حجم النص
بقلم جسام محمد السعيدي أثار ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش ذاكرتي السياسية فيما يخص سلسلة خطب الاصلاح الصادرة من المرجعية الدينية العليا خلال ستة أشهر، قبل يأس المرجعية من تنفيذها من قبل السياسيين، واكتفائها بنصائح أمير المؤمنين لولاته في مجال الحكم والإدارة والتقويم في 5/2/2016م. يان كوبيش وعقب لقاءه المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني اليوم 30/5/2016م، أكد جملة من الأمور الهامة. http://www.non14.net/72282/ وهنا لا بأس أن نلقي نظرة على أهم مجريات هذا اللقاء، مما يحتاج إلى تسليط ضوء على كلام سماحته، باسترجاعنا لكلامه في خطب معركة الاصلاح المذكورة آنفاً: 1. قول سماحته لممثل الأمين العام للأمم المتحدة " ان المرجعية ستتدخل بقوة في العملية السياسية عند الضرورة " فيه أمرين: الأمر الأول: أن الضرورة الخالية من سوء العواقب، والإيجابيات التي تخلو من مخاطر تهدد: أ. وجود العراق كبلد. ب. حفظ دماء العراقيين ووحدتهم كشعب. ت. جمهورية العراق ككيان سياسي ودولة مستقلة. هذه الضرورة لم تحن بعد وفق حسابات الحكمة والعقل والشرع، ويؤكد ذلك قول (كوبيش): " سماحة السيد والمرجعيات الدينية يراقب الوضع العراقي باهتمام، كما يأسفون لما وصل اليه الوضع في العراق، وانهم يتدخلون اذا وجدت ضرورة لذلك، وما أخذته من هذا اللقاء ان المرجعية تهتم بما يجري في البلاد وانها ستتدخل اذا دعت الضرورة لذلك ". وهو ما بيّناه في مقالنا التفصيلي: إجابات لتساؤلات مشروعة حول الوضع الراهن www.facebook.com/photo.php?fbid=1201552899857645&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater الأمر الثاني: إن نتائج الإصلاح يجب أن تحسم لمصلحة هذا الشعب في النهاية، شاء السياسيون أم أبوا، ولكن لا وفقاً للتصرفات الحمقى والاستعجال والهوى، بل وفق الحكمة والنظر في عواقب الأمور، وهو تصديق لما قلناه في الموضوع السابق، والتحليلات السابقة على خطبها التالية: أ. المرجعية تعلنها حرباً...معركة الاصلاحات مصطلح جديد يزين ساحتنا السياسية وتؤكد: لاخيار أمامنا أما النجاح فيها او النجاح www.facebook.com/photo.php?fbid=1040688775944059&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627258.&type=3&theater ب. ما هو "الحكم الرشيد" للعراق الذي تنبأت به المرجعية الدينية العليا في خطبتها؟ وهل هو قريب؟ www.facebook.com/photo.php?fbid=1098310110181925&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater ت. هل قرعت المرجعية الدينية العليا جرس الإنذار الأخير للحكومة العراقية؟! www.facebook.com/photo.php?fbid=1113655798647356&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater ج. قراءة في خطبة المرجعية: هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟! وبدأت بوادر الحكم الرشيد؟! www.facebook.com/photo.php?fbid=1121864951159774&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater د. محطات هامة وتوقعات خطرة حصلت في عامي 2014 و2015... فإلى أين المنتهى في 2016؟! www.facebook.com/photo.php?fbid=1103186736360929&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater 2. قول سماحته أعلاه يؤشر إلى أن الهدوء الحالي الذي بدأ في 5/2/2016م، والذي وضعت له شرطاً لبقائه في خطبتها ذلك اليوم، ليس دائمياً كما ذكرت هي، وأنها مُطّلعة وغير غائبة عن الساحة، وتراقب وتحلل وتدرس، وتتغافل عن لوم من لا يعلم، ومن يجهل كيان المرجعية وستراتيجيات الحل والعقد فيها، ويُلقي التـُهم عليها جُزافاً، ومن يُهرّج ويجعجع من هنا أو هناك، وقد حللنا تلك الخطبة تحت عنوان: المرجعيّةُ الدينيةُ العُليا تقرر عدم جعل الخطبة الثانية اسبوعية لأول مرة منذ بدئها قبل 12 عاماً.. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟! www.facebook.com/photo.php?fbid=1129688133710789&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627253.&type=3&theater 3.. قول ممثل الأمين العام للأمم المتحدة " فمن الواضح ان سماحة السيد يأسف لما آل اليه المشروع الاصلاحي في البلاد، والذي كان يأمل ان يحسن الوضع في العراق، وان تقوم القوى السياسية بنبذ الفرقة والتشرذم والعمل على تلبية احتياجات الناس " يؤكد ما يلي: ان المرجعية كانت دائما تدعو للاصلاح بوضع خططٍ لتنفيذه، ولا تكتفي بالتنظير الذي لا يسمن من جوع، وبالصياح والوعيد الفارغين، ومن نماذجه خطبتها في 28/8/2015م التي أوضحت فيها ان: المرجعية الدينية العليا: تفهم مطالب الشعب = نجاح معركة الاصلاح وتحذر من افراغ العراق من كفاءاته بسبب ظاهرة الهجرة المتزايدة.. وتقترح على الحكومة الحلول www.facebook.com/photo.php?fbid=1045555362124067&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627258.&type=3&theater وخطبتها في 11/9/2015م التي اقترحت فيها حزمة اصلاحات في الاقتصاد والتربية والتعليم العالي. www.facebook.com/photo.php?fbid=1054335381246065&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464627258.&type=3&size=1024%2C682 4. قول ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق "مرة اخرى تشرفت بلقاء سماحة السيد وهي المرة الثالثة التي التقي معه، واؤكد له وللشعب العراقي ان الامم المتحدة ستفعل ما بوسعها، لكل ما تقدم به من توصيات لنا، في كل المجالات التي اوصى بها، لتحسين حياة الناس، وتشجيع المجتمع العراقي على العمل معا ضد داعش". قوله يُمثل إحراجاً كبيراً للساسة العراقيين ان تم تطبيقه فعلاً من قبل الأمم المتحدة، وسيجعل الأخيرة أكثر حرصاً على الالتزام بنصائح المرجعية من الحكومة العراقية، ولو ظاهرياً!!! وهو قد يعني نهاية تأريخ أولئك الساسة العراقيين في العراق، وقد يؤكد ما قالته المرجعية في خطبتها في 29/1/ 2016م وحللناها في الموضوع التالي: المرجعية الدينية العليا تـُسقط من وجوه القوى الحاكمة آخر أقنعة الوطنية وادّعائهم طاعة المرجعية!!! www.facebook.com/photo.php?fbid=1125800270766242&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464629649.&type=3&theater وفي خطبتها في 12/2/2016م وحللناها تحت عنوان: بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!! www.facebook.com/photo.php?fbid=1134248336588102&set=pb.100000088398707.-2207520000.1464629649.&type=3&size=720%2C960 5. وختم كوبيش بالقول " أوجزت لسماحة السيد نشاطات تقريرنا المؤمل تقديمه الى مجلس الأمن، وشجعني على الحديث بشكل صريح مع الاطراف المعنية سواء في مجلس الامن او المجتمع الدولي ونقل الرسائل هذه الى السلطات العراقية". وهو يُظهر أهمية كلام سماحته في المجتمع الدولي ومجلس الأمن، رغم أنه بلا جعجعة اعلامية وصراخ فارغ لغيره.. اسبوعياً أو شبه يومي. وأسفي أنه بهذه الأهمية، ولا يلقى اهتماماً بنفس القدر من أغلب الساسة العراقيين، والمصيبة أن البعض يطالب المرجعية بالتكلم معهم مرة أخرى، رغم أنها شبعت كلاماً ونُصحاً وخططاً لتقويم عملهم وعمل البلد طوال 13 سنة، وبلا فائدة. 6. قبول المرجعية الدينية العليا بلقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وإبلاغه وجهة نظرها وطرق حلها لمشاكل العراق، وقبله لقاء الأمين العام بان كي مون شخصياً قبل مدة، لهو رسالة واضحة للساسة العراقيين الذين أعرضت المرجعية عن لقائهم..ربما لأن الأمم المتحدة أطوع وأسمع للنصح منهم!!!
أقرأ ايضاً
- المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية تقدّمان تجربةً رائدةً في مجال إسكان الفقراء مجاناً
- ماذا وراء تأجيل التعديل الوزاري؟
- زيارة بهدف واحد.. ماذا يريد عراقجي من بغداد؟