حجم النص
بقلم:حميد الهلابي فاقد الشيئ لايعطيه مقولة تجد لها تطبيقا حيا في عراق اليوم... فلا ينتظر البعض معجزة بأن يتغير من أدمن السرقة.. واستساغ طعم الفساد أن يتحلى فجأة بالشرف ولو للحظة. فبعد الفاقة والجوع أضحى متخما بالثراء.. وبعد التهميش والذل اصبح آمرا ويملك السلطة , وبعد العزلة والنسيان اخذ يتحكم بكتلة ونواب ولديه مليشيا...فأي شعب سيخشون ؟ ولأي مرجعية سيصغون ؟ ولأي خلق سينصاعون ؟.. لقد انتهت اللعبة فلم يعد احد يصدق أدعاء الكتل الحاكمة انهم يمثلون طائفة او مذهب او مكون..أو يبنون بلد أو انهم جاءوا ولديهم مشروع بناء او أعمار... بل لديهم ياسادة لجان اقتصادية تابعة لكل حزب وكتلة، تعقد الصفقات لمن يدفع لها ــ وتفرض نسبة مئوية على وزرائها في كل مشروع.. لا أحد لم يسمع عن مزاد الوزارات في الأردن.. اليس لكل كتلة مصرف وهمي لمزاد الدولار, لذا يستمر المزاد رغم كل التحذيرات والصرخات والنداءات بأيقاف المهزلة.. اليوم نحن نبيع بترول ب60 مليون يوميا او اقل ونبيع دولار بالمزاد 200مليون لهولاء.. لكل حزب وكتلة مجموعة شركات وهمية تقدم فواتير شراء وهمية.. لقد أغتصبت هذه الكتل الغازية عشرات بل مئات العقارات بأبخس الأثمان..لمن الجادرية والكرادة والمنصور والخضراء ومطار المثنى ومزارع الطريق السريع وبساتين الشالجية وفي كل محافظة المئات...الأن لكل حزب ميلشيا رسمية لأغراض انتخابية بل الان شكلت عشرات الفرق والألوية الوهمية لكل مسؤول منها...لكل حزب مجموعة من الفاسدين لم يتغيروا مهما فعلتم وهم اخطبوط في كل وزارة... اذرع الفاشلين والمزورين مازالت موجودة.. تساؤل بسيط اليس من المنطق ان يستدعي رئيس الوزراء خبراء وعلماء العراق بالخارج لكي يجدون له حلا منطقيا للكارثة الاقتصادية ويسند الوزارات الأن للخبراء والعلماء وليس لسماسرة الأحزاب والذين لم يقدموا غير الفشل ؟.. أليس هذا ماتعمل به كل دول العالم ؟.. لن يجتاز العبادي هذه الأزمة بهولاء الوزراء ووكلائهم ومجموعة المستشارين الذين فشلوا في مجلس النواب او في وزاراتهم فجاءوا بهم ليجهزوا على البلد.... هل من المعقول ان كل من يفشل في الانتخابات من الاحزاب يعود لنا رئيس هيئة مستقلة ؟.. فيزداد فشل هذه الهيئات.. هي البلد منحة وهبة للفاشلين ؟.. هولاء مهما جملوا انفسهم مهما غالوا في تصريحاتهم وادعوا الحرص على مذهب او طائفة او قومية فهم دجالون وليس ألا مشعلوا حرائق.. من لم يعلن امام الشعب اسماء الفاسدين السابقين واللاحقين ومن اوصلنا لهذا الحال فهو فاسد. هولاء لن يصونوا ارض ولن يحموا عرض بل سلموا العراق لداعش وبعدها سيتركوه خرابا ونهبا للعصابات..
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم