بقلم :سامي جواد كاظم
الكثير ممن يفطن للعلاقة بين الوهابية واخوان المسلمين بانها علاقة ليست على ما يرام ولها جذور العداء التي جذرها ابن باز عندما سُئل عن رايه بالاخوانجية فقال في مجلة "المجلة" الناطقة باسم الوهابية العدد 806 بتاريخ 23-29 تموز 1995 مانصه "الإخوان المسلمون لا يعتقدون العقيدة الصحيحة".
وفي نفس المجلة أي "المجلة" الناطقة باسم الوهابية العدد 830 بتاريخ 7-13 يناير 1996 ص10 و11 تأييدا لفتوى ابن باز في تكفير حزب الإخوان: "إن مرشد الإخوان السابق عمر التلمساني من الدعاة إلى الشرك ومثله الشيخ حسن البنا لأنه كان صوفيا من أهل الطريقة الشاذلية وكذلك سعيد حوى الداعي المشهور من دعاة حزب الإخوان لأنه مدح الطريقة الرفاعية ومصطفى السباعي مرشد الإخوان في سوريا". فكل هؤلاء من الدعاة إلى الشرك لأنهم على غير عقيدة الوهابية.
ويقول الداعي الوهابي عبد الله بن محمد الدرويش في كتابه المسمى "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" في ص 315: "إن سيد قطب رجل كافر." ومما يدل أن كاتب هذا الكتاب وهابي قوله في الصحيفة 13: " الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام هذه الدعوة قدس الله روحه."
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز : حديث النبي (ص) في افتراق الأمم (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة ) فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة هل هاتين الفرقتين تدخل…؟ فأجاب –أي ابن باز- تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين."
هذا هو راي الوهابية بالاخوانجية وذلك لان السعودية تفكر في قيادة الامة الاسلامية بامتياز وجود الكعبة وقبر الرسول على اراضيها وطالما ان الاخوان لهم افكار خلاف ما تفكر به السعودية من جهة ومن جهة اخرى جماهيرية الاخوان في مصر تفوق عدد سكان السعودية ، والخليج بدا يستخدم الاخوان في علاقة البعض مع البعض مثلا قطر قربت الاخوان نكاية بالسعودية .
فوز الاخوان في الانتخابات معناه فوز حركة اسلامية بالديمقراطية وهذا المفروض يتفق ومنهجية الوهابية باعتبار انها تؤيد الحكم الاسلامي ولكنها كشفت عن حقيقة ما تضمره للاخوانجية وقبل ذلك عملت بكل ما لديها من قوة على اختراق الاخوان ولعبت بشكل احترافي في ايجاد هوة بين الاخوان والازهر كما واستطاعت من دس عناصر وهابية مصرية تم شراء ذممهم بالريال السعودي لتخلق خطاب مواز للوهابية في التكفير والتنفير من خط الازهر المعتدل ، لهذا في كثير من المواقف يجد نفسه شيخ الازهر في موقف لا يحسد عليه في كيفية التعامل معها لاسيما الاعمال الارهابية التي تحدث في مصر ويتبين لهم انها بايادي وهابية بلباس ازهري .
بارك الله بالدكتور احمد كريمة عندما فضحهم في اكثر من برنامج وكشف زيفهم ووصفهم بخوارج الامة الذين حذر منهم الرسول ، الوهابية لا تنسى الماضي ولعل البعض استغرب من زيارة مرسي للسعودية وحصوله على صدقة مليار دولار وولائه المطلق للسعودية ظانا انها ستقف معه في استرداد عافية الاقتصاد المصري لكي يثبت الكرسي الاخواني ويالغباء الرئيس فلا يعلم انه اضحوكة بيد الوهابية وهاهو ملك السعودية يهني عدلي منصور والجيش المصري على قراراهم بعزل واعتقال مرسي ، حيث ارسل الملك السعودي برقية مستعجلة يقول فيها ما نصه: (نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها... نشدّ على أيدي رجال القوات المسلحة كافة، ممثلة في شخص الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف حقّها في العملية السياسية… حفظ الله مصر واستقرارها وأمنها)، واما فرحة امعة السعودية من دول الخليج فلم تكن بخافية بل وصلت حتى الانحطاط فشماتة وزير خارجية البحرين بسقوط مرسي ادت به الى اطلاق أغنية السح الدح امبو على موقعه في تويتر!
حاول الاخوان جاهدين كسب ود الوهابية من خلال موقفهم المتطرف من ايران الشيعة ولكن هذا لا يطفئ نار الحقد الوهابي المتاصل في داخلهم ضد الاخوان وسنحت الفرصة للوهابية في الشماتة والطعن .