- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النخبة السياسية عكست واقعا سيئا للديمقراطية في العراق الجديد ؟!
حجم النص
بقلم: محمد حسن الساعدي التحول أو التغيير في العراق بعد أحداث عام 2003 عكس واقعاً مؤلماً لسياسيينا، ونظرة قاصرة لديهم في طريقة التعاطي مع هذا التحول الكبير والخطير في البلاد، بل لم يتمكنوا من التعاطي الايجابي مع المجتمع العراقي،والاتساق مع طموحاته، خصوصاً وأن السياسي الناجح هو من يتكأ على جمهوره لا على تاريخه أو نسبه أو حسبه، وإلا الكثير من الشخصيات العراقية اليوم تملك التاريخ ولكنها لا تملك الجمهور. أذا استطعنا أن نقف على هذه السلبيات فأننا سنقف عند:- 1) من المهمات هو الشد الطائفي لهذا أنبرى شخوص طائفيون كانوا الصوت المعبر عن جمهورهم، والذين كسبوا الجمهور من خلال هذا الجمهور وهذا الخطاب، مع العلم أن السياسية لا علاقة لها بالخطاب والتأثير على الناخب، لان هي خلال فترة الانتخابات، بل كان الأولى أن يسعى السياسي الذي يمثل هذه البيئة أن يكون معبراً عن التلاحم والألفة بين أبناء الشعب الواحد. 2) النظرة الدونية للمجتمع، والابتعاد كلياً عن همومه ومعاناته، هذا أحد الأسباب المهمة التي أفشلت السياسي العراقي، وجعلته محط استهزاء للشارع العراقي. 3) الانتماء الحزبي لا المجتمعي هو الآخر سبب شرخاً في العلاقة المدنية بين السياسي والمجتمع، فصار ولائه للحزب بدل الوطن، وصار دفاعه عن الحزب بدل المواطن. 4) الشي الأهم من ذلك كله هو ضعف الثقافة السياسية لدى سياسينا، والنظرة القاصرة لفهم المشاكل وكيفية معالجتها سياسياً، فنرى افتعال الأزمات والصراعات والمشاكل، حتى وصل الحال بنا إلى استخدام السلاح في بلد لم يقم لحد الآن، ومازال يأخذ قوته من الأمم المتحدة، واحتجاز أمواله، وما زال يخضع لقوانين دولية، فبدل أن نسعى لتثبيت وترسيخ مبادئ الوجود الديمقراطي في العراق نعيش اليوم الصراع الطائفي، ورفع راية القتل بين مكوناته. 5) ثبت أنهم سياسيون فاسدون تماماً، هدفهم الكسب السريع، والحصول على الامتيازات، وحرق العراق والسعي إلى تمزيق أي روابط تربط أبناء المجتمع. واليوم نرى نتائجها واضحة في سقوط محافظات ثلاث بيد حفنة من شذاذ الآفاق، وقاطعي الطريق. هذه بعض ما ابتلينا به من سياسيين جاءوا بالصدفة، ليكونوا وبالاً على الشعب المسحوق الذي هو الآخر لم يكن على قدر كافي من المسؤولية تجاه وطنهم ومستقبل أبناءهم. من المؤسف حقا أن العراقيين أبناء العراق لا يدركون قيمة بلادهم أبدا، وهم لا يعرفون أيضا حجم التحديات والمخاطر التي تواجهها بلادهم محليا وإقليمياً ودوليا خصوصا إذا ما علمنا بأن بعض العراقيين قد وصل بهم الأمر إلى كراهية اسم العراق، بل ويحتقر بعضهم كل وجوده.. كما أن المتغيرات الإقليمية ومستوى الشد المذهبي الذي غطى الصراع الإقليمي،تفرض على العراق حماية توافقاته الداخلية الهزيلة التي عكست وضعاً سياسياً صعباً،مما يستدعي المزيد من التركيز عبور المرحلة بأقل الخسائر،وعبر مستويات معقولة من التضامن السياسي،وكما يبدو فان طبيعة الأداء السياسي للنخب العراقية الحاكمة لا تشير إلى تبنيها منهجا تصالحيا،مثلما أن أسلوب تشكيل القوى العراقية لا يشير إلى تبنيها برامج وأفكارا تبتعد عن مبادئ الدفاع عن الطائفة ضمنا أو علنا. أمام هذا المشهد المأساوي الذي يعيشه الداخل العراقي والمفتوح على كل الاحتمالات، مما يتوجب على الدول الإقليمية النظر لمصالحها الخاصة من خلال تدخلها المباشر لصالح قوة أو فئة يتم الرهان عليها في حمايتها لمصالحها بظل حالة التشرذم والتفتت الذي يعيشه العراق وبظل الهيمنة والسيطرة المفروضة عليه من قبل الأجندات الإقليمية، والسعي إلى رفع شعار الوطن والمواطن لا شعار الحزب أو الكتلة، والرجوع إلى المواطن العراقي لان بصوته ستكون سياسي ناجح.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى