فيضها *** هو ري أرض الطف إن ريٌ جفا
ونعت ملائكة السماء هويه ** وبكته إذ نادت عليه تأسفا
يا حاملا رأس الحسين على القنا*** تبا فأنت رفعت رأس المصطفى
بل ذاك عرش الله تحمل نوره *** وطعنت دينا قيما متشرفا
هلا علمت بأن رب الكون ذا *** من نور هذا الرأس أنزل مصحفا
هو قدس وجه الله وهو شعاعه *** وعلى جبينه ألف بدر قد غفا
لما تلا الآيات نحره نازفا *** غير القداسة والتقى لن ينزفا
ما رتل القرآن وهو حليفه ** بل إنما القرآن فيه قد احتفى
وتلاه مكلوم الجلال وجرحه *** من نزف ترتيل الحسين لقد شفا
اغتيل التقى والعدل واغتيل الهدى *** في قتله اقرأ على الدنيا العفا
ما حز نحره من قفاه ليرتمي ** بل إنما القرآن حز من القفا
شعر:هذا على فقد الحسين أنيني
كلمات مفتاحية
تعليقاتكم والموضوعات الأكثر تداولاً
أكثر المواضيع قراءة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!