حجم النص
بقلم:نـــــــــــزار حيدر ادناه نص التصريح الاذاعي الذي أدليت به للتو لإذاعة حوض البحر المتوسط المغربية من الرباط حول تدمير الارهابيين للآثار في مدينة الموصل؛ انّها ليست المرّة الاولى التي يدمّر فيها الارهابيون التاريخ والحضارة والمدنية وكل ما يتعلق بالبعد الإنساني للشعوب ليُثبتوا انهم همجيّون ومتخلّفون ينتمون الى عصور التخلف والجاهلية. انّهم مغول العصر الحديث. ان شعوب العالم تفتخر بحضاراتها وتاريخها ولذلك تراها تحتفظ وتحافظ على كلّ ما يشير الى ذلك من قطع اثرية وأبنية ومخطوطات وغير ذلك، وبزيارة قصيرة لمتاحف العالم في باريس ولندن وواشنطن وغيرها من عواصم العالم سيرى المرء كيف انّ هذه الشعوب تحتفظ بأصغر قطعة اثرية قد لا يتجاوز حجمها السنتيميتر الواحد، وهذا دليل على احترام الشعوب لكل ما يتعلق بالحضارة والتاريخ والتراث الإنساني. اما الارهابيون فقد اثبتوا غير ذي مرة انهم لا يحترمون الانسان فما بالك بحضارته وتاريخه وكل ما يشير الى بصماته في صناعة الحضارة الانسانية؟. ان من يحزّ الرقاب ويحرق الضحايا ويسبي الحرائر لا يتورع عن تدمير الحجر والمدر، وكأنه ينتقم من الانسانية. انهم ينتمون الى عصور التخلف والجهل التي عاشت فيها الشعوب على الإغارات والقتل والذبح واللصوصية. كما انهم ينتمون الى الفكر التكفيري الذي يدمر كل شيء لانه لا يحب الحياة والحاضر والمستقبل فكيف يحب التاريخ والمدنية والحضارة؟! ولذلك فهم يعمدون، بعد القتل والذبح الى تدمير كل ما يتعلق بالبعد الإنساني للشعوب، ومنها الشعب العراقي الذي بنى اعظم الحضارات في التاريخ، وهذا ما يفعلونه اليوم. الامر ذاته فعله نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية والمتحالف مع الحزب الوهابي، فبعد ان بسط سيطرته على قبائل المنطقة بالغارات والقتل والذبح، عمد الى تدمير كل ما يتعلق بالحضارة الاسلامية وتراثها وتاريخها، فلم يُبقِ على اي معلم من معالم الحضارة الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولولا انه يخاف من ردة فعل المسلمين لدمر المتبقي من كل ذلك. حركة طالبان الإرهابية المتخلّفة هي الاخرى فعلت الشيء نفسه في أفغانستان إبان سيطرتها بالقتل والذبح على البلاد. ان ما يفعله الارهابيون اليوم في الموصل هو نموذج لما سيفعلونه في كلّ بلد يتمكّنون من السيطرة عليه بالقتل والذبح، فمنهجهم قائم على أساس تدمير الانسانية وكل ما يتعلق بها تاريخياً، ولذلك فان من واجب البشرية وكل شعوب العالم، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية. ان تتّحد وتتفق وتتعاون للقضاء على الارهابيين قبل ان يتمكّنوا منها الواحد تلو الاخر فيدمروا كل شيء ويعودوا بالبشرية الى عصور التخلف والظلام. ان كل يوم إضافي يمر على سلطة الارهابيين في الموصل يعني المزيد من الدمار، فهؤلاء المتخلّفون الجهلة والوحوش الكاسرة والهمج لا يمنعهم شيئاً ابداً من تدمير الحياة.