حجم النص
بقلم :نوار جابر الحجامي
من يتابع الوضع السياسي العراقي يجد فيه الكثير من المتناقضات والكثير من السخافة (للاسف) .
يبدو ان المسؤولين و المتنفذين في السلطة لا يسمعون سوى من كان صوته عاليا و اما من سكت فلا حق له .
من يستمع الى مطالب اهلنا في الانبار يجد ان بعضها محقة ؛ ويجب ان تنفذ من باب الانصاف , والحكومة تركض (باديها وبرجليها) لكي تنفذ ما يريدون . بينما الاعلام يركز على مطالبهم فقط من دون ان يضع بالصورة ان المطالب الدستورية منها هي لكل العراقيين وليس السنة ان كانت هذه المظاهرات سنية كما تدعي بعض الوسائل الاعلامية .
اضحكني تعامل الحكومة مع هذه الازمة ؛ فنحن حين ندعمها في تلبية المطالب و الاسراع بها , نجد ان الحكومة قد اخرجت مظاهرات تقول كلا كلا للطائفية بينما معتصمي الانبار يقولون كلا كلا للطائفية (لعد يا هوة الطائفي ابوية) .
اكثر ما استفزني من مطالب المعتصمين هو انهم يطالبون بالغاء التهميش , واعطاءهم حصة من المناصب والتعيينات... و انا هنا اشد على ايدي المعتصمين في هذا المطلب ؛ فانا ومن معي من رفقاء الدراسة لم نحصل على حصتنا من التعيينات ايضا , بينما الاخوة من اهل السنة يحصلون على ما يريدون وباسم المصالحة الوطنية .
انا لا انتقد حصولهم على تعيينات ووضائف في الدولة فهذا حقهم الشرعي , ولكني ارفض ان اهمش وارفض ان اترك على قارعة الرصيف لاني لم (اهوبز) امام الكاميرات .
لا اعلم من هو صاحب المقولة التافهة التي تقول (السكوت علامة الرضا) , بل ان السكوت في العراق هي علامة الضيم الذي يجري على العراقيين .
لا اعلم كيف للحكومة ان تحكم باسم اهالي الجنوب بينما هي تغبن حقهم الدستوري في العيش الكريم .
يبدو ان كل المعطيات تدعو للسخرية... فالمنادين باعادة صياغة قانون المسائلة والعدالة يعتقدون ان المظلومين هم من اهالي (الغربية ) ان صح هذا التعبير , بينما الاغلبية هم من الجنوب ولكنهم ساكتين يتفرجون على الوضع الحالي .
نعم انا مع ان يحصل البعثي على حقوقه كاملة فهو بالرغم من مساندته يوما ما لمجرم العصر ولكنه يحمل الجنسية العراقية ويجب ان يعامل احتراما لهذه الجنسية .
ولكني مع ان ياخذ ضحايا البعث الفاشي اضعاف هذه الحقوق التي اعطيت للبعثيين .
وهنا يجب ان نذكر ان اغلب هؤلاء الضحايا هم من الجنوب , واليوم الحكومة ترفع صورهم ولكن ذويهم ما زالوا بنفس (الضيم والصليم) الذي هم به .
وبعد كل هذه المظالم نجد ان الحكومة عندما تصنف يقال عنها انها من الجنوب بينما ابن الجنوب ماكول مذموم .
أقرأ ايضاً
- دجاجات غاندي وملايين نوابنا
- قراءة في كتاب مديرية التسجيل العقاري في ذي قار لمؤلفه ابن خلدون .
- الحاكم النزيه في مقدمة ابن خلدون