حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
دائما سبب الحروب هو دفاع او احتلال ومهما يكن السبب فالقاسم المشترك بينهما هو اما الدفاع عن ارض او مفاهيم والاحتلال هو اما لاحتلال ارض فيها خيرات او لهدم فكر معين يشكل خطرا على مفاهيمهم ويكون الانسان هو المحور في الدفاع والاحتلال والهدف ، هذه الحرب تتطور مع الزمن ويتطور معها اسلحتها والطرفان يسعيان لتحقيق اهدافهما باقل خسائر ممكنة فكيف بها اذا اصبحت تجارة رابحة ؟
مصطلح القوة الناعمة او الحرب الناعمة الذي ظهر في الافق ويستحق ان يكون منافسا للافكار والايديولوجيات التي اخذت حيزا من تفكير الانسان بل تعتبر الافضل من الراسمالية والاشتراكية والعلمانية ، بطل هذا المصطلح هو جوزيف ناي الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس المخابرات الوطني، حيث الف كتابا بعنوان القوة الناعمة وهي وسيلة النجاح في السياسة الدولية .
مداخلة نستفاد منها في نهاية المقال قال رسول الله (ص): كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه - وسائل الشيعة: ج11 ، ص296.هذه التبعية من الابناء للاباء هي على الفطرة الا ما شذ عن هذه القاعدة مثلا شخص يهتدي لاهل البيت وهو من عائلة وهابية وشخص فاسق وهو من عائلة ملتزمة ولكن السياق السليم للفطرة السليمة هي تبعية الابناء للاباء واكد ذلك القران الكريم عندما يطلب الانبياء من قومهم الايمان بالله عز وجل يقولون هذا ما وجدنا عليه ابائنا .
نعود لاصل المقال... بدات تفكر القوى الظلامية الاستعمارية في كيفية تحقيق اهدافها وتسويق افكارها وسلب ثقافتنا وخيراتنا بطرق اقل ما يقال عنها انها شرعية وبشكل ناعم وانا اعترض على ذلك فالناعم له ملمس ولكن الشفاف هو الذي لا يرى ، ولهذا بدات باهم عنصر في المجتمع الا وهم الشباب فاذا هدمت المنظومة الخلقية للشباب تكون طاقاتهم اما مهدورة او تعود بالاثر السلبي على المجتمع من اجرام وانحراف خلقي ومن بين اهم الوسائل الذي تستخدمه هذه القوى هي التطور التكنلوجي والتقني الذي غزا العالم وابهر الشباب ومن خلال هذا التطور استطاعوا امتصاص طاقات الشباب ليهدروا عمرهم في امور هم جعلوها تافه ، من هذه الوسائل الانترنيت ، الفضائيات ، الموبايل، البلي ستيشن ،وافلام الاكشن التي تتخللها لقطات اباحية .
عملية حسابية بسيطة لمعرفة المال المهدور والطاقة المهدورة والاخلاقيات الفاسدة المكتسبة ، فلو كان ربع العراق شباب أي اثنان مليون ونصف شاب ولو نصفهم يحمل اكثر من موبايل تخيلوا الاموال المصروفة على شراء الجهاز والخطوط و بطاقات الشحن كم هي ؟ تخيلوا البرامج الحديثة التي تحمل من على اجهزة الموبايل الحديثة التي اصبحت الشغل الشاغل للشباب في قتل اغلب اوقاتهم وترك دروسهم ،هذا ناهيكم عن المكالمات غير الاخلاقية والفاسدة التي يجريها الشباب بشكل اما عفوي او مقصود ، تخيلوا الانترنيت الذي يسمح للشباب بفتح مواقع مجانية ولا يعلم الشباب لماذا مجانية ؟ تخيلوا الوقت المهدور على الفيسبوك والذي يقال عنه التواصل الاجتماعي بل اصبح الهدم الاجتماعي فشريحة واسعة من الشباب وكبار السن والاطفال رجال ونساء تقتل اوقاتها في هذا البرنامج من اجل اشباع غريزة الفضول والتطفل لهم ليستخدموا هذا البرنامج باتفه الامور ، كم من شاب يهوى افلام الاكشن والتي بدات تكون حقيقة على ارض الواقع في العراق ولا احد يعالج هذه السلبيات لانها من خلال الافلام اصبحت امر معتاد عليه وتشبع الشباب بهكذا مشاهد ، هل ان شركة الخطوط النقالة التي تعطي خطوط مجانا هل فعلا هي مجانا ام لغايات اخرى تربح منها ؟ هل المسابقات والرسائل التي تزعجنا كثيرا من على اجهزة الموبايل جاءت للترفيه ام للهدم ؟ اعتقد الكل عانى من مشكلة الالعاب الحربية للاطفال وما تخلفه من اثار سلبية في هدم الافكار السلمية البريئة للطفل لتصبح حربية اجرامية ، انها حرب شفافة لا يعلم بها احد !!!!
مداخلتنا بخصوص الابناء تبع الاباء في هذا الوقت عندما يخلق اعداء الاسلام جيل من الشباب فاسد فانه يكون قد هدم المنظومة الخلقية للشباب وبعد خمس سنوات او عشر سنوات تبدا هذه القوى بجني الثمار حيث ان الشباب سيكونون اباء ويكون ابنائهم على شاكلتهم في الانحراف وعندها لا تحتاج هذه القوى الاستكبارية الى صرف اموال وخطط جهنمية وبذل جهود لهدم المجتمع الاسلامي حيث تبدا بجني ما زرعته قبل عشرة اعوام ، لماذا لا نحسن استخدام سلاحهم ضدهم من خلال الاستخدام السليم لهذه التقنية المتطورة ؟