حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الاعلام الفاعل هو الاعلام الذي يؤثر بالمتلقي هذا تعريف اجمالي ولكن كيف يؤثر بالمتلقي؟ هل يؤثر به وفق خطط مهنية مستقلة وبارادة حرة تستمد قوتها من مبادئ المسؤول على الوسيلة الاعلامية، ام يؤثر به وفق اسلوب اخر ؟ الاسلوب الاخر هو الذي يجعله مفعول به وليس فاعل، ولربما يكون مفعول به بارادته او باغتصابه من حيث لا يشعر، ولان الطارئ والجاهل اصبح بامكانه ان يلج مجال الاعلام مع تطور وسائل الاتصال فقد انجبت هذه الظاهرة وسائل اعلام مفعول بها. فالخبر المتعلق بداعش المفروض انه ينقل من موقع الحدث، فاذا كان ذلك فهذا يعني ان هذه الوسيلة تحظى برضا داعش عنها، او ان ناقل الخبر يسرقه من مواقع اخرى وهنا تكون لنا وقفة مع هكذا اهداف. اشكالهم متعددة ولكنني اتحدث عن اتعسهم، اتعسهم الذي ليس له مراسل بل له سارق غبي يبحث في وسائل اعلام اخرى لا يعلم اتجاهاتها عن اخبار اكشن ليحصل على اكبر عدد من القراء بغض النظر عن الخبر وماهيته، واسوء وسائل الاعلام تلك المتخصصة بشؤون داعش معتقدة انها تفضح داعش امام الملا، ولكنها للاسف وسيلة اعلامية مفعول بها من قبل داعش واتباعها وفاعل بالعقول الجاهلة واما العقول المثقفة والواعية فانها تشمئز من هكذا اعلام. فما الغاية من ذكر اخبار تتعلق بتصرفات داعش؟ مثلا تعين والي، خطاب البغدادي، تصرفات داعش مع المواطنين ضمن المدن المحتلة من قبلها، واتعس ما في الاعلام المفعول به عندما ينقل صورا او افلاما فديوية عن اعدامات داعش القبيحة والتي البعض منها ممنتج بهذا الشكل القبيح، فما الغاية من عرض هكذا افلام ؟ لتقبيح صورة داعش ؟ فانها قبيحة لدى الجميع والاكثر منها قباحة الاعلام الذي يتناول هكذا اخبار. الاعلام المفعول به اعطى زخما معنويا لداعش ليكرر اعتداءاته على مدن قد لا تكون في حسابات داعش الاعتداء عليها، بل زاد في ذلك ان بعض وسائل الاعلام لا تسمي هذا الكيان الارهابي داعش بل تسميه باسمه الذي اختاره له اسياده من الصهيونية والوهابية. الوسائل الاعلام غير العراقية لاعلاقة لنا بها فانها تعمل وفق ما يملى عليها، ولكن انتم ايها العراقيون هل ترضون بهذه الثقافة الداعشية ان تتفشى بين ابناء جلدتكم بسببكم؟ مثلا نقل خبر عن الاستخبارات العالمية تحذر من داعش، تحذر من ؟ تحذر الجبناء والجهلة فلم تنشر وسائل اعلامنا هكذا خبر؟ واخر يتهم من لايروق له من المسؤولين بانه داعشي، واخر ينشر فلم فديو بكيفية تعذيب داعش لاهالي الموصل، وثالث ينشر قرارات داعش في ادارتها للمدن التي تسيطر عليها وكانها دولة لها نظامها وقانونها بدليل قراراتها التي تصدرها على المواطنين ونشرها من قبل الاعلام المفعول به يزيد من ضبابية الموقف. بل حتى عند تدمير وقتل داعش فلا يصح ابدا ذكر الاسلحة المتطورة التي بحوزة داعش وان صحت وهذا غير مستبعد بفضل السياسة الامريكية ولكن هذا الامر يجعل المتلقي يفكر من اين لداعش هكذا اسلحة؟، بل احد المتامرين او الجهلة فكر بامكانية حصول داعش على الكيمياوي وقام بنشر الخبر بعض وسائل الاعلام المفعول بها، ولا يعلم ان ما تمتلكه داعش من سلاح هو وفق مخطط سابق من قبل الاجندة التي اوجدت داعش. يا ايها الاعلام ما فائدة خبر قيام داعش بتدريب الاطفال على الاعدام ؟ ماذا جنيت من هذا ؟ هل جنيت عدد قراء اكثر ؟ ام انك تعمل وفق ما تؤمر به؟ هذه الاخبار وغيرها هي من ساعدت داعش على البقاء والا فان داعش هي اضعف من مريض مصاب بالشلل التام وفاقد للوعي، ولكن الاعلام المفعول به اعطاه حجما اكبر من حجمه، ويكفينا فخرا ان داعش اذا ما علم بان الحشد الشعبي سيقوم بالهجوم عليه فانه يسارع بتفخيخ المكان وارتداء ملابس النساء والهروب. لو ان هنالك جهة رقابية اعلامية وتوعية ثقافية لما سمح لهكذا وسائل اعلام من مزاولة العمل الاعلامي.
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني
- الاضداد والمتشابهات في فقه العقوبات