حجم النص
بقلم:جهاد جعفر للوهلة الاولى اجد من الصعوبة المقارنة ما بين محافظة تعد ثاني اكبر المدن العراقية بعد بغداد اذ يبلغ عدد سكانها اكثر من ثلاثة ملايين انسان الاغلبية فيها للأخوة الابناء العامة وتتوزع بقية النسب على المذاهب والاديان الاخرى وبالمقابل هناك ناحية صغيرة نفوسها عشرون الف وغالبيتهم من الشيعة الموالين لآل البيت (ع) المقارنة بينهما مستحيلة في البعد السكاني او الاقتصادي او حتى الانتمائي فضلا عن البون الشاسع في مساحة كل منهما لكن نستطيع ان نلخص اوجه التشابه بينهما بطرح واحد وهو انهما دخلا التاريخ العراقي والعالمي في ان واحد نظرا لتعرض كلاهما الى غزوة شرسة من عصابات داعش القذرة وهنا سجلت صفحات التاريخ المواقف واختلفت معاني الصمود وملاحم البطولة فالموصل سقطت بساعتين دون مقاومة تذكر وامرلي التي وصفت بقلعة الصمود والاباء يقاتل فيها الصغير والكبير الرجال والنساء وحتى الاطفال لأكثر من ثمانين يوما واصبحت عصية على الارهابين والقتلة وهم محاصرون وقراها وعشائرها متماسكون في ضرب الدواعش الوهابيين بعكس الموصل التي شهدنا ابوابها تفتح امام اقذر البشر والعشائر تبايع تارة وتجهزهم بالمؤونة والمعدات تارة اخرى بل وصل الامر للمشاركة في سبي العائلات وتهجيرها على اسس طائفية مقيتة أذن الموصل خانت وباعت وامرلي ضحت وقدمت قرابين الحرية والشهادة ولو سلمنا بان الضباط من الجيش والشرطة قد خانوا وانسحبوا والسياسيين شاركوا في التآمر والخذلان وهو ما حصل فعلا هل من المعقول ان ثلاثة ملايين فرد عراقي يقفون متفرجين على الفين من المجرمين الارهابين يستبيحون العرض وينتهكون حرمة الاسلام والمسلمين ويفجرون المراقد ويهدمون تاريخ وحضارة الالاف السنين بسبب فكر جاهل واعمى ومنحرف عن المبادئ والعقيدة الاسلامية السمحاء, التاريخ لا يرحم ويطالبكم بالعودة الى حضن العراق, ودول الجوار المتآمرة لن تنفعكم ومخططات الغرب في التقسيم ستدمركم وتقضي على اخر نفس في الجسد العراقي الواحد فمشاكل العراق لا تكمن في التفرقة والآمال الكاذبة التي يملئكم بها الوسط السياسي المتاجر في مطالبكم الوطنية هدفه السلطة والبقاء اكبر فترة ممكنة يتحكمون في مقدراتكم ويتنافسون في بيعكم بثمن بخس فما بالكم يأاهل الموصل والله لقد جعلتوا منا اضحوكة امام شراذم القوم لكن عاصفة امرلي قلبت المعادلة واذاقت الدواعش ذل الهزيمة والانكسار بصولة الصبر والصمود انحني امام شعب يقاتل بولائه لعراق علي والحسين والمسيح والشافعي واليزيدي والكردي واخيرا للوطن الذي يحتاج الى ابناءه جميعا والوقت لم ينفذ في لملمة الجراح واستعادة الثقة بإخوانكم وانتفضوا على جرذان داعش واتخذوا من امرلي انموذجا تنطلقون منه في الدفاع عن محافظتكم واصطفوا مع ابناء القوات المسلحة وفصائل المقاومة الشريفة التي تناضل لتحريركم ونصرتكم فالعراق بلد الجميع ومسؤوليتنا المشتركة واعلموا ان النصر قريب...