حجم النص
بقلم / عبدالرضا الساعدي لا نريد التعميم هنا، ولكن لم تزل أغلب دوائرنا الحكومية نائمة في روتينها القاتل وإجراءاتها المعقدة بحق المواطنين. دوائرنا الحكومية وبالرغم من مرور أكثر من عقد على التغيير، ومن نظام شمولي صارم ومتشدد حد اللعنة، بحق العراقيين، إلى عهد مختلف يحلم فيه المواطن إلى نيل حقوقه بشكل ديمقراطي والعيش بكرامة ويسر وراحة بال.. فإن الكثير من دوائرنا الحكومية الخدمية لم تزل تعيش في ذلك الزمن، بذات العقلية والأسلوب والأداء، بل أن أغلب دوائرنا لم تطور آليتها في العمل ولم تتجرأ حتى الآن في تذليل الصعاب وتيسير الأمور في طريق المراجعين، وإنما العكس هو ما نراه تماما حين تزيد بعض دوائرنا من صعوبة المهمة أمام المواطن المراجع لها لإنجاز معاملة أو قضاء مهمة معينة، رغم أن هذا البلد يمر بظروف استثنائية صعبة، والشعب بمجمله قد نذر نفسه للجهاد من أجل حماية البلد ومقدساته وممتلكاته.. بمعنى أنه يتطلب أن نخدم الناس بشكل استثنائي في هذه المرحلة الحساسة الحاسمة من تاريخ العراق، وهذا أقل ما يمكن أن نفعله تجاههم، ولكن بعض دوائرنا الحكومية الخدمية تغرد خارج السرب وكأنها في كوكب آخر!!.. تعقيد وروتين وصعاب عديدة من شأنها أن تجعل هذا المواطن عبارة عن مروحة تدور بين أبواب هذه الدوائر التي _ وللأسف نقولها _ أصبحت بمرور الوقت مصدر تذمر واستياء وخيبة، من قبل المراجعين. ترى متى يحين وقت الجدية والغيرة والمسؤولية لدى بعض المسؤولين والموظفين ليكونوا بمستوى هذا الشعب المجاهد وعطائه ودمائه الطاهرة.. نكررها ثانية، كفى تعقيدا وتشددا وروتينا قاتلا.. كفى.. فنحن الآن في مرحلة استثنائية بمواجهة أعداء الوطن من كل الأصناف والأشكال، مرحلة صعبة تتطلب العمل الاستثنائي في إنجاز معاملات الناس بيسر ومرونة وبأقل التكاليف والجهد، والتعامل معهم بحب وتقدير واحترام، وهو أقل ما يمكن أن تقدمه دوائرنا الحكومية الآن، وبالتالي فإن العمل المخلص والنظيف والمؤدي إلى الإنجاز الاستثنائي وخدمة المواطنين الكرام والوطن الحبيب، هو نوع من الجهاد أيضا، فمتى يحين جهاد دوائرنا المؤجل حتى اللحظة ؟!
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!