حجم النص
بقلم :محمد الحسن
الكثير تسحره العبارات المتحدّية, سيما إذا صدرت من رجال السلطة .. لعلها تأثيرات البنية الأجتماعية التي تسود فيها "لغة القبيلة" والعصبية المتقاطعة مع روح العصر, وقيل في هذا الصدد "ثلثين المراجل للسان" وقد نجد في هذا المثل الشعبي العراقي تفسيراً دقيقاً لكثير من السلوكيات والممارسات التي صارت ثقافة سياسية يراد منها الحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم والأسناد, سيما في نظام يكوّن الشعب فيه رقم صعب في معادلة تشكيل الحكومة .
لنا مصاديق عديدة في هذا المجال, تحوّل بعضها إلى محل زهو لبعض الرجعيين رغم تعارضه مع أصول العمل السياسي والمهني كالعبارة الشهيرة لدولة الرئيس ( بعد ما أنطيها ), والأقوال التي يتهم فيها جهات وشخصيات بالإرهاب بيد أنه لم يكشف عنها !!
في أحيان كثيرة يُكشف الإنسان على حقيقته المجردة, وهذا يحدث بشكل مستمر, إذ نجد تعارض معطيات الميدان مع ما يقوله هذا أو ذاك فيصنّف المتحدث ضمن قائمة "الكذابون" . هذه المرة (عدنان الأسدي) يقتفي أثر رئيسه, مبشّراً الجماهير العراقية بنجاح الخطة الأمنية خلال أيام عيد الفطر المبارك, مع أن المفخخات حصدت أروح أكثر من مئة وخمسين مواطناً بين شهيد وجريح, ولا أدري ما هي معايير الفشل والنجاح المعتمدة لدى السيد الوكيل ؟!
أن هذه الأساليب لها غاية واحدة باتت معروفة لدى الجميع, وعندما يتحول الكرسي إلى غاية تصغر أمامه كبار الأمور وتفقد الدماء حرمتها .. الفشل والأرتداد نجاحاً بنظرهم طالما بقيت المواقع بعيدة عن مرمى سهام العابثين, بل قد تتحول تلك الأحداث المأساوية إلى مبررات حمقاء يستخدمها أرباب الفشل لديمومة وجودهم في سلطة (لا تهش ولا تنش) .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً