- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لنجهاد مع الحشد الشعبي باموالنا
حجم النص
بقلم |مجاهد منعثر منشد قال تعالى:ـ { لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ }, وقال جل وعلا:ـ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ , تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) صدق الله العلي العظيم قال أمير المؤمنين (عليه السلام):ـ (الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءُ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالاْسْهَابِ، وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَّصَفَ). بعد اندلاع هجوم العصابات الاجرامية الارهابية المسماة (داعش الكفر والالحاد)كانت الشرارة الاولى لمكافحة هذه العصابات الدولية هي دعوة المرجعية الدينية العليا الرشيدة سماحة الامام السيد علي الحسيني السيستاني (ادام الله ظله) باصدار فتوى (الجهاد الكفائي)...ولكن قلة التثقيف من قبل الدعاة والخطباء والكتاب لتفصيل انواع وابواب الجهاد كان سببا مسوغا لمحاولة تضعيف عزم المكلفين من الذين تم اعفائهم من الجهاد بالنفس ,فكان اكتفائهم بالاعفاء سبب عدم دعمهم للمجاهدين من المتطوعين على الجهاد الكفائي. ان الجهاد له ابواب وانواع ,فمن الانواع (الجهاد بالنفس) الذي هو اسمى واشرف نوع.و(الجهاد بالمال) الذي لايقل أهمية عن الجهاد بالنفس.وهذا هو موضوعنا. قال احد الشعراء فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العملِ ان الخاسر هومن القاعدين عن الجهاد بكافة انواعه وابوابه , فهذا ليس من المجاهدين في الحشد الشعبي , ولا من الذين يجاهدون باموالهم ,ولا من الذين يحثون على الجهاد.وبالتالي سيشمله قول الامام علي (عليه السلام) ((فَمَنْ تَرَكَهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ). وان المجاهدين في الحشد الشعبي (وفقهم الله ونصرهم وحفظهم) هؤلاء الغيارا يدافعون عن الاسلام والوطن والاعراض والاموال ,فيدافعون عن التاجر والفقير والموظف والكاسب والنساء والاطفال والمرضى وكافة فئات المجتمع ليوفروا لهم الامان وحفظ اموالهم وانفسهم. وهنالك فئات من المجتمع العراقي كما ذكرنا اعلاه تم اعفائهم منهم الموظفين والمرضى وطبعا الحديث لايشمل الفقراء الذين لايملكون قوة يومهم اما بالنسبة للمرضى الاثرياء او الشيوخ (كبار السن) الاغنياء و التجار فهم من المشمولين بالحديث. وهذا الاعقاء في دعوة (الجهاد الكفائي) للمحافظة على النظام داخل المجتمع ,وهذا لايعني بأن يكون المعفي من القاعدين كليا ولايدعم ابطال الحشد الشعبي بحجة الاعفاء. فان هذا الاعفاء فرعي لنوع من انواع الجهاد الذي هو (الجهاد بالنفس) ,ولكن هنالك نوع أخر الذي هو (الجهاد بالمال) ,فربما يحاسب المعفي على هذا النوع مما يجعله من القاعدين كليا ,وبالتالي يكون خاسرا في الدنيا والاخرة. ان (الجهاد بالمال) مقدم على (الجهاد بالنفس) كما هو واضح في الكثير من الايات الكريمة التي منها:ـ ـ (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ) الصف ,اية 11. ـ (وَالْـمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ)النساء ,اية 95. ـ (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) الانفال ,اية 72. ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) التوبة ,اية 20. وهكذا نلاحظ تقديم الاموال على الانفس , ومن جمعهما (المال والنفس) فهنيئا له المرتبة السامية عند الله سبحانه. ولنسال انفسنا لماذا هذا التقديم ,فالنفس عند كل انسان سوي افضل من المال ؟! والظاهر بان محبوب النفس ومعشوقها هو المال ,فالانسان يبذل جهود حثيثة لتحصيل المال وربما يرتكب المخاطر ويتعرض للموت. فندب الله - تعالى - محبِّيه المجاهدين في سبيله إلى بذل معشوقهم ومحبوبهم في مرضاته؛ فإن المقصود أن يكون الله هو أحب شيء إليهم، ولا يكون في الوجود شيء أحبَّ إليهم منه، فإذا بذلوا محبوبهم في حبه نقلهم إلى مرتبة أخرى أكمل منها؛ وهي بذل نفوسهم له. وان الجهاد بـ (المال) في سبيل الله تعالى يعني بانك تنفق ماتحب لتنال البر وتساوي من يجاهد مع تفاوت الدرجات. والمال فيه منافع كثيرة في الجهاد وهو أهم من الجهاد بالسلاح في بعض الاحيان ,فهو عصب الحرب والتاهب للحرب ,و هو مدد الحشد الشعبي ,فبالمال يُشتَرَى السلاح، وبالمال يجهَّز الحشد ,و يشترى به الطعام والشراب.