حجم النص
بقلم :حميد الموسوي
تعالت الاصوات من جهات ومرجعيات دينية وعشائرية وتنظيمات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني، متفقة على ضرورة احياء وتنفيذ تشكيلات اللجان الشعبية وخاصة في المناطق المستهدفة و التي تكررت الاعتداءات الارهابية فيها وتنوعت : من سيارات مفخخة الى احزمة ناسفة، الى عبوات مزروعة ولاصقة ،الى تصفيات غادرة بكواتم الصوت ، الى خطف وتهجير وترويع .. الحديث عن اللجان الشعبية والدعوة الى اقامتها والعمل على تنظيمها ليس بجديد فقد دعا اليها الراحل عبد العزيز الحكيم رحمه الله مع بدايات اشتداد الهجمة الارهابية العربية المنظمة التي استهدفت التجربة الديمقراطية وهي في مهدها، محاولة اسقاطها بشتى السبل واعنف الوسائل با ذلة الاموال الطائلة والدعم الاعلامي واللوجستي لتنظيمات القاعدة المتوحشة وبقايا فلول البعث الصدامي .
ولو استجيبت تلك الدعوة في حينها لكانت اللجان الشعبية خير داعم وساند وظهير للقوات المسلحة في صدها لتلك الهجمة المسعورة ولأخمدت نيرانها باقل الخسائر، ولما بقيت الى هذه الساعة تعيث بارض العراق فسادا وبارواح العراقيين ذبحا وتهجيرا وترويعا.
تشكيل اللجان الشعبية لايعني الانتقاص من دور القوات الامنية او منافستها على الاطلاق بل على العكس تماما ،مع انه اجراء مارسته جميع الدول التي شهدت ثورات شعبية واسقاط نظم ديكتاتورية وكذلك الدول التي تتعرض للنكبات وللاستهداف .
الحكومة العراقية ايدت تشكيل قوات الصحوة في المناطق الغربية والمناطق التي كات ملاذا لزمر القاعدة ثم انقلبت عليها بعدما تكشف لها زيف وبطلان ادعاءاتها وسقوط اخلاقها ،وتجردها عن القيم الانسانية والمثل العربية فضلا عن كفرها بمقدسات الدين وتشويه الرسالة المحمدية السمحاء.
وقد نجحت هذه التشكيلات بطرد تلك الزمر الخبيثة وطهرت الارض العراقية من المنحرفين المرتزقة ،وكان للدعم الحكومي وتخصيص رواتب لرجال الصحوة ابلغ الاثر في نجاح واستمرار هذه الفصائل.
وتشكيل اللجان الشعبية في المناطق التي تعرضت وتتعرض لأستهداف زمر القاعدة ومن يدعمها لايختلف عن تجربة قوات الصحوة خاصة بعد الوعي الجماهيري وحرص الناس على حماية مناطقهم ومقدساتهم وممتلكاتهم.
لقد تكررت عمليات القبض على ارهابيين قبل واثناء تنفيذهم للعمليات الاجرامية من قبل جماهير واهالي المناطق ومنها مدينة الشعلة وجسر ديالى والزعفرانية وتنفيذ الحكم العادل بهم قبل فرارهم ،ورأينا كيف دافع اهالي قضاء المقدادية عن مرقد الامام احمد بن موسى الكاظم (ع ) وصدوا الهجوم الارهابي الذي حاول تفجيره وقتلوا المجموعة المهاجمة ولم يتلقو الدعم من القوات الامنية هناك. ثم اكتشفوا ان من بين المجرمين القتلى محكومون بالاعدام منذ عامين كانوا قد قتلوا العشرات وهجروا مئات العوائل قبل ان يقبض عليهم ثم يطلق سراحهم ليجددوا نشاطهم الاجرامي !.
ما يجري في مناطق بغداد المستهدفة ، وما يجري في اللطيفية والمحمودية والاسكندرية .. وما يجري في مناطق الشبك وطوز خرماتو وتل عفر.. ومايجري في بعض اقضية ونواحي ديالى ..وغيرها يستدعي الاسراع في تشكيل اللجان الشعبية تحت اشراف حكومي وتدريب متطور وقيادة كفوءة لتكون ظهيرا ساندا لقوى الامن الداخلي في ردع الارهاب ودحره .
أقرأ ايضاً
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- تشكيل الهويات الإجتماعية
- الثقة الشعبية بالمحكمة الاتحادية العليا