حجم النص
تحقيق زهراء جبار الكناني صرخات تتعالى تطرق أبواب الحياة وتختلط معها الضحكات المستبشرة بميلاد روح الطفولة البريئة التي يستنزفها الم المرض كل أم وأب يسعون جاهدين للتربية الأفضل لأبنائهم يعقدون عليهم جل آمالهم ويشيدون صرح أحلامهم , أبناؤهم شموع اضاؤوا عالمهم يعطرونه بضحكاتهم البريئة ونغمات بكائهم وانين صرخاتهم , الى ان يصل ادراك الوالدين الى حقيقة عصيبة ومؤلمة تقتل الفرحة من على شفاههم واستبدلت أفراحهم بلوعة أحزانهم, لا ذنب لهم سوى ان الله اراد ان يصابوا بمرض سرطان الاطفال.فسعوا ذويهم في البلدان بحثا عن الأمل. رياحين والنخاع الشوكي بعدما رقدت في المستشفى أياما طوال وشخص بعض الأطباء حالة (رياحين) أنها مصابة بمرض (السحايا) التي افقدها السير وتحريك اي طرف من أطرافها ,نقلها ذويها الى طبيب أخر وبعد أجراء الفحوصات اللازمة نفى أصابتها بمرض(السحايا) مؤكدا انها مصابة بسرطان النخاع الشوكي مما سبب لها شللا رباعيا. (رياحين) التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات و خمسة أشهر تحدثت امها ودموعها تتبلور في عينيها: انني احلم , نعم انا احلم وسأستفيق قريبا. لن تتعاطى ابنتي جرعات الكيميائي لانها بخير غرقت بدموعها ثم قالت: نصحنا الطبيب بنقلها الى بغداد للتداخل الجراحي ولم يتمكن الطبيب من استئصال الورم واكتفى بأخذ (عينة) للكشف ان كانت الكتلة حميدة او خبيثة , وذلك حفاظا على حياتها , وأي حياة لها وهي تذبل امام عيني لا تعدو ولا تلاعب الأطفال بعدما أرقدها المرض في الفراش , وتتابع ام رياحين ان رياحين لم تستجب للعلاج ومازالت على وضعها لم تحرك ساكنا , وبما أنها لا تتكلم فقد زادت جرعات الكيميائي حدة في طباعها فهي لا تنفك عن البكاء مما يزيد الحزن في قلبي , ومازلت احلم ان أراها تقف على قدميها فربما يكتب الله لها الشفاء. العلاج في لبنان رحلة مصطفى العلاجية لا يختلف عن ريحان، حيث حدثتنا امه (ام فاطمة): ابني مصطفى لم يكمل التسع سنوات بدأت عليه علامات الخمول بشكل ملحوظ مع ارتفاع درجة حرارته مما ثار ريبة والده بخموله المفاجئ وتوعكه الصحي, عرضناه على الطبيب المختص الذي اكد انه مصاب بسرطان الغدد اللمفاوية أحاله الى المختبر لأخذ عينة و بعد اخذ العينة تعرض لنزف داخلي مما تسبب بتدهور وضعه الصحي . واصلت ام فاطمة: لم يكن لدينا الإمكانيات الكافية , فعمد ابو مصطفى لجمع المال ببيع بعض ممتلكاتنا وسافرنا الى لبنان حيث التقينا بالطبيب حسن خليفة اختصاص الأورام السرطانية للأطفال في مستشفى الجامعة الأمريكية وبما ان المستشفى كانت باهظة الثمن لم نكن نملك المال الكافي للمكوث بها وتعاطفا مع وضعنا المادي نصحنا الطبيب بنقل مصطفى الى مستشفى(بهمن).واول مرحلة للعلاج ابتدأ بها الطبيب هو العلاج الكيميائي ,ولان مصطفى لم يصل الى مراحل متقدمة بالمرض رفض طبيبه رفضا قاطعا التداخل الجراحي اي الاستئصال خوفا من انتشار المرض بسرعة فائقة و كان مصطفى يحمل ثلاث كتل في الرقبة والصدر و في البطن وكانت اكبر واخطر لانها تسببت بنزف داخلي وحجمها 15 سم. كلفتنا الجرعة الواحدة انذاك بين300 الى400 دولار مع تلقيه حقن لرفع المناعة. واكدت ام مصطفى استجابته للعلاج الكيميائي حتى ماتت جميع الخلايا السرطانية تماما ولكنه تعرض للكثير من المضاعفات. وعندما انتهينا من العلاج كان قد انتشر فايروس انفلونزا الخنازير في ذلك الوقت ولان مصطفى كان لدية نقص بالمناعة أصيب بالعدوة وسرعان ما نقلناه الى المستشفى لمكافحة الفايروس قبل ان يسبب له اثارا جانبية اخرى وكانت الجرعة المضادة للفايروس تكلفنا 70 دولارا وتم حجزه في غرفة لوحدة لمدة شهر وهذا ما سبب لنا التأخير بفترة علاجه ومكوثنا في بيروت مدة سنة 0بعدها عدنا الى العراق وقد تأزم وضع مصطفى النفسي اكثر و اصبح اكثر عدوانية و عصبية ,حتى ان والد مصطفى تعاطف معه وقام بحلق شعره تضامنا معه حتى لا يتأزم نفسيا, وما قاله لنا الطبيب اذا مرت خمس سنوات ولم يتعرض مصطفى لاي مضاعفات او انتكاس تعتبر هذه مرحلة شفاء كاملة وبأنه تجاوز مرحلة الخطر , اصبح عمر مصطفى الان 16 سنة ولم يتعرض لأي مضاعفات احمد الله لتماثله للشفاء. العلاج في الهند ام زينب والدة زيد حيدر الذي يبلغ من العمر 12 سنة أصابه انتفاخ في البطن وبعد عرضه على الطبيب اكد بأنه مصاب بسرطان المعدة ولشدة خوفنا عليه لم نتقبل فكرة علاجه هنا فسارعنا الى السفر للهند لمعالجته وقد مضى اكثر من سنة ونحن نباشر بالعلاج ولا يوجد اي تحسن بوضعه وما زاد على ابني وضعه النفسي فهو اصبح يتضايق بمجرد سؤاله كيف حالك يجيب بغضب وعصبيه ليعزل نفسه في غرفة لوحدة ويرفض رفضا قاطعا التواصل معنا رغم اننا نحاول جاهدين الى ان لا يشعر بشي من النقص او حتى الشفقة وواصلت ام زينب لقد عاودنا لمراجعة الطبيب في الهند لمواصلة العلاج وانفقنا مبالغ طائلة لكن دون جدوى مازال زيد على وضعه بعدم تقبل الطعام وتساقط شعره وحتى نحول جسمه وانعزاله عن المجتمع وما يحزنني هو ليس لدي ما اقدمه له سوى الدعاء اسأل الله ان يكتب له الشفاء. مركز الحسين لعلاج الاورام اختصاصي الأورام السرطانية الدكتور أسامة احمد هادي من مركز الحسين للأورام قال أن السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض التي يمكنها ان تصيب كل أجزاء الجسم ويشار الى تلك الأمراض أيضا بالأورام ومن السمات التي تطبع السرطان التولد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار الى أعضاء أخرى ويطلق على تلك الظاهرة (النقلة) وأضاف ان أكثر السرطانات انتشارا لدى الأطفال سرطان الدم الحاد (اللوكيميا) وسرطان العقد اللمفاوية وأورام الدماغ وأورام العضلي المخطط وأورام العظم وتكون نسبة الشفاء 70% لدى المصاب بسرطان الدم والعقد اللمفاوية اما السرطانات الأخرى فيمكن ان تستمر فترة العلاج لمدة ثلاث سنوات ليتماثل للشفاء. المراحل الاولى وأوضح أسامة ان سبب الإصابة بهذا المرض غير معروفة لحد الان وان سرطان الدم يسهل الكشف عنه من خلال تعرض الطفل المصاب بفقر دم والتهابات متكررة او نزفا غير طبيعي او كدمات نادرة او وجود كتلة صلبة كعلامة اولية للمرض او يصاب بصداع متكرر وغثيان عند الاستيقاظ من النوم وضعفا عاما ومشاكل في الرؤية بينما تتورم الغدد اللمفاوية عند الاصابة بسرطان الجهاز اللمفاوي , واول مراحل العلاج لدى الطفل المصاب هو الفحص السريري بفحص جسم المريض بالبحث عن كتلة او تغيرات في لون الجلد او زيادة في الحجم تدل على حدوث سرطان الطفولة ثم اخذ عينة للكشف وايضا اشعة العظم والتصوير بالرنين المغناطيسي والاشعة المقطعية او اخذ عينة من جسم المريض (الخزعة) وهي تعتمد على نوع السرطان وموقعه في الجسم , واكد الدكتور اسامة ان استئصال الورم لا يزيد من انتشار المرض بل يساعد على تسريع مرحلة العلاج فمن بعد الفحص السريري ومراحل المختبر ان كانت الكتلة حميدة ويمكن استئصالها يخضع المريض للأستئصال ليواصل بعدها مراحل العلاج الكيميائي وان احتاج الى الاشعاعي ايضا , واضاف ان سرطان العقد العصبية تصل نسبة شفائه 5% اما بالنسبة للعلاج بزراعة خلايا الجذع فلم تطبق لحد الان في العراق لعدم توفر الاجهزة وقد اجريت ببغداد عملية زرع النخاع الذاتي أي من الشخص المصاب نفسه وليس من متبرع , وواصل حديثه ان اكثر ما نعانيه هو عدم توفر الادوية فنسعى جاهدين لتوفير العلاج الكافي للمرض في المركز من خلال تواصلنا مع بقية المحافظات كافة ليتم تزويدنا بالنقص ان وجد لنوفر للمريض العلاج , وهناك متبرعين يقومون بشراء العلاج من مذاخر خاصة تسمى بالأدوية المفحوصة لنواصل مراحل العلاج مع مساندة الصحة فهي تنسق مع الوزارة للمتابعة , واكد ان المركز يستقبل المرضى من عدة محافظات فألاعداد تتزايد بشكل ملحوظ , ولحد الان استقبل المركز من محافظة الناصرية والسماوة والديوانية والنجف والحلة وبغداد اضافة الى مدينة كربلاء واضاف ايضا نحن نسعى الى تطوير المركز لجعله مركزا اختصاصا ومركز دراسات للطلبة يمكن للطلاب متابعة الابحاث والدروس من خلاله اما بالنسبة للممرضين الذين يتم احالتهم الى المركز فنحن نسعى الى تدريبهم على كيفية معالجة المرضى وقد خصصنا قاعة تدريبية لهذا الامر , واكد ايضا ان متابعة الاهل لحالة مريضهم ضرورية جدا فعمدت على تكوين مجاميع بين الاهالي لمآزرة بعضهم خصوصا بالوضع النفسي , لذوي المريض قبل المريض نفسه , وايضا لتعكس خبراتهم , من خلال التجربة المسبقة وهذا ما نسميه بالمساندة وخصوصا ان لسرطان الاطفال اعراضا جانبية تؤثر على نفسية الطفل وله اثار جانبية مثل فقدان الشعر وفقدان الشهية وحتى يكون اكثر عصبية وعرضة للعدوى من غير الغثيان والقيء ويمكن حتى ظهور تقرحات في الفم ويمكن التعرض لتلف الجلد خاصة لمن تعرض للأشعاع مما يؤثر على حالة المريض وأهله فمن المهم ان يتعرف الوالدان على حالة الطفل المصاب ومدى خطورته وكيفية التعامل معه واهمية الانضباط في مواعيد الزيارة واخذ الادوية واللجوء للطبيب المختص عند الضرورة كما يمكن شرح الحالة للطفل بصورة مبسطة مع تشجيعه على ممارسة الانشطة المحببة التي تخفف من قلقه وعصبيته.
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)