- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أيها الأمير.. أنت أمير فعلاً!!
حجم النص
فالح حسون الدراجي سألني شقيقي عن أهم النقاط التي لفتت نظري في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت يوم الجمعة الماضية.. فقلت له هناك أكثر من أمر لفت نظري في هذا الحادثة.. ولكني أردت أن أسألك أنت أولاً عما لفت نظرك فيها؟ فقال: أظن أن حقارة، وحقد (الكلب) الذي فجر نفسه في مسجد الصادق كانا أكثر الأمور التي لفتت إنتباهي..!! قلت له: لِمَ ذلك، وبماذا يختلف هذا المجرم في حقده، عن غيره من رفاقه المجرمين.. هل كنت تظن مثلاً، أن فيهم عنصراً حقيراً، وآخر طيباً، أو قد تظن أن بينهم مجموعة حاقدة جداً، وأخرى حاقدة (نص ستاو)؟! لا يا أخي لا.. فأنا لا أريدك أن تظن مثل هذا الظن الخاطئ، فكلهم قتلة، وسفلة، ومجرمون، وحاقدون بإمتياز.. ولا فرق بين واحد وآخر بتاتا. (فالكلب) الذي فجر جسده النتن في مسجد الإمام الصادق بالكويت، لا يختلف عن (الكلب) الذي فجر نفسه في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في منطقة القطيف في السعودية، ولايختلف عن (الكلب) الذي فجر نفسه في مسجد (شيعي) بمدينة بيشاور الباكستانية، ولا يختلف عن أي مجرم آخر وهب نفسه الظالمة للشر ففجر جسده في مسجد من مساجد العراق، او سوريا، او اليمن أو غيرها من البلدان التي تضم الشيعة المظلومين.. قال: لكني وجدت في هذا (الكلب) حقداً فائقاً، ومميزاً!! قلت: كيف؟ قال: اولاً، انه إنتظر لحظة سجود المصلين في السيارة التي كانت تقله في باب المسجد، فدخل مسرعاً حين بدأت الصلاة، وكأنه يريد اللحاق قبل بدئها، فقام بعمله التفجيري الإجرامي، وقد أختار هذه اللحظة لأنه يدرك أن في لحظة السجود يكون جميع المصلين بين يدي الله عزوجل، فلا أحد منهم يذهب هنا او هناك، ولا آخر يكون منشغلاً بأمر ما، أو ينشغل بحديث جانبي مع مصل آخر في باب المسجد، لذلك تجد جميع الموجودين في الجامع أصيبوا في هذا الحادث الجبان، زد على ذلك أن هذا الإرهابي حمل في حزامه الناسف أكبر كمية متفجرات، إذ لم يحمل حزام ناسف مثلها من قبل، إضافة الى كمية (الصچم) الهائلة التي وضعها بين المواد المتفجرة، والسبب في كل ذلك، رغبته في قتل أكبر عدد من المصلين، ألم أقل لك أنه إرهابي حاقد وحقير جداً. قلت: وماذا لفت نظرك بعد؟ قال: تلاحم الكويتيين جميعاً، ووقوفهم صفاً واحداً إزاء هذا الحادث الطائفي(يعني عكسنا بالضبط). إذ إستنكر الحادث جميع الكويتيين دون استثناء، حتى أن أبناء السنة سبقوا أبناء الشيعة في التنديد. فضلاً عن توافد كل الكويتيين الى المستشفيات للتبرع بالدم، والتحاق العاملين في المؤسسات الصحة لدوائرهم -كان ذلك يوم جمعة حيث تعطل الدوائر والمؤسسات الحكومية – والأهم من ذلك، دخول الأجهزة الأمنية على الخط فوراً.. بحيث تمكنت من إعتقال سائق السيارة التي أقلت الإرهابي، ومالك هذه السيارة، وكذلك صاحب البيت الذي آوى الإرهابي، فلحقوا بهم قبل أن يهربوا الى خارج البلاد. ناهيك عن ديناميكية ردود افعال المسؤولين في وزارة الإعلام الكويتية، حيث أصدرت الوزارة قراراً بعد ساعات قليلة أغلقت فيه قناة (وصال) الطائفية في الكويت لقيامها (بتأجيج الطائفية) في البلاد.. قلت له: وبعد؟ قال: ولم يتأخر أي نائب في مجلس الأمة، أو أي سياسي كويتي، او مسؤول حكومي، سواء اكان سنياً، أم شيعياً من زيارة موقع الحادث، والإدلاء بتصريح وطني للقنوات الفضائية، او بزيارة الجرحى في المستشفيات والبيوت، او بالمشاركة في تشييع الشهداء، يعني بالضبط شلون عدنا أسامة النجيفي وحيدر الملا وظافر العاني، وأحمد العلواني من يگعدون خطية يبچون على أخوانهم الشهداء الشيعة!! ثم إستدرك شقيقي، وقال: أگلك أبو حسون، شو خليتني أحچي بس آني.. وأنت كلشي ما گلت.. يعني معقولة كل شي ما لفت نظرك.. لو بس آني نظري اليلتفت منا ومنا؟! فضحكت وقلت له: لا طبعاً، انا أيضاً لفتت نظري نقاط عديدة، أبرزها وصول أمير الكويت الى موقع الحادث بعد بضع دقائق، وحينما حاول حمايته إبعاده عن الموقع، بإعتبار أن الموقع لم يزل خطراً، فدفعهم الأمير، وقال: (هذوله عيالي، وما يجري عليهم يجري علي)!! فقال أخي: ياسلام.. هذا الأمير.. أمير فعلاً..!! قلت له: أحسنت.. هذا أحسن وصف أطلقته بحق هذا الأمير الوطني الشريف.. قال: وبعد؟ قلت: موقف وزير الداخلية الكويتي الذي حضر الى موقع الحادث بسرعة خيالية، حتى يقال انه وصل بعد أقل من خمس دقائق على الحادث، واللافت للنظر انه جاء بدون عقال، وحين جاءه مرافقه بعقاله، وضع الوزير يده على وجهه وقال: (والله يُبه أستحي ألبس عگال بعد اللي صار) أحسنت معالي الوزير المحترم.. فهذا هو هاجس وإحساس المسؤولية الحقيقية..والسؤال: ياترى كم وزير داخلية، ودفاع عراقي، إستحى من لبس (عگاله)، رغم حدوث مئات العمليات الإرهابية الفظيعة، وسقوط آلاف الضحايا؟
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير