بقلم :علي ياسين
من ألقاب زيكو التي عرف بها الثعلب! ولو تساءلنا ماذا أراد ثعلب الكرة البرازيليّة من اللقاء الأخير الذي جمع منتخبنا العراقي الذي يقوده بنجوم السامبا وسحرة الكرة؟ ونقول ماذا أراد زيكو وحده دون أن يقف خلفه اتحاد الكرة الذي بدا لا دور له في توقيت هذه المباراة ولا في نتائجها الوخيمة، ولا في أي شيء! لأنه كان مغيّبا ويتصرف دون أدنى شعور بالمسؤولية. يجيب زيكو نفسه عن تساؤلنا قبل أن يسأله أحد بأن المباراة ستكون فرصة للتعلم ، هذا هو المعلن من كلام زيكو، ولكن ما خفي من كلام الثعلب كان أعظم ، لأنه بهذه المباراة نوى أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وسعى كي يقطع الطريق على كل المشككين بقدراته من خلال إلقاء اللوم والعتب على اللاعبين دون غيرهم، أي أن زيكو كان في اختياره لهذه المباراة متناقضا مع نفسه، فهو يعلم علم اليقين الهوة الفنيّة التي اتسعت في عهده كثيرا بين العراق والبرازيل في كلّ شيء، ولكنه قبل خوض المباراة أكّد أن كتيبته ستقف ندّا للبرازيليين( ونذكّر أنه رفض عرضا إيرانيا فيما مضى لإقامة مباراة مع العراق مع تقارب المستويات إلى حدّ ما ) ونعود إلى عصافير زيكو التي ضربها جميعا في حجر مباراة البرازيل...أول عصافير زيكو التي رماها هي امتصاص غضب الشارع العراقي ونقمة الإعلام عند حصول أية خسارة قادمة للمنتخب العراقي، وهي متوقعة جدا في ظلّ هذا التخبّط الذي تشهده الكرة العراقيّة وفي ظلّ العشوائيّة التي تتحكم في قرارات اتحاد اللعبة وتوجهاته الاستراتيجيّة ، أما كيف يتم امتصاص غضب الشارع ونقمة الصحافة ؟ نقول سيتمّ ذلك عن طريق (اعتقاد زيكو) بأنه قد أوحى لهؤلاء جميعا ( الشارع والإعلام) بأن هذه هي حقيقة المنتخب العراقي وواقعه، وبخصوص العصفور الثاني الذي أراده زيكو فيتمثل عبر التلويح للاتحاد العراقي وللاعبين الذين لم يقصروا أبدا في هذه المباراة، بأن هذا هو واقع البرازيليين ( وزيكو منهم ) في لعب الكرة وإدارة شؤونها ، أما الخلل والوهن فهو عندكم ( يا اتحاد عراقي ويا لاعبين) أي أن زيكو أراد أن يرى نفسه بمرآة البرازيل وأراد أن يُري العراقيين صورتهم الحقيقيّة بمرآة غيرهم أيضا! وقد نجح ثعلب الكرة في ذلك أي نجاح !
دون أن ننسى بطبيعة الحال الأهداف الأخرى والفوائد التي جناها زيكو عبر هذه المباراة التي ( أرتنا حقيقة أنفسنا ) وهي مجموعة الأرباح والصفقات التي تمت بين زيكو ومافيا الكرة البرازيليّة وشركاتها الأخطبوطيّة ، ومصالحة الجمهور البرازيلي مع لاعبيه وغيرها من الأمور التي تمت على حساب مسيرة كرتنا العراقيّة التي تمرّ بمنعطف خطير ربما لا ينقذها منه إلا مشروع السيد راضي شنيشل الذي وئد في مهده قبل عامين حينما أراد أن ينتشل الكرة العراقيّة من الوحل الذي باتت تسبح فيه بعد الحصول على كأس آسيا 2007، وهو ما يتوجّب على اتحاد الكرة من إعادة النظر في ذلك المشروع واحتضانه من جديد بعد انتهاء تصفيات ريدو جانيرو.
علي ياسين
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!