حجم النص
حكايةُ مدينةٍ ترقدُ على الذهب ويأكل أهلها التراب.! ويلتقي فيها رافدي العراق ويشرب اهلها من مياه البحر المالحة, لعل هذهِ الصورة رسمت لتشكل لوحة مأساوية, خطت ألوانها بأنامل مبدعو التسويف ومصادري الحقوق الذين بدأت نجومهم تتلألأ في سماء العراق الجديد.
الحديث عن بصرة المعطاء حديث ذو شجون والم كبيرين, فعندما تذكر البصرة تذكر ميزانيات العراق (الانفجارية) وحصت الأسد منها لثغر العراق, ولكن مالها لا ينسجم مع احتياجاتها فضلا عن تهميش دورها في الجانب الاقتصادي, ابتدأ من تسويف مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية, وانتهاء بفقاعةِ خور عبد الله هذا المشروع الذي اخذ حيزا اعلاميا كبير, وكان يراد منه التغطية على فشل الحكومة المركزية في التعاطي مع الإخفاقات المتكررة على كافة الأصعدة.
هذه المحافظة كانت ولا زالت حلبة للصراعات والمزايدات السياسية, لما لها من ثقل اقتصادي يشكل ما نسبته 80% من احتياط النفط العراقي, وتدر على الموازنة العامة ما يعادل 70% من منها, فضلاً عن كونها المنفذ المائي الوحيد للعراق ومجاورة لثلاث دول من الجنوب, وهي المدينة الثانية من ناحية التعداد السكاني بعد العاصمة بغداد , بطبيعة الحال هذه المعطيات تجعل البصرة من اهم المحافظات, وبما انها كذلك دفعت ضريبة المزايدات لعقود طويلة.
وفي الوقت ذاته لا تزال مدينة السياب تبحث عن بارقة امل تنشلها من واقعها المزري, ولعل هذه البارقة بدأت ملامحها بالبروز بعد الثورة الادارية التي حصلت في الاشهر الماضية, تمخضت عن تحسن ملحوظ في واقع الكهرباء والخدمات الأخرى, على امل ان يتحسن واقع مياه الشرب الذي اصبح يمثل بصمة عار على كل الحكومات المحلية السابقة, فمنذ سنوات طويلة واهالي البصرة يشربون من مياه البحر المالحة.!
ان هذه النجاحات وعلى الرغم من الفترة الزمنية القصيرة انعشت امال البصريين, وجعلت بعضها قاب قوسين او ادنى من ان يتحقق, السؤال الاهم في هذا الجانب, يتمحور حول موضوع يشغل الشارع البصري, هل سيبقى ثغر العراق عطشان؟ ام سيروى بعد ضما طويل سيما بعد تفاعل جيد من قبل محافظ البصرة الجديد وفريقه الذي يعمل معه والجميع يترقب تصريحاته حول حل ازمة المياه الصالحة للشرب عند نهاية عام 2014 .
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي