- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صفحات الفيسبوك ... السلطة السادسة !!
حجم النص
بقلم :نوار جابر الحجامي
ما ان بدأت الشرارة لثورات الربيع العربي ؛ حتى اصبح المارد الذي حرك الملايين من الشعوب العربية , هو مقصد الكثيرين من مريدي التواصل الاجتماعي والمهتمين بالوضع العام للبلدان .
الفيسبوك هو هذا المارد الذي قلص العالم من قرية صغيرة الى غرفة واحدة , يتداول فيها المشتركين الحديث كما يحلو لهم وكل على هواه .
وبما ان المارد الازرق الذي صبغ وجوهنا بلونه !! له فوائد وله مضار ؛ فبالتأكيد هناك المحبين والمريدين ... وهناك ايضا الكارهين والمتململين !!
اكثر ما اثارني هو صفحات الفيسبوك السلاح الخطر جدا , المستمد قوته من جهل متابعيه وركوبه للجو العام الممكن التجيير لأي اتجاه كان وبكل بساطة .
وفي الصفحات الفيسبوكية (البيجات) تجد الغث والسمين ... والموالي والمعادي ... والعاشق الولهان والكاره الحقود ..... كلهم اجتمعوا في غرفة واحدة ولكم ان تتخيلوا مقدار الفوضى !!
عبر صفحات الفيسبوك , بأمكان اي كان اعداد جو تخيلي (لشعب الفيسبوك كما يحلو للفيسبوكيين ان يسموا انفسهم) , يتم من خلاله تسويق اي رؤية او اي وجهة نظر بسهولة , بمجرد اضافة بعض بهارات العواطف .
وبما اننا شعب عاطفي يسير خلف من يؤثر عليه عاطفيا ؛ لذا نرى شعب الفيسبوك تأخذه رياح الفيسبوك يمينا وشمالا , فلا رأي ثابت لهم سوى ما يرونه الاتجاه العام للمنشور , وفق نظام على حس الطبل ... !!
وصفحات الفيسبوك الفاضحة للفساد , والمتحيزة للمواطن العراقي , اصبحت تمثل سلطة ضغط على اصحاب القرار العراقي , من خلال تحشيد الناس فكريا وتسويق الافكار التي يراها صاحب الصفحة .
وكثيرا ما نرى سياسيين عراقيين يغازلون صفحات على الفيسبوك , من خلال تبني ارائهم وتنفيذ ما تنادي به صفحات موقع التواصل الاجتماعي .
ولشعب الفيسبوك مواقف قوية , كانت الخط الخلفي لأغلب التحركات المدنية المطالبة بأنصاف المظلومين واعادة الحقوق لاصحابها .
ولا ازال اذكر اعلان انتصار شعب الفيسبوك على قرار الحكومة بالغاء الحصة التموينية , بعد ان تراجعت الحكومة عن قرارها بالغاء الحصة التموينية وابدالها ب15 الف دينار عراقي لكل فرد .
واليوم تخوض صفحات الفيسبوك صراعا مريرا مع اقرار قانون الغاء رواتب البرلمان والرئاسات الثلاث , من اجل ايجاد نوعا من العدالة الاجتماعية .
وما الزخم المتأتي للحملة , الا نتاج لصفحات الفيسبوك التي راقها المطلب و تحول من خلال التسويق الجيد عبر صفحات الموقع الازرق الى مطلب جماهيري .