حجم النص
بقلم:صالح الطائي سيدي الطفل اليتيم سيدي يا من يمد يده يستجدي اللقمة بعيون ترنو نحو الأعلى إلى حيث المجد لله في العلا. سيدي يا من كان عبر التاريخ يبحث عن لقمة مغموسة بسلام لا بدم، فأجبره البغاة على أن يأكل بعضه. سيدي يا من كان يبحث عن مسجد يصلي فيه... عن صليب يصلي إليه... عن حنين ينام بين يديه، عن شيء يقال أنه موجود في كل إنسان اسمه الضمير.! سيدي الطفل الصغير؛ أين الضمير؟ * * * سيدي الطفل اليتيم على أي قائمة انتخابية محسوب أنت؟ في أي سجل موجود أسمك؟ ما رقمك، مليون.. اثنان.. خمسة ملايين؟ من منهم وضعك في مشروعه؟ من منهم جعلك في سجل أولوياته؟ من منهم يفكر فيك ويحسب لك حسابا؟ أم أنهم لا يعلمون بوجودك ولكنهم يطالبون بصوتك بإصرار، فالصوت عندهم أغلي من الذهب الدينار، يا للعار.. يا لعار أمة تركت عبادة الخالق وسجدت تتعبد بالدينار. * * * سيدي الطفل اليتيم لو أن الهالكون خروجا من مجلس النواب، واللاهثون أملا بدخوله طمعا بجزيل الثواب، ومن يروج ويزمر ويطبل لهم ومن يحلف بالبطانية والمدفأة أنه سينتخبهم؛ تبرع كل منهم (عانة) واحدة شهريا لما رأيناك بهذه الصورة التي تقطع نياط القلب. * * * سيدي الطفل اليتيم أنا لا أتأسى عليك لأنك تمد يدك فإذا لم يعطك أحد تعود إلى الرصيف لتنام وتحلم بغد برياني ودجاج محشو وتوابل، بل أتأسى عليك لأن وقوفك هذا سوف يطول، ويدك المرفوعة إلى السماء سوف تتعب، ولن تجد بينهم من يشعر بوجودك، لن تجد بينهم من يضع فيها شيئا لكي تنخفض كباقي الأيدي إلى مستوى أيدي البشر.! ما ذنبهم سيدي الطفل اليتيم؟ إنهم مشغولون بانتخاب مجدهم وجيوبهم.! ما ذنبهم؟ وهم يبحثون عن مصـ.... مصـ.... عن مصلحتهم.!